انتخابات نقابة الصحافيين المصرية ..اللعب مع الكبار

انتخابات نقابة الصحافيين المصرية ..اللعب مع الكبار

19 مارس 2017
(أمام نقابة الصحافيين المصريين، تصوير: محمد حسام)
+ الخط -

أمام نقابة الصحافيين المصرية في شارع 26 يوليو بوسط القاهرة، كان هناك قرابة عشرة آلاف باحث عن المتاعب في انتظار الجمعة المؤجّلة منذ مطلع مارس/ آذار. انعقدت الجمعية العامة للصحافيين في انتظار اكتمال نصابها لبدء انتخابات التجديد النصفي للنقابة.

هذه المرّة كان اكتمال النصاب مؤكدًا، فالتأجيل من عادات الانتخابات الصحافية في مصر. بدأت المعركة منذ أسابيع، على منصب النقيب، وستة مقاعد من مجلس النقابة، بين عبد المحسن سلامة "مرشّح الدولة"، عضو الحزب الوطني السابق، وصحافي جريدة الأهرام، والوكيل الأسبق للنقابة المصرية، وبين النقيب الحالي يحيى قلاش، وفريقه ممن قالوا "لا في وجه من قالوا نعم".

خيمة عملاقة تجمّع داخلها الصحافيون، تحرسها قوّات الأمن في الخارج، لا يختلف المشهد عن تلك التجمعات المتتالية التي تشهدها سلالم النقابة المصرية، المعارضة على السلّم، و بوكس الشرطة في الأسفل، لكن القوّات التى تشتبك مع الصحافيين في كل مرّة، كانت هذه المرّة تؤمّنهم، كي تمرّ المعركة الانتخابية بسلام.

اللافتات في الشوارع المتاخمة للنقابة، بدت وكأنها إعلانات عن انتخابات عامّة موجّهة إلى الشعب بأكمله و ليس إلى جماعة محدودة من الصحافيين، سبقت منشورات فيسبوك لافتات المرشّحين، فكتب شباب الصحافة يتهكّمون على الأخطاء الإملائية للنقيب المحتمل، بينما كان البعض الآخر يحاول فبركة شائعات تنال من النقيب الحالي، فالحرب على أشدّها بين من اختار "السلامة"، وبين من قرّر أن يواجه النظام ولو بـ"قلاش".

على السلّم الذي هدّد أحد المرشحين بهدمه حال فوزه، جلس اثنان من صحافيي وكالة الشرق الأوسط - الوكالة الرسمية في مصر- يتندّرون على الوجبات الساخنة التي يقدّمها سلامة لمناصريه "وجبة وملاية"، في إشارة لقضية الآداب التي اتّهم فيها سلامة في التسعينيات من القرن الماضي، واحداً من أباطرة المخدرات في القليوبية بلغ عنه و" الله أعلم بقى تلفيق ولا حقيقي"، يتبادلان النظرات، والابتسامات عند رؤية سلامة عند مطلع السلم، وحوله مجموعة من صحافيي الصحف القومية "أهو كل دول عشمانين في زيادة البدل وعضوية مركز شباب الجزيرة وفاكرينه هيجيب الديب من ديله"، رغم نفي المصادر الرسمية لوعود عبد المحسن سلامة في زيادة البدل وعضويات مجانية للصحافيين في الأندية، إلا أنّه أصرّ على تلك الوعود مؤكدًا: "أنا مش هقول كلمة وارجع فيها".

في الشارع الذي يتّسع للجميع، وقفت فاتن، ترتدي بدلتها الجينز، على رأسها تاج يحمل ورة السيسي ومع البابا تواضروس، والبابا شنودة الثالث، حيث تزامنت ذكرى الراحل مع توقيت الانتخابات، فحضرت قداس إحياء الذكرى، ثم حضرت بعدها الاحتفالية الأهم في اليوم ،"أنا عندي صحافيين كتير أصحابي". شاركت فاتن "ثائرة" في "حملة تمرّد"، ثم "حملة كمّل جميلك"، وشاركت "راقصة" في عدد من الفعاليات أمام نقابة الصحافيين سواءً كانت احتفالًا بذكرى الثورة، أو تأييدًا لقرارات الرئيس. تؤيّد فاتن حقّ الصحافيين الحرّ في اختيار نقيبهم، لكن ليس كل الصحافيين بالطبع: "صحابي عاوزين عبدالمحسن سلامة يبقى هُمّا أدرى باللي في المصلحة".

في انتظار إعلان النتيجة، اتفقت العادة على أن يتمّ فرز صناديق النقيب أولا، توقفت الأنفاس، وازداد الشد و الجذب، توتر الجميع، مع كل صندوق يحسب فيه ورق لقلاش، وأوراق لسلامة، وأُُعلنت النتيجة، حظي بالسلامة كل من سعى إليها، ونال الآخرون شرف المواجهة.

يد النقيب السابق تؤازر يد النقيب الجديد، الصورة التى جابت جميع المواقع الصحافية، للتهنئة بخبر الفوز، كانت آخر ما نشر عن يحيى قلاش بعد المعركة، بينما لم يزل فريقه يكافح في غمار المعركة، فاز عمرو بدر، الذي كان اعتقاله من مقر النقابة سببا في اشتعال الحرب بين الداخلية المصرية وجموع الصحافيين، وخسر البلشي أحد أهم ركائز حركة الحريات في نقابة الرأي. مع بدر، صعد محمد سعد عبد الحفيظ، وجمال عبد الرحيم، وآخرون ممن سيكونون وقودا للمعركة في المرحلة القادمة، لكن دون أن يحدد طرف في صف من سيكون.

في اليوم الثاني لإعلان النتيجة، توالت الشائعات عن تشكيل المجلس الأعلى للصحافة، الذي يشكّل بقرار من مجلس النواب المصري، رشّحت الشائعات النقيب الأسبق مكرم محمد أحمد، لرئاسة المجلس، ومعه كرم جبر المرشح الخاسر على مقعد مجلس النقابة. يؤكّد مكرم أن الأمر في طور الاحتمالات، وأن لا أحد أخبره بذلك الاختيار حتى الآن، بينما الإعلامي مصطفى بكري يؤكّد أن الشائعة حقيقة واقعة، والجميع يصدق بكري.

المساهمون