ستيفن هوكينغ يدعو إلى دعم طلبة فيزياء فلسطينيين

ستيفن هوكينغ يدعو إلى دعم طلبة فيزياء فلسطينيين

14 فبراير 2017
(هوكينغ في فلسطين عام 2006، تصوير: عبّاس مومني)
+ الخط -

يحظى التعليم العالي بمكانة عظيمة في المجتمع الفلسطيني. وتعد نسبة الطلاب الجامعيين من سن 18-24 هي الأعلى في المنطقة العربية. وتمنح أربع جامعات في الضفة الغربية وجامعة في غزة شهادات عليا في الفيزياء. وتعتبر النساء هن الغالبية العظمى من الطلاب الذين يواصلون تعليمهم للحصول على شهادات عليا في مجال الفيزياء.

لسوء الحظ، هناك عدد من العوامل التي تعيق تطوير العلم رفيع المستوى في فلسطين. يتسبب احتلال الضفة الغربية وغزة في العديد من المشاكل والمشاق، منها القيود المفروضة على إمكانية التنقل داخل الأراضي المحتلة أو خارجها. أدى ذلك إلى عزلة دولية وفرص تطور محدودة لكل من الطلاب والأكاديميين.

على الرغم من هذه التحديات، فإن العلوم الفيزيائية في فلسطين متقدمة. لقد طورت جامعات عدة، على مدار الخمسة أعوام الماضية، تعاونا مثمرا مع شركاء دوليين، أوروبيين وآخرين من المنطقة العربية. علاوة على ذلك، وقعت فلسطين على اتفاقية تعاون مع سِرن (المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية - CERN) أضخم مختبر في فيزياء الجسيمات في العالم وموطن مصادم الهادرونات الكبير. وقد زادت هذه التطورات من المنفعة المتبادلة للمزيد من التفاعلات العلمية بين الفلسطينيين والمجتمعات العلمية الدولية.

ولتوجيه هذا الاهتمام، كوّن مجموعة من العلماء الدوليين في عام 2016 منظمة باسم علماء من أجل فلسطين (S4P). هدف هذه المنظمة تعزيز العلم في فلسطين ودعم اندماج الأراضي الفلسطينية المحتلة في المجتمع العلمي الدولي.

كان أول عمل لمنظمة علماء من أجل فلسطين هو التنسيق بالتعاون الوثيق مع الأكاديميين في الجامعة العربية الأميركية في جنين وجامعة بيرزيت، للمدرسة الفلسطينية المتقدمة في مجال الفيزياء (PAPS)، في يوليو/ تموز 2016. قد موّلت سِرن ومؤسسة مشاركة المعرفة هذه المدرسة المتقدمة (PAPS)، كما قامت باستضافتها الجامعة العربية الأميركية.

حضر إلى المدرسة مجموعة منتقاة من 30 طالبًا من طلاب الماجستير من جامعات مختلفة داخل فلسطين. حضر الطلاب بعد ترحيب البروفيسور (في جامعة كامبريدج) ستيفن هوكينغ من خلال رسالة فيديو.

حضر الطلاب محاضرات تناولت مواضيع مختلفة في الفيزياء المعاصرة وقد ألقى هذه المحاضرات علماء مشهورون على المستوى الدولي. البروفيسور (في جامعة سينسيناتي) فيليب أرجروس والذي حاضر حول دور التناظر، والبروفيسور (في كلية كينجز لندن) جون إليس وقد ناقش فيزياء الجسيمات الحديثة والبروفيسور جورجيو باولوتشي (المدير العلمي لمشروع سمسم SESAME وهو مختبر سينكروتون في الأردن: مسرع دوراني تزامني وهو نوع خاص من مسرعات الجسيمات التي يطبق فيها كل من الحقل المغناطيسي لتحريك الجسيمات بحركة دورانية والحقل الكهربائي لتسريع الجسيمات) وقد حاضر حول التطبيقات العلمية لإشعاع سنكروتروني. بالإضافة إلى ذلك، عمل الطلاب في مجموعات صغيرة على مشاكلات الممارسة معتمدين في ذلك على المحاضرات.

كانت المدرسة المتقدمة الفلسطينية في مجال الفيزياء بمثابة نجاح عظيم. دلّت استطلاعات الرأي على وجود حماس هائل بين الطلاب الذين حضروا للمدرسة؛ وجدوا أن المدرسة ليست مكانًا تعليميًا فقط، لكنها ملهمة أيضًا. كان المحاضرون والمنظمون المحليون والدوليون جميعهم في غاية الرضا عن المدرسة.

قدمت وسائل الإعلام الفلسطينية والدولية تقارير حول المدرسة الفلسطينية المتقدمة في مجال الفيزياء 2016، بما في ذلك التغطية التي أجرتها الجمعية الفيزيائية الأميركية ومجلة عالم الفيزياء وشبكة الجالية الفلسطينية في الولايات المتحدة والموقع الإخباري Mondoweiss. والأهم من ذلك، طور الطلاب والمحاضرون والمنظمون علاقات وصداقات متينة.

يؤمن "علماء من أجل فلسطين" أن المدرسة الفلسطينية المتقدمة في مجال الفيزياء يمكنها تقديم تأثير إيجابي عظيم على المدى البعيد في تطوير علوم الفيزياء في فلسطين في حال أصبحت حالة متكررة. هنالك خطط بالفعل قيد التنفيذ لتنظيم الإصدار القادم للمدرسة في صيف 2017 في جامعة القدس، الواقعة في مدينة بيت المقدس.


المدرسة الفلسطينية المتقدمة في مجال الفيزياء 2017 بحاجة لمساعدتك!
يتطلب تمويل الفاعليات العلمية رفيعة المستوى تمويلًا. ستذهب التبرعات مباشرة لنفقات المدرسة الأساسية، بما في ذلك النفقات المحلية للطلاب وتخفيف تكلفة السفر للمحاضرين. لذا، أي تبرع مهما كان قدره لا يعد قليلاً، وجميع المساهمات ستلقى تقديرًا كبيرًا!


المخاطر والتحديات
دمج الطلاب من غزة هو أحد التحديات الرئيسية. لقد تم قبول طالب من الجامعة الإسلامية غزة للمشاركة في المدرسة الفلسطينية المتقدمة في مجال الفيزياء 2016 لكن رُفض الإذن الخاص بسفره إلى الضفة الغربية. بالنسبة للمدرسة 2017، كعلماء من أجل فلسطين، سنعمل مع منظمات دولية عريقة للعمل على تعظيم فرص مشاركة الطلاب من قطاع غزة.


الفريق
نبيل إقبال: محاضر في جامعة درم.
مادلينا ليموس: باحث مشارك في مركز البحث الدولي DESY في مدينة هامبورغ بألمانيا.
ديفيد مارش: زميل متقدم لستيفن هوكينغ في جامعة كامبريدج.
أندي بايون: زميل بحث في جامعة الجمعية الملكية، جامعة ساوثهامبتون.
كيت شو: موظف معاون للمشاريع في المركز الدولي للفيزياء النظرية ICTP الواقع في مدينة ترييستي.

المساهمون