الرياضة السورية 2016: القصف يدمّر "معاقل الميداليات"

الرياضة السورية 2016: القصف يدمّر "معاقل الميداليات"

10 يناير 2017
(تحضيرات كروية في جرابلس، الصورة: وكالة الأناضول)
+ الخط -


غادرَنا 2016 منصرفًا إلى كتاب التاريخ، حاملًا معه آلاف القصص الموجعة من سورية التي يدقّ الموت أبوابها منذ خمس سنوات، إلا أنه يحمل أيضًا العديد من النجاحات والإنجازات في العديد من المجالات لاسيما مجال الرياضة، حيث سجّلت الفرق السورية الحرّة العديد من الأرقام والنجاحات هذا العام، كان أحد أهمها مشاركة السبّاح رامي أنيس والسباحة يسرى مارديني، في أولمبياد ريو دي جانير في البرازيل تحت العلم الأولمبي، وهذا الحدث هو الأوّل من نوعه في تاريخ الألعاب الأولمبية.

على صعيد الرياضة الحّرة، سجّلت الهيئة العامة للرياضة والشباب في سورية العديد من المشاركات في البطولات الدولية لعدّة ألعاب، وحصدت أكثر من عشرين ميدالية بدأت ببرونزية بطولة لوكسمبورغ الدولية بالكاراتيه عبر اللاعب الدولي علي البارودي، إضافة إلى فضية بطولة قطر المفتوحة للسباحة والتي حققها السباح أنس محمود، كما حقق المنتخب السوري الحرّ بالووشو كونغ فو 19 ميدالية في مسابقتين دوليتين (دورة البلقان الدولية في تركيا 6 ميداليات، بطولة سامسون الدولية في تركيا 13 ميدالية) .


كرة القدم الحرّة
كرة القدم شكلّت التحدّي الأكبر للهيئة العامة، فهي اللعبة المحببة للجماهير السورية، وقد حاولت الهيئة مرارًا تشكيل مؤسّسة كروية تستطيع حصد الاعتراف الدولي بـ كرة القدم الحرّة، إلا أن الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا تابع الاعتراف باتحاد كرة القدم في دمشق رغم كل المخالفات

التي يرتكبها، وقد واجه منتخب المعارضة الذي حمل اسم "منتخب سورية الوطني" الكثير من العوائق؛ كان أهمّها التمويل الذي يبقى حجر عثرة أمام الفريق حتى الآن، بحسب تعبير الرئيس المؤقّت للهيئة العامة عروة قنواتي والذي قال في حديث إلى "جيل": "إذا استطعنا الحصول على تمويل كاف لإطلاق المنتخب من جديد، فلن نقف مكتوفي الأيدي وسيكون الأمر بعهدة الاتحاد السوري لكرة القدم لضمان تمثيل لاعبين من داخل وخارج سورية، سنحاول ما أمكن تفادي الأخطاء الإدارية والتنظيمية وضبط مستوى العمل داخل المنتخب حتى لا نقع بنفس إشكاليات المرحلة السابقة والتي أدّت بشكل كامل إلى توقّف عمل المنتخب".

من جهة أخرى، تابع لاعبو كرة القدم المحليون نشاطهم، مؤسّسين العديد من الأندية في مناطق سيطرة المعارضة السورية، وقد أنجزت اللجان التنفيذية في كل المحافظات "دوري" تصنيفيا لكرة القدم، وتم تقسيم الأندية إلى درجات (أولى وثانية وثالثة) بحسب عدد الأندية في كل محافظة وذلك من مطلع الشهر الثالث 2016.

شهد العام الماضي أيضًا فعاليتين رياضيتين، في كل من حمص وريف دمشق، بمشاركة 1000 رياضي متسابق من مختلف الأعمار والاختصاصات في كل مهرجان، بالتعاون بين الهيئة العامة للرياضة والشباب والبرنامج السوري الإقليمي، فيما أكملت الهيئة في حلب مطلع العام 2016 المرحلة الأولى من مشروع الطفل الرياضي السوري، بالتعاون مع منظمة "بيتنا سورية"، ودخلت في المرحلة الثانية لمدة 5 أشهر، مما زاد إمكانية توسّع الألعاب في المشروع، فتمت الاستعانة وتجهيز صالة رياضية تستوعب عددًا من الاختصاصات، ولكنها تعرّضت لقصف الطيران الروسي خلال الأشهر الأخيرة من العام.


الطيران الروسي يقتل الرياضيين
بعيدًا عن الإنجازات والنجاحات استمر نزيف الدم السوري خلال 2016 كما الأعوام الخمسة الماضية، فقد ودّعت الأسرة الرياضية السورية 392 رياضيًا من أعضائها، من بينهم 10 أطفال سقطوا نتيجة استهداف الطيران الروسي لمركز تدريباتهم في حلب، ويقف هذا القصف حاجزًا دائمًا في وجه تقدّم وتطوّر أي عملية مدنية على الأراضي السورية، حيث تُعلن الهيئة من وقت لآخر تعليق عملها في مناطق تشهد قصفًا شديدًا، وربّما يبقى الحال على ما عليه في العام القادم، إلا أن القائمين على المؤسّسة الرياضية ينظرون بعين من الأمل حيث يقول قنواتي عن خطط الهيئة في العام الحالي 2017، "في حال توقّف القصف على بعض المناطق والمدن السورية، سنعيد ترتيب أوراق الهيئة تنظيميًا حيث يتم تعديل النظام الداخلي حاليًا وسنعطي الفرصة للأندية واللّجان التنفيذية والاتحادات لدخول الانتخابات الرياضية، وصولًا إلى المكتب التنفيذي، وسيكون العام 2017 مدخلًا أساسيًا لمجموعة من المشاريع الخاصة بـ اتحادات جديدة وتمثيل أقوى لـ المنتخبات في بعض البطولات الدولية ".

مسيرة مليئة بالإصرار والتحدّي والعديد من النجاحات، أنهت بها المؤسسة الرياضية السورية الحرة سنة 2016، هي ليست فقط نجاحات رياضية، بل هي صورة عن إصرار الشعب السوري على الاستمرار في الحياة، رغم كل الظروف الصعبة التي يمرّ بها والتحدّيات التي يواجهها في طريق الحصول على الحرّية والكرامة في بلده.

المساهمون