فرقة "مسار إجباري".. نحو التطبيع الاختياري

فرقة "مسار إجباري".. نحو التطبيع الاختياري

02 ديسمبر 2016
(هاني الدقاق عازف الغيتار بالفرقة، الصورة: مسار إجباري/ فيسبوك)
+ الخط -

أثار إعلان فرقة "مسار إجباري" الفنيّة عن حفلة ستقيمها في فلسطين، غضب شريحة واسعة من الفلسطينيّين، بسبب ما يترتّب عليها من دخول بتأشيرة إسرائيليّة إلى الأراضي المحتلّة. إذ أعلنت عبر صفحتها في موقع "فيسبوك" قبل أيّام عن موعد حفل لها سيقام في جامعة بير زيت بالضفّة الغربية غدًا السبت.

سرعان ما لقي إعلان "مسار إجباري ستكون في فلسطين"، رواجًا من قبل النّاشطين، فقد انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي لجمع أصوات مقاطِعة للحفل الذي يندرج في إطار تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.


هل التطبيع إجباري؟

تحت شعار "التطبيع مش إجباري"، اجتمع أغلب المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي على رأي واحد، وهو أن تتراجع الفرقة عن قرار دخولها إلى فلسطين بهذه الطريقة، حيث تقول ثمينة حصري من مدينة القدس المحتلّة: "أنا عن نفسي من محبّي فرقة مسار إجباري، وأنا فلسطينيّة ومن حقي كمستمعة لموسيقى الفرقة أن تسمع رأيي ولا تأتي لفلسطين".

من جهتها علقت دعاء عيسى من مدينة غزّة: "كان بمقدور الفرقة أن تأتي إلى قطاع غزّة، وتمرّ عبر معبر رفح البرّي، من دون الحاجة إلى تأشيرة دخول إسرائيليّة، بل من منطلق إنساني لما يشهده القطاع من أحداث مهوّلة علّهم يقومون بالتنفيس عنّا بعض الشيء أو حتى نقل معاناة الغزيين بصورة مختلفة أي من خلال الفن مثلًا".

يجد فلسطينيّون، أن من غير المعقول فتح الطريق أمام "فرق عربيّة"، في وقت تغلق فيه كل الطرق أمامهم. وبالنظر إلى الوضع القائم في قطاع غزّة، فإن المدن الفلسطينية خارج القطاع باتت مغلقة أمامهم منذ عشرة أعوام بشكل تام، إلا أمام فئات قليلة وحالات طارئة كالمرضى والعاملين بالمؤسّسات الدولية وبعض التجّار، ولا يقتصر الأمر على الغزيّين، وإنّما يشمل إغلاق العديد من مدن الفلسطينيّين في الضفّة الغربية.

البعض يرى في هذه الزيارة محاولة لإسعاد الفلسطينيّين في الأراضي المحتلة، لا سيّما وأنّ الفرقة قالت إنها تلقّت دعوة من جامعة بير زيت وبـ"تصريح دخول من السلطة الفلسطينيّة"، فضلًا عن اعتبارها آلية للتواصل مع الفلسطينيّين عن قرب، فقد خرجت بالفعل أصوات فلسطينيّة ترحّب بالزيارة وتدعمها، بحجّة أن "إسرائيل كيان موجود سواءً قبلنا بالأمر أو رفضناه" بحسب رأي الناشط محمّد قدادة، إذ يعتبر أيضًا أن منعه من الدخول إلى الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة لا علاقة له بدخول أي عربي آخر إذا أتيحت له الفرصة.


غير مرحب بكم
"الدعوة من جامعة بير زيت والتصريح من السّلطة"، هكذا ردّت فرقة "مسار إجباري" على الناشط ياسر عاشور الذي خاطبهم بشكل شخصي عبر صندوق الرسائل الخاصّ بصفحتهم في موقع فيسبوك.

ونشر عاشور صورة عن محادثة أجراها لإخبارهم أنّه غير مرحّب بهم من قبل الكثير من الفلسطينيّين إلا أنّه ردّهم كان: "نحن أتينا تلبية لطلب ملح من أصدقاء فلسطينيين كثيرين، لهم رأي مختلف عنك بأنهم معزولون والدعوة جاءت من جامعة فلسطينيّة كما أن التصريح من السلطة الفلسطينيّة. نرجو ولو أنك غير مرحّب بنا أن تدعو لنا أن تتم الرحلة بسلام ونرجع إلى بلدنا بخير بعد ما نزور بلدك".

القوانين السائدة الآن، تجعل دخول مناطق الضفّة الغربية المحتلّة دون موافقة سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمرًا مستحيلًا، فالكيان الصهيوني يرفض حتى دخول اللاجئين إلى هناك، أما إصدار التصاريح من السلطة الفلسطينيّة، فهو يستدعي أولًا وأخيرًا موافقة الاحتلال الذي يحاصر المدينة. بينما يتطلّب الدخول إلى مناطق الداخل المحتل إلى تصريح إسرائيلي، وهنا لا بدّ من التنبيه أن لا فرق بينهما سوى أنّها مسألة تقنية.

يُذكر أن العديد من الحفلات "التطبيعيّة" أقيمت في فلسطين المحتلّة بالضفّة الغربية تحديدًا، في عام 2016، من ضمنها حفلة صابر الرباعي في التاسع عشر من أغسطس/ آب، وفرقة "أوتوستراد" الأردنيّة في الخامس من مارس/ آذار، وزيارة أخرى للشاعر المصري هشام الجخ كانت في مدينة الناصرة المحتلة في 21 فبراير/ شباط 2015.

المساهمون