الإيموجيز... رحلات شاقّة للوصول إلى أجهزتنا

الإيموجيز... رحلات شاقّة للوصول إلى أجهزتنا

16 سبتمبر 2017
(أعمال فنية أصلية لـ الإيموجيز، تصوير: ديمتري أوتيس)
+ الخط -
تضطر (الإيموجيز emojis) الجديدة إلى اجتياز طريق طويلة وشاقّة كي تصل إلى هواتفنا الذكيّة. تخضع هذه الرموز الصغيرة، والتي تُستخدَم في الرسائل وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، إلى خطوات انتقائيّة عدّة كي يتمّ إقرارها والتصديق عليها في (مجمّع يونيكود Consortium Unicode).

منذ 25 عاماً، تضطلع هذه المؤسّسة، والتي تجتمع أربع مرات سنويًا في أميركا، بمُهمّة التوحيد المعياري للرموز characters، كي تظهر بشكل موحّد ومتشابه على أجهزتنا الإلكترونية. تنظر هذه المؤسّسة بشكل مستمرّ في ملفات مسوّغة مُقَدمة إليها للدفاع عن إيموجيز معيّنة والمُطالبة بإقرارها، وبالتالي فهي تقوم سنوياً بالبتّ النهائي في هذه الملفات واختيار الإيموجيز، وفقًا لمعايير محدّدة سلفًا وواضحة.

أُدرِج رمز الرافيولي الصيني مثلًا منذ أشهر عدة، وكان ضمن المجموعة الأخيرة التي انضمت إلى قائمة الإيموجيز، وهي مكوّنة من 56 إيموجي جديداً. اضطرت جينيفير لي، مُصمّمة هذا الإيموجي، للامتثال إلى سلسلة طويلة من الطلبات، للحصول على الموافقة، فقدّمت ملفًا طويلًا ومُفصّلًا عن الإيموجي، يضمّ في ثناياه تاريخ هذا الطعام عبر العصور.

ومن ضمن الشروط والعناصر التي تجعل مجمّع يونيكود يوافق على الإيموجي، نذكر:

الشعبية على منصّات الإنترنت
إن الإيموجيز موجودة على كل التطبيقات والأجهزة بشكل متطابق. ولكن إذا قامت إحدى الخدمات بابتكار إيموتيكون emoticon (انفعالة) خاصّة بها ولاقت شعبيّة كبيرة، فإن فرصها كبيرة كي يتمّ توحيدها معياريًا وإتاحتها على كافة المنصّات الأخرى على الإنترنت.

ويُعدّ ذلك شرطًا ضروريًا جداً من قبل مجمّع يونيكود؛ فكما يوضّح جيريمي بورغ، مسؤول محرّك البحث وموقع الإيموجيز Emojipedia، فإن "هذا المعيار ظلّ وقتًا طويلًا الأهم للموافقة على إقرار إيموجي جديد. بل حتى وقت قريب، كان هو المعيار الوحيد للموافقة على اختيار الإيموجي، فكان يكفيك أن يستخدمه الناس على الإنترنت بشكل مستمر".

تجدر الإشارة إلى أن إيموجي الوجه الرافع عينيه إلى السماء، أو إيموجي العامل الذي يعتمر قبعة العمل، قد تم الاحتفاء بهما على الإنترنت، قبل أن يتمّ توحيدهما معياريًا وإقرارهما.

تعدّد الدلالات وتنوّعها
ينبغي على أيّ مصمّم لـ الإيموجيز أن يفكّر في عدد الأشخاص الذين سيتمكّنون من استخدام ما ابتكره، وهذا يعود في المقام الأوّل إلى تعدد دلالات ومعاني هذه الرموز. يوضّح مجمع يونيكود قائلًا: "إن وجوه القطط، والخنازير، والأرانب قد تُستخدّم للتعبير عن مشاعر إيجابية، في حين يُستخدَم إيموجي العنكبوت للتعبير عن أحاسيس سلبيّة".

يدرس مجمّع يونيكود حاليًا الموافقة على ضمّ إيموجي "صندوق الأدوات" إلى المجموعة، إذ إن فرصة انضمامه في الأشهر المقبلة مرتفعة جداً.

الإيموجي الجيّد لا يُمكن استبداله
كي يُختار الإيموجي يجب أن يكون ذا "طبع فريد من نوعه"، ولا يُمكن خلطه بإيموجي آخر. قد تبدو هذه النقطة بديهية، ولكنها قُدّمت إلى مجمع يونيكود مؤخّرًا من قبل شخص يريد ضمّ إيموجي فاكهة المانغو. فهو يقول إنها فاكهة متميّزة، وتحظى بشعبيّة كبيرة وفقًا لـ Google Trends، كما أن شعبيتها على إنستغرام Instagram تتخطّى شعبية أية فاكهة أخرى "بواقع خمسة أضعاف".

(النص الأصلي)

المساهمون