مادة غير قابلة للكسر.. عصر جديد للأجهزة الذكية

مادة غير قابلة للكسر.. عصر جديد للأجهزة الذكية

30 اغسطس 2017
(تصوير: كريس وندسور)
+ الخط -

يشتكي كثير من مستخدمي الأجهزة الذكيّة من ضعف الشاشة وسهولة كسرها، ويعزو الخبراء سبب ضعف مقاومة شاشات الأجهزة الذكية للكسر إلى اعتماد مصنّعي تلك الأجهزة على مادة السيلكون القابل للكسر، وينبع سبب الاعتماد على هذه المادة من أسباب مادية بحتة، إذ إن السيلكون هو أكثر ثاني مادة موجودة على سطح الكرة الأرضية، الأمر الذي يجعله رخيص الثمن.

في دراسة قام بها باحثون من جامعات كوينز في بريطانيا وستانفورد وكاليفورنيا بالولايات المتّحدة، ومعهد علوم المواد في اليابان، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من مجلة (ACS Nano) العلمية، أكدوا خلالها أنهم طوَّروا مادة جديدة غير قابلة للكسر ستدخل في صناعة شاشات الأجهزة المحمولة والهواتف الذكيّة. وأوضح الباحثون أن الشاشات تُعتبر نقطة ضعف أساسية بالنسبة للأجهزة الإلكترونية والهواتف الذكيّة. وأضافوا أن هذا الضعف ناتج في الأساس من استخدام مادة السليكون في تصنيع هذه الشاشات، وتعدّ مادة السيلكون رخيصة الثمن وسهلة الكسر، ولذلك بحثوا عن حلٍّ يُنهي هذه المشكلة.

ويقول الباحثون إن المادة الجديدة تتكوّن من مادة "سي 60" شبه الموصلة، مغلفة بطبقات من الغرافين ونترات البورون ثماني الأضلاع، ويدّعون أن هذه المادة ستشكّل ثورة جديدة في صناعة الأجهزة الذكيّة. وتعدّ هذه المادة عملية جدًا بسبب التشابه الإلكتروني والاستقرار الكيميائي الكبير لطبقات الغرافين ونترات البورون ثماني الأضلع، إذ إنها تسمح بدخول الضوء الذي تحوّله مادة "سي 60" إلى طاقة كهربائية.

وتقول كلاوديا أوجودا أريستيزابال، من جامعة ولاية كاليفورنيا، وإحدى المشاركات في الدراسة، إن المادة الجديدة تتكوّن من طبقات من الغرافين ونترات البورون ثماني الأضلاع ومادة "سي 60". وأضافت أن المادّة الجديدة لا تتميّز بالصلابة فحسب، بل بقدرتها أيضًا على ترشيد الطاقة وسرعة توصيل للكهرباء. وأشارت إلى أن الفضل في ذلك يرجع إلى مادة "سي 60" التي تدخل في صناعة الخلايا الشمسية، وهو ما يعني أنه من الممكن في المستقبل استخدام الشاشات الجديدة في شحن بطاريات الهاتف المحمول. الأمر الذي سيوفر كثيراً من الطاقة والوقت عند شحن الجهاز.

أما الباحث ألتون سانتوس من جامعة كوينز البريطانية، فأوضح أن المادّة الجديدة لها خواص تشبه مادة السيلكون، ولكنّها تتميّز بأنها أخف وأكثر مرونة واستقراراً من الناحية الكيميائية. ويرى فريق البحث أن المادة الجديدة يُمكن أن تدخل أيضاً في كثير من التطبيقات إلى جانب الهواتف المحمولة، وربّما سوف نرى قريبًا زجاج سيارات يُستخدم في توليد الطاقة الشمسية أو نوافذ غير قابلة للكسر للمنازل والشركات.



(النص الأصلي)

المساهمون