الدوري الإنكليزي الممتاز.. الوافدون الجدد يشعلون العشب الأخضر

الدوري الإنكليزي الممتاز.. الوافدون الجدد يشعلون العشب الأخضر

16 اغسطس 2017
+ الخط -

انتهت الجولة الافتتاحية من الدوري الإنكليزي الممتاز بانتصار كبير لمانشستر يونايتد، عبّر عن طموحات "الشياطين الحمر" في الموسم الجديد، وراح ضحيّته نادي وست هام اللندني بنتيجة 4-0؛ وبهذه النتيجة الكبيرة، تصدّر الـ يونايتد جدول الترتيب في الأسبوع الأوّل، وأثبت لمنافسيه بأن عقدة العقم الهجومي التي عانى منها "الشياطين" في السنوات الأخيرة، قد تم حلّها أخيرًا، وأن زعيم إنكلترا على المستوى المحلّي سيعود للمنافسة على اللقب، بعد أن كان يونايتد قد اكتفى إثر رحيل فيرغسون، بالمنافسة على المقاعد المؤهّلة لدوري أبطال أوروبا.

في المباراة الأولى لـ "الشياطين الحمر"، كان اللاعب الأكثر حسمًا هو الوافد الجديد، لوكاكو، الذي تمكن من تسجيل هدفين، في أوّل ظهور له بالقميص الأحمر في البريمييرليغ؛ ولم يكن لوكاكو اللاعب الجديد الوحيد الذي يتألّق في أوّل مباراة له هذا الموسم، فمعظم المهاجمين الذين وفدوا حديثًا إلى أندية الصفوة في الدوري الإنكليزي الممتاز تمكّنوا من التسجيل في المباراة الأولى لهم، حيث سجّل مهاجم الأرسنال الجديد، لاكازيت، أوّل هدف بالبطولة بعد مرور دقيقة ونصف، وسجّل واين روني مع إيفرتون هدف المباراة الوحيد، وسجل موراتا مع تشيلسي، الذي خسر في موقعته الأولى، وسجل محمد صلاح مع ليفربول، وحصل على ضربة جزاء، وساهم بشكل كبير في خروج ليفربول بنقطة يتيمة أمام واتفورد.

ويبدو أن أكثر ما ميّز الجولة الأولى من البريمييرليغ، كان غزارة الأهداف وتألّق الوافدين الجدد، حيث وصل معدّل الأهداف إلى 3.1 أهداف في المباراة الواحدة، 20% منها حملت إمضاء لاعبين جدد؛ وهذه الظاهرة تُنافي العرف السائد في الدوري الإنكليزي الممتاز، فعادةً ما يتأخّر الوافدون الجدد بالتأقلم مع أجواء البريمييرليغ، وتتخذ الصحافة من حجة "صعوبة التأقلم مع أجواء الدوري الإنكليزي" ذريعة لتدافع من خلالها عن اللاعبين المنفوخين إعلاميًا، والذين تتفوّق قيمتهم التسويقية على قيمتهم الفنية؛ فعندما قدم دي ماريا إلى مانشستر يونايتد سنة 2014، ولم يتمكّن من تقديم الإضافة المرجوة منه في الموسم الذي قضاه بقميص "الشياطين الحمر"، دافع الإعلام عنه بشراسة، واختلقت حجة أن أجواء البريمييرليغ التي تختلف عن أي دوري آخر، تحتاج للكثير من الوقت لتأقلم اللاعب.

ولكن ما حدث في الأيّام الثلاثة الأخيرة، يؤكّد بأن وهم صعوبة التأقلم مع أجواء الدوري الممتاز قد تبدّد؛ فمن اليوم وصاعدًا لن يكون من السهل تبرير تذبذب مستوى النجوم بالقوالب الصحافية الجاهزة، التي سئم من تكرارها جماهير البريمييرليغ.

وكما جرت العادة، فإن أيّ ظاهرة جديدة في لعبة كرة القدم يتمّ تحليلها على الفور واستثمارها إعلاميًا، ففي المؤتمر الصحافي الذي عقده اليونايتد بعد المباراة، حاول جوزيه مورينيو أن يستثمر هذه الظاهرة ليعيد صياغة خطابه الإعلامي، فقال: "التسجيل في المباراة الأولى مهمٌ للمهاجم لإزاحة الضغط عنه، من الجميل أن يسجّل موراتا، روني، لوكاكو ولاكازيت وآخرون في أوّل مباراة لهم"، وجاءت هذه الكلمات كمحاولة منه للردّ على منتقديه، الذين غضبوا عندما سمح لـ روني بالرحيل، ولاسيما بعد أن بدأ يتألّق مع إيفرتون، ولإعطاء دفعة معنوية لمهاجمه البلجيكي، لوكاكو، الذي تعرّض لانتقادات شديدة بعد الخسارة في كأس "السوبر الأوروبي" أمام ريال مدريد.

المساهمون