ما هو الشات بوت؟

تتكوّن كلمة (شات بوت - Chatbot)، من كلمتين، وهما (شات - Chat)، مثل الدردشة على الإنترنت، و(بوت - bot) مثل الروبوت؛ فـ الشات بوت هو برمجية مصمّمة لمُحاكاة محادثة باللغة الطبيعية.

هذه البرمجية، نقابلها كثيرًا أثناء تصفّح المواقع الإلكترونية لبعض الشركات الكبرى، مثل (أورانج- Orange) و(آي كيا- Ikea)، وغيرهما، حيث يظهر على شكل شخصية كارتونية أو على شكل مربّع مُحاورة نقرأ عليه "اطرح سؤالك هنا"، وهو "يستَعمِر" شبكات التواصل الاجتماعي يومًا بعد يومِ، لتقديم المساعدة لمستخدمي الإنترنت، سواءً تعلّق الأمر بحلّ إحدى المشكلات، أو بطلَب مُنتج أو خدمة ما، أو بالاسترشاد عن الخدمة الأكثر ملاءمة.

إذا كان مفهوم الشات بوت رائجًا اليوم، فهو قد ظهر في العام 1960 مع برنامج (إليزا- Eliza) لـ "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT"؛ كان هذا البرنامج يُحاكي نمط المعالج النفسي، فيقوم مثلًا بطرح الأسئلة على أيّ فرد، وأن يواصل المحادثة معه عن طريق إعادة صياغة إجاباته.

استطاع برنامج "إليزا" خداع مجموعة كبيرة من الأفراد الذين خضعوا للتجربة، إذ ظنّوا أنهم يتعاملون مع طبيب نفسي حقيقي. ثم نُظِمَت بعد ذلك مسابقات لمكافأة من يتقدّم بمشاريع مُحاكاة ذات جودة شبيهة ببرنامج "إليزا".

في ذلك الوقت، كانت طريقة عمل هذه البرمجيّات تقوم على التقاط بعض الكلمات المفتاحية وعلى تكوين جُمَل بها عن طريق الرجوع إلى قواعد البيانات.

أمّا اليوم، مع تعاظم قدرات الحوسبة ومجهودات الذكاء الاصطناعي، فإن البرمجيات اللاحقة لـ "إليزا" تتعامل مع أنماط معقّدة من تحليل اللغة، وتأخذ في الحسبان السياق، مما يؤدّي إلى تحسّن الأداء بفضل الاستخدام المتكرّر.

كما أن البرمجيات الحديثة تستفيد من تقنيّة التعرّف على الكلام للردّ على أسئلة أو للقيام بأفعالِ، مثل (سيري- Siri)، أو (مُساعد غوغل -Google Assistant)، أو (كورتانا- Cortana).


(النص الأصلي: ديدييه سانز)