أقدم جامعة في العالم.. منذ أزيد من 1200 سنة

أقدم جامعة في العالم.. منذ أزيد من 1200 سنة

25 يونيو 2017
(جامعة القرويين بـ فاس، الصورة: Kelly Cheng Travel Photography)
+ الخط -



تقع أقدم جامعة في التاريخ في مدينة فاس المغربية، إنها جامعة القرويين التي لا زالت تقدّم العلم لطلابها إلى يومنا هذا دون انقطاع.

جامعة القرويين بمدينة فاس بالمغرب، هي أوّل جامعة أنشئت في تاريخ العالم، وأقدمها على الإطلاق. بُنيت الجامعة كمؤسّسة تعليمية لجامع القرويين، قامت ببنائه السيدة فاطمة بنت محمد الفهري عام 859 في مدينة فاس المغربية. وبحسب موسوعة غينيس للأرقام القياسية فإن هذه الجامعة هي أقدم جامعة في العالم، لازالت أبوابها مشرعةً أمام طلابها حتى اليوم.

الجامعة كانت في الأصل جامعًا صغيرًا أوّل من أسسه إدريس الثاني من حكام دولة الأدارسة، وكان يسمّى جامع الشرفاء. وظلّ الحال هكذا حتى زاد عدد السكان واتّسعت العمارة في فاس وساد الرخاء في المغرب.

وتحتل الجامعة مكانة لها على قائمة UNESCO كأقدم جامعة في التاريخ عن عمرِ يزيد عن ألف ومائتي عام. ولا تزال الجامعة تتّبع الأصول القديمة في التدريس، بحيث لازالت تنتشر حلقات العلم في زواية المسجد وتتكوّن كل حلقة من حوالي 20 طالبٍ وطالبة يتوسّطهم كرسي مرتفع يصعد عليه المدرس ليلقي الدروس وعلى رأسها علوم الدين.

تحدث "جيل" إلى أستاذ الحديث في الجامعة الأستاذ عمر الإدريسي فقال إنهم يعتمدون كتاب صحيح مسلم في تعليم الحديث، وأنهم يقسّمون درس الحديث إلى ستة أقسام، أولًا قراءة وحفظ الحديث، دراسة روّاة الحديث، دراسة صحّة الحديث، دراسة بعض الكلمات الغريبة الواردة في الحديث إن وجدت، دراسة الأحكام الفقهية والدروس المستفادة من الحديث، "وفي النهاية نقوم بتكرار الحديث على الطلاب لنتأكّد من وصول المعلومة للطالب ونختبر مدى حفظه وفهمه للحديث وللمعاني والدروس الواردة فيه، وإذا كان هناك أي نقص فهمِ أو خطأ فنصحّحه قبل الانتقال لحديث آخر".

وأوضح إدريسي أن النظام التعليمي في جامعة القرويين يختلف عن الأنظمة المعمول بها في باقي الجامعات، حيث يقول "استنادًا إلى التاريخ القديم التي تعود إليه جامعتنا، فإننا نتبّع الأساليب القديمة في التعليم ونعتمد على المناهج والكتب القديمة التي كتبها علماء كبار، فيقوم الطالب بدراسة هذه الكتب والعلوم الواردة فيها بجدية أكبر لما تحمله هذه الكتب من قيمة تاريخية وعلمية".


حفظ القرآن من شروط القبول
يقول أحد طلاب جامعة القرويين الطالب أيوب العياشي، لكي تلتحق بهذه الجامعة فعليك أن تكون حافظًا لكتاب الله وعليك أن تكون متقنًا للغة العربية، ويشترط أن تكون على إطلاع على بعض كتب العلوم الإسلامية القديمة.

وأضاف المتحدّث، أن الدراسة في جامعة القرويين تحتاج الكثير من الجرأة والشجاعة والمثابرة، هنا يؤكّد أنه اكتسب مقعدًا للدراسة في إحدى الجامعات الأخرى، ولكن هدفه كان يتمثّل في القدوم إلى جامعة القرويين، لينهل من علمها ويتتلمذ على يد علمائها. ولذلك حفظ القرآن والكثير من الأحاديث ودرس الكثير من الكتب الإسلامية القديمة وتقدّم لإختبار القبول "ووفقني الله وأصبحت أحد طلاب هذا الصرح العلمي العريق". وأردف العياشي أن مما يميّز جامعة القرويين هو مزجها لأساليب العلم القديمة والحديثة معًا، وهو ما يضفي على هذه الجامعة الكثير من الخصوصية؛ "وأعتقد أن تلقي العلم بهذا الأسلوب والطريقة أفضل وأكثر صحيّة".


التعليم يستمرّ 12 عامًا
إن التعليم الأساسي جامعة القرويين يستمرّ 12 عامًا، ويحصل المتخرج منها بعد إتمام دراسته على شهادة معترف بها دوليًا في علوم الإسلام وفي آداب اللغة العربية. والطالب الحاصل على شهادة البكالوريوس منها يستطيع الذهاب إلى أي جامعة أخرى لاستكمال الدراسات العليا. هنا، يقول إمام جامعة القرويين عبد المجيد المردي، إن الجامعة تحمل رسالة العلم منذ القرن التاسع حتى يومنا هذا، فهذه الجامعة التي أنشئت على يد عاشقة العلم فاطمة الفهري، استمرت في تقديم العلوم إلى يومنا هذا دون انقطاع.


أقدم جامعة في التاريخ
يؤكّد المردي في حديث إلى "جيل"، أنه بالإضافة لكونها الجامعة الأقدم في التاريخ حسب موسوعة غينس للأرقام القياسية، فإنها كذلك سجلت حالت كثيرة كانت الأولى فيها على مستوي العالم. فهذه الجامعة لا تقدّم علوم الدين فقط، بل تقدّم أيضًا علوم الطب وعلوم الفلك والمنطق والفلسفة والرياضات وغيرها الكثير من العلوم الأساسية. وأشار المردي أنه عند إنشاء الجامعة كانت الأندلس هي عاصمة العلم ومركزه، ولكن سرعان ما تبوأت جامعة القرويين هذه المنزلة وأصبحت وجهت طلاب العلم الأولى، وملاذ عشاق العلم والأدب.


أهم مدرّسي وخريجي جامعة القرويين
لقد تعلّم وعلّم في هذه الجامعة الكثير من الشخصيات التاريخية والعلمية السياسية، ومن بينهم مؤسّسة هذه الجامعة فاطمة الفهري، وعلماء الفلسفة إبن خلدون، وإبن رشيد، وعالم الطب إبن ميمون، وعالم الجغرافية الشريف الإدريسي، وتخرج منها كثيرون من رموز الفلسفة والدين والأدب العربي، إضافة إلى شخصيات غربية بارزة. ومن بين أبرز تلك الشخصيات سيلفستر الثاني، الذي شغل منصب البابا عام 999 ميلادية.


(النص الأصلي)

المساهمون