خطط السفر.. ماذا تريد من هذه الرحلة؟

خطط السفر.. ماذا تريد من هذه الرحلة؟

03 ابريل 2017
(diane555)
+ الخط -

تبدأ رحلة السَّفر قبل الصُّعود إلى الطَّائرة بزمنٍ قد يتعدَّى الأشهر، قبل الوصول إلى المطار وقبل توضيب الحقائب وقبل حتَّى التَّقدم بطلب إجازة من العمل. تبدأ الرّحلة عندما يهبُّ نسيمٌ خفيفٌ ويرفع أثناء هبوبه ورقة شجر مرميَّة أمامك على الأرض ثمَّ تسقط على كتفك الأيسر فتنظر إليها ولا تقوى على الابتسام أو الاندهاش. عندها وإن لم تشعر بحلول موعد التَّخطيط للسَّفر إلا أنَّه يكون قد حان له.

احتفظ بتلقائيتك لاستخدامها أثناء السفر. أما قبله: خطِّط
وللتَّخطيط ستحتاج لورقة وقلم أو جدول إيكسيل، ولا تخش، فلن يحكم عليك أحد أنَّك شديد الانضباط أو مهووس بالتخطيط، أو أنك لست عفويًّا، لأنّه ليس هناك داعٍ لمشاركة ما ستخطِّط له، كما أن ما ستخطِّطه قابل للنَّسف في أي لحظة من قبلك أنت.

هناك أكثر من سؤال عليك طرحه، ومن ثم محاولة الإجابة عليهم كجزءٍ من عملية التخطيط، أو ما يمكن اعتباره "مرحلة ما قبل التّخطيط"، مثل: ما هو رصيدك في البنك أو في حصّالة نقودك التي تضعها قرب سريرك وكم ستخصِّص منه لرحلتك؟ أيّ طقس يلائم مزاجك؟ هل ستصطحب أحدًا معك ومن هو؟ ما هي فترة السفر الممكنة؟ بالإضافة الى سؤال مهم جدًا: ماذا تريد من هذه الرحلة؟ ثمَّ ابحث عن لائحة أسماء البلدان التي كنت قد دوَّنت سابقًا أنَّك ستودُّ السفر إليها يومًا ما، لأن اليوم هو الـ "يومًا ما" الذي انتظرته.

أجوبة هذه الأسئلة البسيطة في ظاهرها، ستساعدك على تجنُّب بعض خيبات الأمل المرافقة للسفر، والتي أنت في غنى عنها أثناء وبعيد العودة. فهذه الأجوبة ستمكِّنك من حصر خياراتك ومن ثمَّ تحديد وجهتك، مع حصر الخيارات المرتبطة بداية بمجموع المبلغ الموجود في حسابك أو حصّالتك ستحدّد الوجهة، ومن ثم ستتمكّن من معرفة الطَّقس الذي ينتظرك، وبالتالي ستعرف أيِّ ملابس ستختار دون الحاجة إلى حمل وزنٍ إضافي في محاولة للاستعداد لمفاجآت الطقس وتقلّباته وصدِّقني الوزن الزائد عدوك في السَّفر، لأنَّ سفرك قد يتخلَّله الانتقال من طائرة إلى مترو وباص و قطار، وسيزعجك جدًا أن تحمل حقيبة ضخمة تُثقل حركتك وتعيق سرعة تنقُّلك خاصَّة بوجود سلالم غير كهربائية في كثير من الأمكنة، ولا تتوقَّع أن يتوقَّف أحد لمساعدتك في رفع أو حمل الحقيبة، فلكلٍّ حقيبته وثقله.

اختر ملابس قليلة تكون من ذات المجموعة اللونية؛ كي لا تضطر للتنويع في الأحذية والإكسسوارات، واعتمد الطَّبقات إن كان الطَّقس باردًا لأنَّ البرد سيتحوّل إلى حرٍّ شديدٍ في الدَّاخل، وستضطر إلى خلع الجاكيت، فاحرص أن يكون ما تحته مناسبًا للطَّقس الحار. يجب أن تكفيك حقيبة واحدة وأن يكون وزنها أقلّ من الوزن المسموح به لأنَّك في طريق العودة قد تكون محمَّلًا بالمزيد من الوزن فاحرص على أخذ حقيبة ظهر فارغة وزنها خفيف، ولا تحتلّ مساحة في الحقيبة الكبيرة، وذلك لاستخدامها إذا دعت الحاجة في طريق العودة على اعتبار أنّك ستشتري بعض الهدايا أو التذكارات.

أمّا حقيبة اليد فلتكن لحفظ جواز وبطاقة السَّفر والمال والموبايل والشاحن والآي باد الذي لا أظنّْ أنَّك ستتخلَّى عنه، وكتاب ودفتر وقلم ومحارم مبللة وأخرى غير مبللة وجوارب نظيفة لارتدائها في الطائرة إذا كانت رحلتك طويلة، وأردت أن تخلع الحذاء فالأفضل لك ولمن يجلس قربك، أن تبدِّل الجوارب بأخرى أنظف. وتوقَّع أن تبرد في الطيارة.

السفر منفردًا قد يكون محزنًا ومحبطًا، في حين إن سافرت مع شخصين ستتمكّن من الابتعاد عنهم والعودة إليهم إذا تنوَّعت واختلفت الاهتمامات والأمزجة وحاول أن تتمّ مناقشة بعض الأمور مع رفاق السّفر قبل السّفر كي لا تدمِّر هذه الرحلة صداقتكم. كأن تتّفقوا مثلًا أنّه بحال افترقتم لبعض الوقت أثناء السّفر لا يجب ألا تعتبروا هذا الأمر خيانة للصداقة. وبما أن السفر مع آخرين سيتيح لك وللآخرين أن تعرفوا أمورًا جديدة عن بعضكم: تحمّلوا الصراحة أو اتّفقوا على ألأقل ألا تكونوا صريحين.

الميزانية المحدودة ستفرض عليك الإقامة في أماكن لا تتجاوز النَّجمتين، لا تدع هذا الأمر يكدِّر مزاجك، لأنَّ كلَ ما تحتاجه من المكان هو السَّرير وماء للاستحمام، وبالتَّالي ما يجب أن تسعى إليه هو مكان نظيف؛ ستساعدك في اختياره المواقع العديدة التي تعرض منازل وشقق وأماكن استضافة في معظم بلدان العالم.

وإن فاجأتك قلّة نظافة المكان، تذكّر المحارم المبللة التي يمكن أن تشكّل حلولًا سحريَّةً في أوقات كهذه كما أنَّك بإمكانك اعتبار قلة النظافة هذه إحدى ذكريات الرحلة التي سترافقك لفترة طويلة فيما بعد.


تذوّق طعاما جديدا: رحلة ناجحة
السَّفر لأقل من خمسة عشر يومًا سيكون مجرَّد فرصة لالتقاط صور لك في مواقع مختلفة مع من اخترت أن يرافقوك في هذه الرحلة. أمّا إن كنت تبحث عن تجربة تبقى معك لوقتٍ طويلٍ حتى دون العودة إلى الصُّور لتذكِّرك بها، فلا تتردد بأن تكون رحلة طويلة وتجهِّز لها كي لا يفاجئك ثقلُ طول الوقت.

تصفَّح المجلّات والمواقع التي تعطيك فكرة عن أبرز الأماكن التي يجب أن تزورها وضع لائحة بها، ولا تتردّد في تغيير اللائحة عندما تصل إلى المكان إن كان بسبب تغيُّر مزاجك أو بسبب بروز أفكار جديدة خلقت مع بروز أصدقاء سفر جدد.

لا تهرع للتَّسوق فور وصولك. اترك هذا الأمر لوقتٍ لاحقٍ خاصّة إذا كنت ستتنقل من فندقٍ إلى آخرٍ فلا تريد حمل وزن إضافي في بداية الرِّحلةـ انتظر حتى تأخذ فكرة كاملة عمَّا تقدّمه لك أسواق ومحلّات هذه البلد والمناطق التي تزورها، وابحث عن منتجاتها التي تتميّز بها.

إذا سافرت وعدت، وكان كلّ ما حصلت عليه من هذه الرّحلة هو تذوّق طعام جديد فرحلتك كانت ناجحة. وبالتالي أرجوك وأنت تراكم الكالوريات العديدة والتي كان أكيدًا أنّك ستراكمها، أرجوك لا تتجنّب المغامرة واختر طعامًا وشرابًا محليًّا. وامشِ خلال السّفر أولًا لحرق بعض الكالوريات، وثانيًا لتتعرّف أكثر إلى المكان، وليكن هذا التعارف على وقع أنغام موسيقى محليّة أيضًا على الأقل لبعض الوقت.

لا تشعر بالاحباط إذا وجدت أن لا رغبة لك بالقيام بأنشطة في بعض الأوقات. الجلوس في المقهى هو في حدِّ ذاته نشاط رائع. تذكَّر أنك في إجازة ولا داعي لتنهك نفسك خلال الإجازة، ويمكنك أيضًا أن تنام باكرًا أحيانًا أو تستيقظ متأخّرًا. المهم ألّا تشعر بالذّنب..إلا إذا لم تلتزم بتذوّق الطعام المحلّي كما أسلفت لك أعلاه.

تعرّف وتحدّث مع السّكان المحليّين، إذا كانوا لطفاء كما تدّعي الكتب التي قرأتها عنهم وافعل ما يفعلوه، وكرّر ما يُعجبك منه. لا داعي لتجربة الكثير من الأمور، إنما راكم على ما أحببت. لن يمتحنك أحد عند عودتك، وبإمكانك دائمًا الكذب وادِّعاء فعل أمور كثيرة، يكفي أن تقرأ عنها لتروي مئات التفاصيل حولها.

أخيرًا، تذكّر وأنت متحمسٌ جدًا لتقديم طلب الإجازة لربّ عملك، أن تترك يوما أو يومين بين عودتك من الرحلة وعودتك إلى العمل، كي تتأقلم مجدّدًا قبل أن تدرك جحيم الروتين الذي عُدت إليه، لأنَّ من شأن هذا اليوم أو اليومين أن يجنِّبوك التّهوّر وتقديم استقالتك. نعم، هذا الانفعال يحصل عادة ولا نريدك أن تنفعل قبل أن تدرس موضوع الاستقالة بتأنٍّ وتستشير شريك حياتك على الأقل أو مصرفك.

المساهمون