كأس أمم أفريقيا.. الأندية الأوروبية تفقد سمرتها

كأس أمم أفريقيا.. الأندية الأوروبية تفقد سمرتها

14 يناير 2017
(لاعب تشلسي النيجيري فيكتور موسيس، تصوير: أدريان دينيس)
+ الخط -


في اليوم الرابع عشر من الشهر الجاري، تبدأ بطولة "الأمم الأفريقية"، والتي تعتبر ثاني أقوى البطولات القارية في عالم كرة القدم، بعد بطولة "أمم أوروبا". وعلى الرغم من تنامي شعبية هذه المنافسة، وازدياد جماهيريتها في الأعوام الأخيرة، إلا أن مناوئي هذه البطولة يزدادون أيضًا يومًا بعد يوم، فتوقيت كأس "الأمم الأفريقية" المتضارب مع مواعيد الدوريات والمنافسات الأوروبية، تسبب في عداء إدارات هذه الأندية للمنافسة الكبرى في القارة السمراء.

تفسّر تصريحات بعض القائمين على الأندية الأوروبية هذا العداء، بالأزمة التي تُلحقها البطولة الأفريقية بمصالحهم، فالأندية الأوروبية ملزمة بالسماح للاعبيها الأفارقة، بالالتحاق بمنتخباتهم الوطنية، في مرحلة حساسة منتصف الموسم، حيث تنطلق المرحلة الثانية من دوري "أبطال أوروبا"، وقد تؤثر غيابات "النجوم" الأفارقة على تحديد هوية المتأهّلين للأدوار النهائية في هذه المنافسة، كما تؤثّر هذه الغيابات على الأندية الكروية، في مرحلة يحتدم فيها الصراع على بطولات الدوريات المحليّة، ولذلك، حاولت إدارات هذه الأندية مرارًا مناقشة مسألة توقيت مسابقة القارة الأفريقية في اجتماعات "الفيفا"، وخصوصًا بعد أن أصبحت القارة الأفريقية، أكثر القارات تصديرًا للمواهب الكروية، ولكن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، رفض الانصياع للمطالب الأوروبية، ولم يقبل بتغيير توقيت "البطولة السمراء".

وفي سبيل إيجاد حلٍ لهذه المشكلة، فإن بعض الدول الأوروبية وافقت على تجنيس اللاعبين الأفارقة الموهوبين، الذين أشادت بهم المدارس الكروية للأندية الكبرى؛ وبدورها عادت هذه الظاهرة بالفائدة على المنتخبات الأوروبية، التي أصبحت مكتظة بذوي البشرة السمراء، ولكن هذه الظاهرة، لم تمنع إدارات الأندية الأوروبية من التعاقد مع اللاعبين الأفارقة غير المجنسين.

من جهتهم، لم يتوانَ مدربو الأندية الأوروبية عن انتقاد بطولة "الأمم الأفريقية"، فبعض المدراء والمدرّبين تصدّوا للموضوع بالسخرية، مثل المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي سيخسر خلال الشهر القادم خدمات اللاعب الإيفواري، إيريك بايلي، والذي عبّر في آخر تصريحاته عن غيرته من الأندية الإنكليزية التي لا تضمّ في قوائمها لاعبين أفارقة، مثل ناديه السابق "تشيلسي".

وقال مورينيو: "إن هناك أندية محظوظة هذا الموسم، لا تُعاني من ضغط جدول المباريات ولا يشاركون في المنافسات القارية، ولاعبوهم لن يذهبوا للمشاركة في كأس أمم أفريقيا"؛ وتناغمًا مع هذا الموقف، كانت تصريحات بعض المديرين أكثر حدّة، مثل رئيس نادي "مونبلييه" الفرنسي، لويس نيكولان، الذي صرّح سنة 2015، عقب مشاركة لاعبه التونسي جمال السايحي مع منتخب بلاده، بأنه ينوي مقاطعة اللاعبين الأفارقة، مستطردًا: "أعتقد أن السايحي يمكنه البقاء في تونس إذا أحب ذلك، وأنا لا أفهم كيف يمكنه ترك النادي لفترة طويلة خلال الموسم، هذا يزعزع استقرارنا، وفي المستقبل أنا لن أشتري أكثر من لاعب أفريقي واحد، هذا واضح للمدير الفني، لن أشتري لاعبًا يتركنا في منتصف الموسم من أجل تلك البطولة".

وأدى تضارب المصالح، والتصريحات العدائية، إلى تخلّي بعض اللاعبين الأفارقة عن منتخبات بلادهم، واعتذارهم عن المشاركة معها، ففي هذه السنة مثلاً، اعتذر ثمانية لاعبين من الكاميرون عن المشاركة مع منتخب بلادهم، لخوفهم من فقدانهم أماكنهم مع الأندية التي يلعبون لصالحها، كما حصل قبل سنتين مع السايحي؛ ورغم ذلك، فإن الأندية الأوروبية ستفتقد في الفترة القادمة خدمات ما يقارب 150 لاعبا أفريقيا، 69 منهم محترفون في الدوري الفرنسي، و39 محترفون في الدوري الإنكليزي، و16 في الليغا الإسبانية، والعشرات بباقي الأندية الأوروبية.

يبدو أن "فيفا" لا يزال يسعى لحل هذه المشكلة لصالح الأندية الأوروبية، فقرارها القاضي بتغيير نظام بطولة "كأس القارات" من بطولة تُقام كل عامين، إلى بطولة تُقام كل أربعة أعوام، وتسببه في غياب ثلاثة أبطال أفارقة عن هذه المسابقة، وهم: مصر 2010، زامبيا 2012 وساحل العاج 2015، يؤكّد أن "فيفا" يحاول بشكل مستمر الضغط على الاتحاد الأفريقي لإيجاد الحل.

المساهمون