إلى الماركيز دي ساد: لن أكون إلّا له

إلى الماركيز دي ساد: لن أكون إلّا له

28 اغسطس 2017
+ الخط -

[التقى الماركيز دي ساد الذي كان بعمر التاسعة والعشرين في صيف عام 1769 لأول مرة بأخت زوجته آن بروسبير دو لوناي، وكانت حينها بعمر السابعة عشرة، وتسكن في دير للنبلاء. كانت تمثّل له صورة العذراء صعبة المنال، العشق بين الاثنين أصبح فضيحة عام 1772، وذلك في مهرجان للمسرح قام بتنظيمه في قصوره في "لا كوست"، حيث كانت حاضرة، مع رينية بيلاجي، زوجته.

هي تمثّل كل المحرمات التي ينتهكها دي ساد، مراهقة، متدينة، وأخت زوجته، دو لوناي أيقونة طهرانيّة مرّغها دي ساد بالفحش، هي عبدته، وتكتب أنّها نذرت حياتها له، والرسائل الأربعة المكتشفة بينهما حديثًا، تكشف عن العلاقة الهذيانيّة بينهما، التي انتهت بمحاولة هروبهما إلى إيطاليا عام 1772، والتي فشلت واعتقل إثرها دي ساد، أما دو لوناي فتصاب في العاشر من أيار عام 1781 بالجدري وتموت بعد ثلاثة أيّام.]


15 ديسمير 1769
أقسم للماركيز دي ساد، عشيقي، أني لن أكون إلّا له، وأني لن أتزوج أو أمنح نفسي لأي أحد، وأني سأبقى مخلصة له طوال ما تجري في عروقي هذه الدماء التي ختمت بها هذا القسم. أُضحيّ بحياتي لأجله، وحبيّ ومشاعري، بذات اللهفة التي منحته بها عذريتي. وأنهي قسمي هذا، بعهدي له، أنه منذ هذه اللحظة وحتى عامٍ واحد، لم أعد منذورة للدير، وذلك كي أكون حرة لأعيش معه وأكرس كل شيء له. أقسم له مؤكدةً، أني سأذهب إلى البندقيّة، إلى حيث يريد، كي أعيش هناك معه كزوجته. وأنا أبيح له أن يفعل بي ما يشاء إن أخللت بقسمي هذا، سواء كان ذلك بوعيي أو سهوًا مني.


2
[بعد الانتهاء من حفلة أورجي في مارسيليا نظّمها الماركيز مع خادمه عام 1772، وأثناء عودته إلى قصره، تشتكي البغايا الأربع اللاتي قام باستئجارهن مما تعرضن له؛ إذ يتهمن دي ساد وخادمه بتسميمهن، وممارسة الجنس الشرجيّ معهن، يحكم إثرها الاثنان بالموت غيابيًا، فيهربان لإيطاليا، أثناء ذلك دو لوناي، وأختها، زوجة الماركيز، تذهبان لمرسيليا في محاولة للاعتراض على الحكم، لكن يفشلن، وتكتب دو لوناي للماركيز عما يحدث، قبل أن تذهب لاحقًا إلى إيطاليا.]

10 تموز 1772
الأمر في غاية الجديّة، وما قيل من شهادات مريع، ويكفي كي يتم اعتقالك، وباستخدام وساطة في الحكومة، تمكنّا من تأجيل تقديم التقرير إلى البرلمان في إيكس (مدينة في مرسيليا) حتى يوم الإثنين، يجب على عمّك أن يصل بسرعة كي يعيّن محاميًا، ويقنع المدّعي العام بإسقاط التهم وعدم متابعة الإجراءات، هو يعرفه أكثر منّا.

 كما أننا لم نجد السيد دي بيله، لقد سافر إلى أوريليان، إلا أن السيد دي جارينت، هو من تمكن من تأجيل التقرير حتى الإثنين. سنسافر غدًا صباحًا مع عمك إلى إيكس عملًا بنصيحته ونصيحة القاضي هنا، ثم سنعود مع عمك للتعامل مع الموضوع، لكن إن لم يكن قد غادر سلفًا، ولم يصل إلى هنا بسرعة، أي بعد الاثنين، فسيكون الأوان قد فات. ثلاثة من الفتيات مرضن، وإن متن، لن يكون أمامك إلا حلّ واحد: الهروب.

  سأخبرك بما يحصل بأسرع وقت ممكن، مع ذلك أنا متمسكة بك، بالرغم من كل ما سمعته، لقد وعدتك بأني سأمضي حتى الموت (كلمتان أو ثلاثة ناقصة من النص الأصلي).

سأبقى في إيكس حتى ينتهي كلّ شيء بطريقة أو بأخرى.
ما حدث أثار الكثير من اللغو بين الناس، هم يدينونك، لكن، احكم أنت على ما أمر به، لن أحدثك بخصوصه، وأتمنى أن أكون قريبًا في مكان يستحيل أن أنالك به، أنا لم أحقق سعادتك، لذا، لم يبق لي شيء سوى الموت. نعم، هذه الكلمة الفريدة هي التي تقود رغباتي.
أريد أن أرى كيف ستنتهي هذه القضيّة، وبعدها، قبري.

الوداع، دموعي هي قوتي الوحي، لكن هل تنهمر مرة أخرى لأجلك!
لقد حاولت مساعدة النساء الثلاث سيئات الحظ.
ابق حيث أنت إلى حين أقول لك متى بإمكانك أن تخرج.

مرسيليا، الجمعة، 10 تموز، 1772، السابعة مساءً.
اكتب لي على عنوان فندق سان جاك، وإن جدّ شيءٌ ما؛ فسأقول لك.

المساهمون