"معدي الناس".. عمرو دياب لم يتخلّ عن وصفته السحرية

"معدي الناس".. عمرو دياب لم يتخلّ عن وصفته السحرية

18 اغسطس 2017
+ الخط -

بعد أيّام من اختياره لحمل لقب الشخصية العربية الأكثر تأثيرًا من قبل مجلة "فوربس"، أصدر عمرو دياب ألبومه الجديد، والذي حمل عنوان "معدّي الناس"، ويضم ألبومه الجديد عشر أغان، وهي: "قلبي اتمناه"، "قمر إيه"، "آه حبيبي"، "أول كل حاجة"، "يا أجمل عيون"، "نغمة الحرمان"، "جنب حبيبي"، "حبايب أيه"، "معدي الناس" و"أحلى حاجة". وكتب كلمات الأغاني مجموعة من الكتاب منهم تركي آل الشيخ وأحمد المالكي وتامر حسين، ولحنها عمرو مصطفى ومحمد رضا وآخرون، وتولّى عمليات التوزيع لجميع أغاني الألبوم أسامة الهندي، الذي تعاقد معه دياب منذ أن أصبح فنانًا مستقلًا وانفصل عن شركة "روتانا" العام الماضي.

ورغم أن أغاني الألبوم على "يوتيوب" لم تحقّق نسبة عالية من المشاهدة، ولم تتمكّن من منافسة أغاني النجوم الجدد؛ ففي حين تجاوز عدد مشاهدات أغنية سعد المجرد الجديدة عتبة المائة مليون مشاهدة، فإن أغاني "الهضبة" تتراوح مشاهداتها بين 800 ألف مشاهدة و6 ملايين ونصف؛ ولكن نسبة المشاهدات المنخفضة لا تعبّر عن مدى انتشار الألبوم، ويعود ذلك لعدّة أسباب؛ وأبرزها أن ألبوم دياب انتشر عبر تطبيقات الهاتف قبل انتشاره على "يوتيوب" فلم يضطر جمهور دياب للدخول إلى يوتيوب والاستماع للألبوم.

كما أن الألبوم سرّب بالكامل على يوتيوب قبل إصداره الرسمي من قبل شركة "ناي" بيوم واحد، وأثر ذلك بلا شك على نسبة المشاهدة، التي كان من الممكن أن تكون أدنى لولا أن نسبة كبيرة من جماهير دياب دخلت إلى روابط الفيديوهات الرسمية على يوتيوب لتزيد نسبة المشاهدة فقط، ونوّه البعض منهم لهذه النقطة، حيث كتب أحدهم: "أنا سمعت الألبوم من أيّام، وهو تسرّب خلاص على الانترنت، أنا جيت هنا بس عشان أزيد نسبة المشاهدة". فألبوم دياب الجديد أثار جدلًا منذ الإعلان عنه وحتى اللحظة بالعديد من النقاط، وأبرزها:


اسم الألبوم
ربط البعض اسم الألبوم، والوقت الذي أعلن فيه عمرو دياب عن الألبوم، بالخلافات الفنية التي تربطه بالمطربة المصرية شيرين، فاعتبروا أن عنوان الألبوم كان ردًا على المغنية التي جعلت من مهاجمة دياب شغلها الشاغل في الفترة الأخيرة، ولهذا السبب فإن هاشتاغ #معدي_الناس تصدر الترند العالمي لـ"تويتر" يوم الإعلان عن الألبوم.


صورة الغلاف
في صورة غلاف الألبوم الجديد، يبدو عمرو دياب أصغر سنًا مما كان عليه في الأعوام الماضية، فهو يبدو وكأنه في العشرينيات من عمره، ولا توحي الصورة بأنه بات على مشارف الستينيات؛ وذلك ما جعل بعض النكات تملأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صورة ترصد تطوّر شكل عمرو دياب كل عشرة أعوام، وتنبأت بأن يعود دياب طفلًا سنة 2027. ومن ناحية أخرى، اهتم عشاق "الهضبة" بتفاصيل الصورة، وخصوصًا الوشم الجديد، الذي تضمن كلمة stamina؛ وذلك ما أدّى لانتشار الصورة على نطاق واسع منذ ما يقارب الشهر.


برج الحوت
في أغنية "يا أجمل عيون"، يردد دياب: "ولله بحبك موت، وبحب برج الحوت"، وسرعان ما بدأ جماهير "الهضبة" يبحثون عن هوية ابنة برج الحوت، التي أهداها دياب الأغنية؛ واتجهت الأنظار سريعًا نحو الممثلة المصرية دينا الشربيني، التي طاولتها مؤخرًا شائعات بوجود علاقة تجمع بينها وبين دياب؛ وتلت تلك التكهّنات مجموعة كبيرة من النكات، التي طاولت "الهضبة" والأغنية، حيث بدأت الصفحات الساخرة على مواقع التواصل الاجتماعي تسخر من ظاهرة إعلان الفتيات أنهن من برج الحوت.

ومن الناحية الفنية، فإن ألبوم دياب الجديد يعتبر من أقل الألبومات التي حاول فيها "الهضبة" بأن يهتم بالتجديد الموسيقي، الذي لطالما تميّز به، فباستثناء أغنية "قلبي اتمناه"، تشعر أن جميع الأغاني لها نسخ شبيهة بأغاني دياب القديمة؛ ويبدو أن السبب وراء ذلك يكمن بالتوجّه الذي اختاره دياب للألبوم، هنا يبدو أن دياب يحاول في الألبوم الجديد أن يحول تاريخه الموسيقي لأيقونة، فعمد لإنتاج مجموعة من الأغاني تنتمي كل منها لحقبة فنية مر بها، فأغنية "نغمة الحرمان" تنتمي لحقبة الثمانينيات، وتحمل الروح الموجودة بأغاني ألبوم "شوقنا". وأغنية "آه حبيبي" تنتمي لحقبة بداية التسعينيات، وكأنها امتداد لألبومي "أيامنا" و"يا عمرنا"، أما أغنية "جنب حبيبي" أقرب لأغانيه في نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة، وكأنها من ألبوم "وياه"، وأما أغنية "يا أجمل عيون" وأغنية "معدي الناس" التي حملت اسم الألبوم، فتبدو وكأنها قطع ناقصة من ألبوم "عودوني".

ورغم اهتمام دياب باختزال مراحله الفنية في الألبوم الجديد، ولكنه لم يتخلّ عن وصفته السحرية للألبوم المتكامل، التي اعتمدها في ألبوم "تملي معاك" وحتى اليوم، فالألبوم يضمّ أغاني صاخبة بإيقاع سريع، وأغاني حزينة، وأغاني رومانسية هادئة، بالإضافة لأغاني تختلط بها الإيقاعات السريعة بالأداء البطيء.

وفي النهاية يجب أن نتساءل عن السبب الذي دفع دياب للظهور بهذا الشكل في ألبومه الجديد، فهل يمكن تفسير الأمر بحنينه إلى الماضي وتلك الحقب الفنية المتباعدة، الممتدة على ما يقارب 30 سنة؟ أم أن السبب يتعلّق بالرد على منتقديه، ولا سيما شيرين التي قللت من شأن تاريخه الفني؟ أو أن دياب يحاول أن يظهر نفسه بمظهر "الأسطورة"، ويرسّخ الأنماط التي كان له فضل بوجودها في تاريخ الأغنية العربية، من خلال نسخ جديدة تتفوّق على القديمة من الناحية التقنية.

المساهمون