هل يمكن أن تطيق أجسامنا العيش على كوكبٍ آخر

هل يمكن أن تطيق أجسامنا العيش على كوكبٍ آخر

24 مايو 2017
(رائد الفضاء البريطاني تيم بيك، تصوير: كيريل كودريافتسيف)
+ الخط -



قال ستيفن هوكينغ- المعروف بتوقعاته المتشائمة حول مستقبل البشرية- في لقاء مع قناة "بي بي سي"، إن البشر يمكن أن يعيشوا على الأرض فقط لمدة 100 عامٍ، وذلك بسبب العديد من المشكلات التي لن نستطيع حلها، كالتغير المناخي والتضخّم السكاني والأمراض المعدية أو حتى التصادم مع كويكباتٍ أُخرى، لذلك يجب علينا البحث عن كوكبٍ آخر للعيش فيه واستعماره خلال هذه المدّة، وسواءٌ كان هوكينغ على حقٍ أم لا، فإن الفضاء يعد بالنسبة للبشر بيئة غير قابلة للعيش فيها، لكن كيف يمكن أن نتأقلم على العيش فيه؟

هذه بعض المشكلات التي ستواجهنا:


العظام والعضلات
يعاني روّاد الفضاء في محطة الفضاء الدولية في كل رحلة من تمدّد حجم الجسم بسبب انعدام الجاذبية، هذا يعني أن الجسم يصبح أكبر، لكن في الوقت نفسه تتحلّل العظام والعضلات، وهذا يعني أننا لو عشنا في الفضاء، فإننا يمكن أن نخسر مكونات عظامنا بشكل كامل مع الزمن، وأن نتحوّل إلى كائنات غير هيكلية لا تمتلك عظامًا يمكن أن تتأقلم في ظروف انعدام الجاذبية، وهذا ما تتميّز به البكتيريا التي تعيش منذ أكثر من 3.8 مليار عام.


الرؤية
يعاني الكثير من روّاد الفضاء من مشكلات في الرؤية تتراوح من عدم وضوح في الرؤية إلى العمى، وما زال الباحثون يبحثون عن سبب هذه المشكلات، هل السبب هو الزيادة في ضغط السوائل في الرأس، ما يؤثّر على العصب البصري؟ وبالتالي يمكن أن نصاب بالعمى إن عشنا لمدة طويلة في الفضاء.


السمع
تنتقل الأصوات في الأرض عن طريق الأمواج الصوتية التي تنتقل في الهواء، لكن في الفضاء يوجد فقط الفراغ، فلا يوجد وسطٌ تنتقل فيه الأمواج الصوتية، وبالتالي من الصعب وقتها سماع الأصوات، وربّما تتحوّل هذه الحاسة إلى حاسة زائدة عن حاجتنا.


التنفس
يشكّل عدم وجود هواء في الفضاء مشكلة كبيرة، وبالتالي فإننا بحاجة إلى ارتداء بذلة الفضاء مع قناعٍ للأوكسجين طوال الوقت، إذ بدونها سنختنق فورًا فور الخروج من السفينة الفضائية أو المركبة الفضائية.

هل نستطيع العيش مثل البكتيريا اللاهوائية بدون أوكسجين؟ فهذه البكتيريا موجودة قبل 1.4 مليار سنة قبل نشوء الأوكسجين.


علماء البيولوجيا التطورية ضد علماء الفضاء
تم استطلاع آراء الخبراء حول فكرة استعمار البشرية للفضاء وحول فكرة التأقلم التطوّري، ومن بين الخبراء رالف تيدمان مدير قسم البيولوجيا التطورية في جامعة بوتسدام، إذ يتّفق تيدمان مع فكرة هوكينغ من حيث المبدأ، أي أن البشرية ستواجه مشكلات طارئة، لكن لا يعني ذلك أن البشرية ستنقرض، فهي تمتلك الذكاء وقابلية التعلّم والتأقلم، كما أنه من المؤكد أن تأسيس حياةٍ في الفضاء أصعب بمراحل كثيرة من محاولة النجاة على الأرض، وخاصة بعد حصول كوراث كبرى، ففترة 100 عام هي فترة قصيرة من منظورٍ علمي تطوّري لتوقع حدوث تغيراتٍ تطوري، كما أن احتمال تأقلم كائن معقد -كالإنسان- في بيئة جديدةٍ تمامًا يبدو احتمالًا ضعيفًا جدًا.

أما أكسل ماير أستاذ العلوم التطورية في جامعة كونستانس فيرى أن الحياة على الأرض نشأت من خلال طفراتٍ عشوائية وانتقاء غير عشوائي، وبالتالي فإن الضغط الانتقائي مختلفُ في الفضاء، ما سيؤدّي إلى وفاة البشر مباشرة، لذلك ينصح ماير بإيقاف تدمير كوكب الأرض، بدلًا من البحث عن كوكبٍ آخر، "فهنا نشأنا ولهذا الكوكب ننتمي".

من ناحية ثانية يؤكّد عالم الفضاء ريتشارد غوت أنه تحدث قبل ستيفن هوكينغ عن ضرورة إيجاد مكانٍ في هذا الكون لاستعماره، إذ يرى أننا نعيش في مكانٍ واحدٍ في هذا الكون، وكل صنف يعزل نفسه ضمن مكان واحد، ينتهي به المطاف إلى الانقراض، ولو توفّر لنا كوكبان صالحان للحياة عليهما على الأقل، فإن فرصنا للنجاة- وفقًأ لغوت- سترتفع بشكل واضح.

يرى غوت أن الحياة على كوكب المريخ ممكنة، فهناك يتوفّر في غلافه الجوي كمياتٌ كافية من الأوكسجين، كما يتوفر في هذا الكوكب كمياتٌ من الماء، وكهوفٌ تحمي المرء من الإشعاعات.

المساهمون