"ستيف".. ظاهرة ضوئية غامضة حيّرت العلماء

"ستيف".. ظاهرة ضوئية غامضة حيّرت العلماء

21 مايو 2017
(تصوير: ديف ماركيل)
+ الخط -

التقط المصوّرون في شمال كندا صورًا لظاهرة ضوئية غير معروفة، بينما يحاول العلماء التكهن بأسبابها، إذ يعتقدون أن هذه الظاهرة فريدة من نوعها، لكن الكثير من المصوّرين والسيّاح التقطوا العديد من الصور لهذه الظاهرة الضوئية الغامضة في شمال كندا، ما يؤكّد بكل وضوح أن هذه الظاهرة تحدث بشكل متكرّر، وما يثير الدهشة أكثر، هو أن العلماء أقرّوا أنهم لا يملكون حتى الآن تفسيرًا علميًا لهذه الظاهرة، وذلك أثناء اجتماع لوكالة الفضاء الأوروبية في مدينة بانف الكندية، ولا يملكون حتى الآن سوى اسم لهذه الظاهرة: ستيف.

أكد العديد من العلماء أن هذه الأضواء البيضاء تتألّق من نفسها، أي أنها مختلفة عن دخان الطائرات التي تتركه خلفها وتعكس أشعة الشمس بشكلٍ يجعلها مرئية.


لماذا كل هذه الصور؟
يبرّر العلماء عدم اكتشاف هذه الظاهرة حتى الآن بسبب بسيط، وهو التقدم التكنولوجي الذي مكّن الجميع من استخدام الهواتف النقالة المزودة بكاميراتٍ حديثة بشكل مستمرّ، ما جعل الباحثين- كما يؤكّد إيرك دونوفان من جامعة كالغاري- يتلقطون باستمرار صورًا من أماكن غير مألوفة وبعيدة في أقصى الشمال، قبل ذلك كان مجرّد الحصول على صورٍ للشفق القطبي أمرًا عظيمًا.

يرى كريستوفر شارشميدت أحد المصوّرين الذين اكتشفوا "ستيف" أن المميز في هذه الظاهرة أن المصوّرين الهواة هم الذين لفتوا انتباه العلماء لهذه الظاهرة عن طريق صورهم، كما يقوم المصوّرون الآن بجمع الصور المتعلقة بهذه الظاهرة في مجموعة على موقع فيسبوك، بالإضافة إلى ذلك جمعت وكالة الفضاء الأوروبية بياناتٍ عن هذه الظاهرة عن طريق أقمارٍ صناعية دارت على بعد 300 كلم من الكرة الأرضية، وكانت البيانات مذهلة للعلماء، إذ كانت درجة الحرارة عند عبور "ستيف" أكثر من 3000 درجة، وهذا يساوي ثلاثة أضعاف الحرارة الطبيعية في هذا العلو من الأرض.


سرعة "ستيف"
اكتشف العلماء أن سرعة الهواء في هذه المنطقة تصل إلى 20 ألف كلم في الساعة، بينما تكون سرعة الهواء في المناطق المجاورة حوالي 36 كلم في الساعة، لكن ما السبب؟

استبعد العلماء أن تكون هذه الظاهرة هي نفسها ظاهرة الشفق القطبي أو الضوء القطبي، فهذه الظواهر تتشكّل بالقرب من القطب نتيجة اصطدام أشعة الشمس بهذه المنطقة، ما يؤدي إلى عكس هذه الأشعة بسبب المجال المغناطيسي وتألق الإلكترونات الموجودة في هواء تلك المنطقة، بينما تؤكّد بيانات الأقمار الصناعية أن الأشعة الشمسية ليست مسؤولة عن نشوء "ستيف".

أما عن سبب تسمية هذه الظاهرة باسم "ستيف" فيعود إلى حيرة العلماء وعدم وضوح هذه الظاهرة، لذلك أطلقوا عليها اسم "ستيف" بشكل مؤقّت، إلا أنه يبدو أن هذا الاسم سيبقى مقترنًا دائمًا بهذه الظاهرة.


(النص الأصلي)

المساهمون