"الحارس": قمر صناعي أوروبي جديد

تُطلق الأقمار الصناعية إلى الفضاء بشكلٍ مستمر، ما يدعو المرء إلى التساؤل عن الشيء المميّز الجديد الذي يدعونا إلى إطلاق هذه الأقمار؟ في حال القمر سينتينل 2 ب (الحارس) سيكون الجواب سهلاً: سيغيّر هذا القمر فهمنا للنبات.

جرى إطلاق هذا القمر في السابع من شهر آذار/ مارس الحالي من محطّة الفضاء في مدينة كورو التابع لمستعمرة غويانا الفرنسية في أميركا الجنوبية، حيث سيتكامل عمل هذا القمر مع توأمه سينتينل 2- أ لتوفير مسحٍ دقيق للأراضي والجزر والسواحل الأوروبية.

يعتبر القمران جزءاً من برنامج كوبرنيكوس الأوروبي المموّل من الاتحاد الأوروبي ووكالة الفضاء الأوروبية، وستكون بياناته متاحة مجاناً للمستخدمين.

يرى باولو لابيرينتي، المسؤول عن برنامج سينتينل 2-ب، أن هذا القمر سيحقّق اختراقاً كبيراً في مجال رصد الكرة الأرضية ووسائل الرصد متعدّدة الطيف، إذ يعتبر نجاح هذا القمر نقطة محورية توفّر لنا كمية كبيرة من المعلومات، حيث يستطيع هذا القمر جمع المعلومات من عدّة أقمار صناعية ودمجها لتوفير صورة معقدة وعالية الدقة لا يستطيع توفيرها أي قمر لوحده.

كما أن شركة أيرباص للدفاع والفضاء طوّرت تقنية هذا الجيل من الأقمار الصناعية، والتي تتفوّق بشكل واضح على القمر الصناعي الأميركي لاندسات 8 الذي ساهم بشكل كبير في تعزيز فهمنا للكرة الأرضية.

معدل بيانات أعلى
سيتكامل عمل القمر الصناعي الجديد سينتينل 2 ب، مع عمل توأمه سينتل 2 أ، ما سيضاعف المعلومات الناتجة عن رصد الأرض ومساحاتها الخضراء. يقوم القمر سينتينل 2 أ في الوقت الحالي بمسح سطح الأرض خلال عشرة أيّام بشكل كامل، لكن بعد دخول القمر سينتينل 2 ب حيّز العمل، ستتناقص هذه المدّة إلى النصف، إذ يعتمد مبدأ عمل القمرين على المسح التكراري؛ فكلا القمرين سيحلق في نفس المدار القطبي تقريباً مع فارقٍ زمنيٍ، أي أنهما سيمرّان فوق القطب الشمالي والجنوبي باستمرار كل 90 دقيقة تقريباً بسرعة تصل إلى 7 كم في الثانية، حسب وصف بيانكا هوريش، مديرة مهمة القمر سينتينل 2 ب.

يبلغ الفارق بين القمرين إما 180 درجة مكانياً أو 45 دقيقة، كما أن الأرض ستدور أيضاً في الوقت نفسه، هذه يعني أن قمراً سيمسح جزءاً من الكرة الأرضية بينما يمسح القمر الآخر الجزء المتبقي، ما سيمكن العلماء من الحصول على صورة كاملة خلال خمسة أيّام فقط.

عائلة الحراس
ينتمي إلى عائلة الأقمار الصناعية "سينتينل" كلٌ من القمر سينتينل 1-أ، وسينتينل 1- ب، وسينتينل 3 -أ، والموجودة حاليًا في مداراتها حول الأرض. لكل قمر منها عمله الخاص، بالإضافة إلى تقديم المساعدة لبعضها البعض.

القمر الصناعي سينتينل 1 مثلًا، يقدّم بيانات رادارية عن الكوارث وتغير القشرة الأرضية بعد الزلازل والانهيارات الأرضية، أو قبل ثوران البراكين، كذلك يستطيع هذا القمر تقديم صور جيّدة على الرغم من وجود الغيوم، خصوصاً من المناطق المدارية حيث يصعب الحصول على صور واضحة بسبب الغيوم.

أما القمر الصناعي سينتينل 2 فيتميز بدقّة كبيرة تتفوّق على العين البشرية أو الكاميرا العادية، إذ تعجز العين مثلًا عن إدراك أكثر من أربعة مجالات طيفية، بينما يتمتّع سينتينل 2 بدقّة تصل إلى عشرة أمتار و13 مجالاً طيفياً، وهو يتلقّى معلومات إضافية من المجال القريب والمتوسّط للأشعة تحت الحمراء.