حادثة كربلاء... تزايد أعداد الضحايا وتكرار وقائع التدافع

حادثة كربلاء... تزايد أعداد الضحايا وتكرار وقائع التدافع

كربلاء

صديق الزريجاوي

avata
صديق الزريجاوي
12 سبتمبر 2019
+ الخط -
يشارك منتظر عماد (17 عاماً) بشكل سنوي في مراسم ركضة طويريج كبرى فعاليات إحياء مقتل الحسين بن علي في يوم عاشوراء من كل عام، والتي تقام في مدينة كربلاء العراقية الواقعة على بعد 100 كيلومتر عن بغداد.

وينطلق المشاركون في المراسم من شارع الجمهورية ركضاً إلى مرقد الإمام الحسين بن علي، مرددين شعارات العزاء بمشاركة زوار من العراق وخارجه، ومن بينهم منتظر الذي لم يخرج سالماً، إثر حادثة تدافع كانت حصيلة ضحاياها الأولية 31 زائراً لقوا مصرعهم، وأصيب أكثر من مائة آخرين جراء تدافع داخل الحرم الحسيني، وفق ما جاء في بيان لوزارة الصحة العراقية في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري.

يروى منتظر لـ "العربي الجديد" شهادته على ما جرى قائلاً: "بينما كنا نسير في العزاء سقط رجل في الزحام خلال دخولنا من باب الرجاء وتساقط الآخرون فوق بعضهم، سقطت وسقط فوقي آخرون وفقدت الوعي بعدها".

ويرقد منتظر حتى الساعة في مدينة الحسين الطبية بكربلاء لتلقي العلاج، بعد ما تم إنقاذه بمساعدة عدد من الحضور الذين سارعوا لنجدة المصابين، ومن بينهم أمين عبد الله (25 عاماً) والذي قال لـ"العربي الجديد": "كان العزاء يسير بانتظام وكنت أقف قبالة باب الرجاء (مكان وقوع الحادث) وقتها أعداد الداخلين كانت كبيرة جداً، واكتظ الباب بالداخلين ومع نزولهم من الباب بشكل منحدر سقط أحد الزائرين وسقط كثيرون فوقه تباعاً".

هرعنا لنجدة المعزين فوجدناهم متكدسين بعضهم فوق بعض، يضيف عبد الله، قائلاً: "أخرجنا من يمكن إنقاذه بالنقالات، ووجدنا عدداً منهم قد فارقوا الحياة وخصوصاً من كانوا كباراً في السن".


تزايد أعداد الضحايا

وقعت الحادثة في الجهة الجنوبية الشرقية من مرقد الحسين بن علي عند باب الرجاء، وهو واحد من عشرة أبواب تؤدي إلى المرقد، ويقول وزير الصحة العراقي علاء الدين العلوان لـ "العربي الجديد" إن عدد الضحايا في حادثة التدافع بلغ 32، بينما وصل عدد المصابين إلى 138 حالة، مشيراً إلى أن الإجراءات السريعة لكوادر وزارته قللت من إمكانية سقوط ضحايا آخرين.

لكن مصادر خاصة في صحة كربلاء أبلغت "العربي الجديد" بأن مصابين قد توفيا مساء الأربعاء، وبذلك يرتفع عدد الضحايا إلى 34.

ويؤكد مدير مدينة الحسين الطبية الدكتور صباح الحسيني لـ "العربي الجديد" أن 20 سيارة إسعاف كانت تنتشر قرب موقع الحادث، مشيراً إلى أن الكوادر الصحية لم تتأخر في إنقاذ الجرحى ونقلهم بأسرع وقت الى المستشفيات القريبة. وتابع الحسيني قائلاً: "المشكلة الكبرى هي أن المتوفين كانوا قد توفوا أثناء التدافع، ولم يتوفَ أي منهم خلال النقل أو بعده".

وأضاف أن 90% من الجرحى الذين نقلوا الى المستشفيات خرجوا بعد تلقي العلاج، لافتاً إلى أن 82 جريحاً نقلوا إلى مدينة الحسين الطبية، فيما نقل الآخرون إلى مستشفيات السفير وزين العابدين في كربلاء.

سبب المشكلة تنظيمي كما يقول الحسيني، مشيراً إلى أن أفضل حل لتلافي حالات التدافع مستقبلاً هو تقسيم جموع المعزين إلى مجموعات صغيرة لتسهيل الدخول والخروج من وإلى المرقد بانسيابية عالية، لكن المتحدث الرسمي باسم العتبة الحسينية أفضل الشامي نفى لـ "العربي الجديد" وجود مشاكل في التنظيم، كون العزاء كان مستمراً قبل نصف ساعة من حدوث التدافع، كما أن عرض مساحة الباب هذا العام أكثر من العام الماضي بعد توسعته، كما يقول.

يضيف الشامي أن افتراض سوء التنظيم لو كان صحيحاً لما بدأ العزاء قبل الحادثة، مؤكداً أن الخطة التنظيمية تدرس لأشهر قبل الزيارة وهناك شعبة لتخطيط الزيارة، وتدرس كل الاحتمالات وتضع خطة لحركة الزائرين.


حادثة قاضي الحاجات

وقعت حادثة تعثّر وتدافع مماثلة في ركضة طويريج عام 1966 أثناء دخول المعزين إلى مرقد الحسين من باب قاضي الحاجات؛ أحد أبواب صحن الحسين، وفق ما جاء في كتاب "ضحايا عزاء الحسين" (عزاء طويريج) للمؤرخ العراقي الراحل الشيخ محمد علي داعي الحق.

يضيف داعي الحق في كتابه أن المعزين كانوا يسيرون على شكل هرولة إلى الصحن، ولما وصل العزاء إلى باب قاضي الحاجات، وهو ضيق الأطراف، تعثر أحد المعزين نتيجة القضاء والقدر ولعدم رمي التراب الكافي على مدرجات الباب فتساقط الزوار وتكدسوا فوق بعض، ومات أكثر من 30 شخصاً بسبب الاختناق والضغط الشديد، كما نقل 49 جريحاً إلى مستشفى الحسين آنذاك.


إجراءات احترازية

يؤكد الشامي وضع تدابير احترازية لمنع وقوع الحادث مستقبلاً، وإن كان الموضوع بسبب حادث طارئ على حد قوله، داعياً الحكومة العراقية إلى السعي لاستملاك البنايات المجاورة للمرقد وتوسعته لتوفير مساحات إضافية لحشود الزائرين، مشدداً على أن وجود مساحة إضافية خارج الصحن الحالي بإمكانها تقليل وقوع مثل هذه الحوادث، قائلاً: "أعداد الزائرين تزداد عاماً بعد آخر، وهو ما يتطلب إضافة مساحات جديدة إلى مساحة المرقد الحالية".

دلالات

ذات صلة

الصورة

مجتمع

ارتفع عدد ضحايا حادثة انهيار ترابي على مزار ديني في محافظة كربلاء، جنوب العراق، إلى 7 أشخاص بينهم 4 نساء ورجلان وطفل، مع مواصلة فرق الدفاع المدني رفع أطنان جديدة من التراب، الذي انهار من أعلى تلة يقع تحتها المزار الديني المعروف بـ"قطّارة الإمام علي"
الصورة
بغداد/ذي قار/تظاهرات/فرانس برس

سياسة

صعّد متظاهرو ساحة الحبوبي في محافظة ذي قار العراقية (جنوب شرق) مطالبهم، من خلال الدعوة إلى إجراء استفتاء في ساحات التظاهر بهدف اختيار مرشح لرئاسة الحكومة الجديدة بدلا من رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، ملوحين بالزحف إلى بغداد.
الصورة
تظاهرات العراق/السيستاني/فرانس برس

سياسة

رفض المرجع الديني العراقي علي السيستاني محاولات السلطات العراقية فض الاعتصامات السلمية بالقوة، وعمليات القتل والاختطاف التي يتعرض لها المتظاهرون، مجدداً الدعوة إلى الإسراع بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
الصورة
تظاهرات العراق/ البصرة(Getty)

سياسة

تواصل القوات العراقية محاولات السيطرة على ساحة الطيران في بغداد من خلال إطلاق متقطع للرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، ما تسبب بحدوث 12 حالة اختناق، بحسب ناشطين.