ضد الحصار: مسرحيات ولوحات وأغنيات وقصائد

ضد الحصار: مسرحيات ولوحات وأغنيات وقصائد

05 يونيو 2018
رؤية الفنانين للحصار (العربي الجديد)
+ الخط -
شهدت دولة قطر في العام الذي يكتمل اليوم، بعد فرض الإمارات والسعودية والبحرين ومصر حصاراً ومقاطعة لها، حالة إبداع فني انشغلت بالتعبير عن وحدة المجتمع القطري في مواجهة هذا الحصار، تمثلت بعدة مسرحيات وعروض فنية ومعارض تشكيلية، أسهمت في تفجير طاقات وطنية في شتى المجالات، خصوصاً في الحراك الفني الواسع الذي تبنته المؤسسات الثقافية والفنية في قطر، سعياً إلى أن تعكس هذه الأعمال رؤية الدوحة للأزمة الخليجية، وسبل مواجهتها.


المسرح
كانت مسرحية "شللي يصير" من أبرز الأعمال الفنية في هذا الإطار، وهي التي أعادت نجمها، الفنان القطري غانم السليطي، إلى المسرح بعد انقطاع دام أكثر من 12 عاماً، ومسجّلةً رقماً قياسياً في العرض اليومي المتواصل نحو شهرين، في حالة لم تحدث في تاريخ المسرح القطري، منذ عام 1998، في أثناء عرض مسرحية "أمجاد يا عرب" للسليطي أيضاً. وقد شهد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أحد عروض "شللي يصير"، في مسرح قطر الوطني في الدوحة. عند نهاية العرض، صعد إلى خشبة المسرح وصافح أبطال العمل، في بادرة مثلت دعماً على أعلى المستويات للحركة الفنية في البلاد.
وقدم العمل الكوميدي "شللي يصير" (من تأليف غانم السليطي وإخراجه) وبطولة هدية سعيد وجاسم الأنصاري، لوحات تجسد أحداث وقائع الحصار، منذ اجتماع مسؤولين في الدول الأربع المُحاصِرة، واتخاذهم قرار اختراق موقع وكالة الأنباء القطرية (قنا)، حتى الإجراءات اللاحقة المتعلقة بالمقاطعة الدبلوماسية وإعلان الحصار الجائر. ولم يغفل العمل انعكاسات المقاطعة والقرار على صلة الرحم وتقطيع أواصر القربى، باستخدام سيف قوانين منع التعاطف مع قطر التي أصدرتها دول الحصار.

وشهدت خشبة مسرح قطر الوطني في سبتمبر/ أيلول 2017، المسرحية الكوميدية الاجتماعية "الحصار"، من تأليف طالب الدوس، وإخراج الفنان جاسم الأنصاري، وإنتاج شركة مشيرب للإنتاج الفني، وتمثيل نخبة من الممثلين الشباب. تناولت أثر الحصار من منظور أخلاقي وإنساني وأسري، بعد أن مزق الأسرة الخليجية، وهي رسالة رصينة إلى جميع أهالي قطر، مواطنين ومقيمين، للتكاتف واستثمار الأزمة من أجل تحقيق مستقبل مشرق للبلاد.

تدور أحداث المسرحية حول رجل قطري من أُم سعودية، يعيش معه خاله، وشقيقه من والدته البحرينية، وهو متزوج بامرأتين، قطرية وإماراتية، ولديه ابنة متزوجة من ابن خالها الإماراتي، وقد حضرت للدوحة قبل الحصار كي تلد أول مولود لها بين أهلها. أما ابنه ناصر، العسكري في الجيش، فقد عقد قرانه على قريبته الإماراتية. وفجأة يفرض الحصار الظالم على دولة قطر، فيفكك هذه الأسرة الخليجية، متربصاً بزرع فتنة وعداوة غير مفهومة، وغير مبرّرة بين الأهل والإخوة.

وفي نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2017، قدمت على مسرح قطر الوطني المسرحية الكوميدية الساخرة "ديرة العز"، من تأليف الفنان عبد العزيز جاسم وبطولته، وإخراج سعد بورشيد. وتناولت تفاصيل الهجمة الشرسة من دول الحصار على دولة قطر، وكيف تصدى الشعب من مواطنين ومقيمين للافتراءات والأكاذيب، والخطط الخبيثة التي حاولت أن تنال من البلاد. وتطرقت إلى تلاحم القيادة مع الشعب في التصدي لتلك المحاولات، والتي تم فضحها وكشفها أمام الرأي العام المحلي والخليجي والعربي والدولي.

وقال مدير مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة والرياضة، الفنان صلاح الملا، لـ "العربي الجديد" إن الحصار انعكس إيجابا على الفعل المسرحي القطري، فكل الفنانين والمسرحيين في القطاعين الخاص والعام، يعملون منذ بدء الحصار، إلى درجة أن مسرح قطر بقي محجوزا لتقديم العروض حتى بعد نهاية الموسم.

معارض ولوحات
يسّرت هيئة متاحف قطر الفرصة أمام الفنانين القطريين والمقيمين، للتعبير عن آرائهم بشأن مواجهة الحصار في أعمالهم الفنية. فقد قدم الفنان القطري أحمد بن ماجد المعاضيد، في معرض مشترك، لوحة "تميم المجد"، والتي لاقت رواجاً كبيراً في قطر، وانتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتحولت إلى ملصق يزين سيارات وواجهات مبان وأبراج كثيرة. وقد ضم المعرض الذي نظمته متاحف قطر، في "مطافئ: مقر الفنانين"، مجموعة مختارة من أبرز أعمال الفنان التي لاقت إشادة محلية ودولية.

واحتضن "مطافئ" معرضا لخمسة فنانين، أنجزوا عملا إبداعيا يعبر عما في نفوسهم بشأن الحصار، وهو المشروع الفني الضخم "100 يوم على الحصار" الذي دشنته متاحف قطر في سبتمبر/ أيلول الماضي. وقد عبّرت الأعمال التي زينت واجهات مبنى "مطافئ" عن رؤية الفنانين الخمسة للحصار من منظورهم الرافض له والهازئ منه، متخذين من فن الغرافيتي وسيلة إبداعية للتعبير عن مشاعرهم تجاه الأحداث التي تعيشها البلاد، وهم مبارك المالك وعلي الكواري وديمنتريبوغرسكي وأصيل ذياب وثامر الدوسري.

في 18 يونيو/ حزيران، أطلق عشرات الفنانين التشكيليين، قطريين وعربا، جدارية "تميم لك الولاء والطاعة"، وذلك في افتتاح معرض الفن التشكيلي القطري 2017 الذي احتضنه مقر الجمعية القطرية للفنون التشكيلية، وشارك فيه قرابة ستين فنانا تشكيليا قطريا من أجيال مختلفة بنحو مئة عمل فني. ومن العبارات التي رسمت على الجدارية "كلنا قطر" و"كلنا تميم" و"للكرامة والرجولة عنوان اسمه تميم" و"الله يا عمري قطر" و"من أرض الجزائر أرض الأحرار والثوار كل الحب لقطر المجد والكرامة" و"خليجنا واحد" و"كلنا فداك يا تميم"، وغيرها من عبارات وشعارات تبرز التكاتف والتضامن مع قطر في زمن الحصار. وعرضت الفنانة القطرية، ريم العبيدلي، أعمالها في معرضها الشخصي "شموخ قطر"، والذي يعتبر نوعاً من التوثيق الإبداعي لفترة الحصار الجائر.




أغان وطنية 

وأطلق مغنون عدة أغنيات تعتز بالولاء للوطن وتتغنى بحبه، وشهدت أغنية "مابها حيلة" تفاعلا من المواطنين والمقيمين، لما تحمله من كلمات وألحان تعزّز الروح الوطنية وحب قطر. والأغنية من كلمات فالح العجلان، وألحان عبدالله المناعي وغناء مجموعة من المطربين، وتوزيع مهند سيف، وجاء في مطلعها "ما بها حيلة دارنا اللي مع النجمات تختالي.. ما بها حيلة مع تساهيله.. للعلا يا قطرنا بأول وتالي". وأطلق الفنان فهد الحجاجي مجموعة أغنيات الوطنية، إحداها بعنوان "الحصار"، من كلمات حمود الشمري وألحان حسن حامد.

شعراء
وللشعراء حضورهم في إبراز قيمة الكلمة في مواجهة الحصار الجائر، وقد دشنت المؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا) في الدوحة كتابا ضم مجموعة قصائد، بعنوان "شعراء الحصار"، شارك فيه 37 شاعراً، أنتجوا أعمالهم على مدى عام، أكدت جميعها على الولاء والوفاء وتأكيد الانتماء الوطني. وأعدّ الديوان الشاعر حصين بن غانم الخيارين.

المساهمون