ممثلون لبنانيون في مسلسلات رمضان: الحرفية تُسابق الترويج

ممثلون لبنانيون في مسلسلات رمضان: الحرفية تُسابق الترويج

17 مايو 2020
أبو فرحات بدور سجينة في "أولاد آدم" (من المسلسل)
+ الخط -
على الرغم من ضعف الموسم الدرامي الرمضاني الحالي، وغياب مجموعة من المسلسلات التي كانت ستدخل المنافسة في هذا الشهر بسبب انتشار فيروس كورونا، الذي أدَّى إلى توقف عمليات التصوير، أظهر بعض الممثلين اللبنانيين تحدياً واضحاً في المنافسة الرمضانية التي تحوّلت إلى منافسة عربية، إذْ صارت غالبية المسلسلات الرمضانيّة تُنتَج تحت عنوان "الدراما العربية المشتركة". حتّى الأمس القريب، كان يدورُ نقاشٌ حول ماهيّة التعاون اللبناني السوري في سلسلة من الأعمال خلال السنوات الأخيرة. وتدور تساؤلات حول دور الممثل السوري في تحقيق نجاح الممثلة اللبنانيّة التي تقوم معه بدور البطولة، والعكس صحيح.

هذا الأمر دفع ببعض الممثلين اللبنانيين إلى استنكار هذا النهج المتبع منذ حوالي عقد. وبالتالي، فتح جبهة التصريحات والهجوم والنقد على شركات الإنتاج اللبنانية التي تُشكّل الحاضن الأساسي لهذا النوع من الأعمال. بمعنى آخر، صارت شركات الإنتاج هي من تضع الشروط، كجنسيات أبطال العمل، وتقسيم الأدوار والسيناريوهات، بالصيغة التي ترى فيها مصلحتها ضمن سياق الترويج.

وفي الموسم الرمضاني الحالي،  شكّلت بعض الوجوه في المسلسلات اللبنانية والعربية المشتركة نقطة تحوّل إضافية، تعزز فرضية أن في لبنان مجموعة لا يستهان بها من المواهب. ومن دون شك، فإنّ ما يميّز هؤلاء جميعاً هو أنَّهم حملة شهادات أكاديميّة في السينما والمسرح، ليس أقلهم ندى أبو فرحات التي عملت لسنوات في الدراما، وتفوقت في المسرح، وتقوم اليوم بدور سجينة تدعى "زينة" في مسلسل "أولاد آدم" (من كتابة رامي كوسا، وإخراج الليث حجو). وتشكّل هذه محاولةً أخرى لأبو فرحات في كسر طوق الجمال الذي ألقى بثقله على بعض الممثلات اللبنانيات، وذلك بالاعتقاد أن الجمال الشكلي يفرض نفسه على بعض الممثلات، أكثر من الموهبة. 

ولهذا يعمل المنتجون على استغلال شهرة "الجميلات" اللبنانيات، وتوظيفها في المسلسل لصالح الكسب والترويج. ولا تقل حرفيَّة كارول عبود عن حرفية زميلتها ندى أبو فرحات في "أولاد آدم"، إذْ تقوم عبود بدور "عبلا"، وهي سجينة نافذة تحاول السيطرة على السجينات بفعل البلطجة والتعنيف الذي تمارسه. إضافة إلى الممثل طلال الجردي الذي أظهر بدوره في المسلسل مهارة فائقة في تمثيل شخصيّة الشرطي داخل السجن. إذْ يتقن الجردي الدور المسند إليه بطريقة تلقائية، نرى تمثّلها الواقعي فعلاً عند كثير من رجال الأمن في لبنان.
ثمّة وجوه دراميّة لبنانية ظلم الترويج موهبتها، إذْ صار "الجمال الشكلي" رأسمالها الفنيّ الوحيد، وصارت "تصدّق نفسها" مع الوقت بأنّها مواهب في الصف الأوّل. وجوه جميلة تحوّلت إلى مادة دسمة للاستثمار. في المقابل، ثمّة ممثلون لبنانيون يعملون بصمت وحرفية، ويعتمدون على الخط التقني السليم، بدلاً من الجمال الشكلي المجرد. هذه المجموعة، تحتاج إلى وقتٍ كي تثبت حرفيتها وموهبتها، وهذا أمرٌ لم يعد يُخفَى على المشاهد الحقيقي.

دلالات

المساهمون