الدراما على المحطّات اللبنانيّة... تراجع على إيقاع الثورة

الدراما على المحطّات اللبنانيّة... تراجع على إيقاع الثورة

20 يناير 2020
من "لعبة القدر"... مسلسل لبناني محلّي (فيسبوك)
+ الخط -
ثمَّة تراجعٌ واضح في مجال الإنتاج الدرامي اللبناني، بعد حوالي 90 يومًا من الحراك الثوري في الشارع. فيما تنشط صناعة الدراما المشتركة بشكلٍ تصاعديّ في بيروت، وذلك نظراً لسوق المبيعات الذي لا يزال يدور حتى الساعة بفضل الإنتاج العربي المشترك، المهيمن على أيّ إنتاج درامي لبناني محلي. 

وفي ذات السياق، أعلن قبل أسابيع عن عدم إنتاج أو عرض أي مسلسل لبناني خاص بشهر رمضان. إذْ إنَّ الأزمة الماليَّة أرخت بظلالها السلبيّة على الإنتاج، ليبقى الزخم على الإنتاجات العربيّة المشتركة التي تنتجها شركات لبنانية. وبعد أن حُرِم المنتجون اللبنانيون من عرض مسلسلات الخريف، والتي تزامن بدء عرضها مع انطلاقة الانتفاضة الشعبية، خسرت LBCI عروضًا كثيرة، وكذلك MTV و"الجديد"، إذْ أوقفت هذه المحطات كلّ عروضها، واتّجهت إلى تغطية حراك الشارع. قبل أيّام قليلة، أعلنَت محطات التلفزة اللبنانية عن عودتها لعرض البرامج العادية بعد حوالي تسعين يومًا من الاحتجاجات والتغطية المباشرة على الهواء لما يحصل في الشارع.

ولكن، يوم الأربعاء الماضي، تفجَّر الوضع مجدداً في "شارع الحمرا" في بيروت، الأمر الذي جعل المحطات تعودُ إلى نقل ما يجري على الأرض مباشرة. وحتى اليوم، لا تزال برامج المحطات اللبنانيَّة رهنًا بيد المحتجين على الأوضاع السياسية والاجتماعية في لبنان. ومع ذلك أعلنت محطة MTV اللبنانية، تأجيل عرض الجزء الثاني من مسلسل "مافيّي"، من بطولة معتصم النهار وفاليري أبو شقرا وليليان نمري. والسؤال الآن، هو ما الذي ستفعله شركة إنتاج المسلسل، أي شركة "الصبّاح" بعد ذلك، وهل يمكنها الثقة بتغيُّرات الشارع اللبناني. وفي هذا الصدد، يُؤكّد أحد المنتجين في حديثٍ لـ "العربي الجديد"، أنَّ هناك اتفاقيات خاصة بين المنتجين وشركات الإنتاج ومحطات التلفزة، وذلك لتقديم عروض خاصّة برمضان.

حتّى الساعة، لم تعلِن شركات الإنتاج والمحطّات اللبنانيَّة، عن أيّ عمليَّات بيع أو شراء أيَّ من منتجاتها الخاصة بهذا الموسم، رغم أنَّ الخارطة الدراميّة تحفلُ بعددٍ لا بأس به من الإنتاجات العربية المُشتركة. عدم عرض "مافييّ" حاليًا، ينذُر بأن المحطّات جمَّدت كافة قراراتها الخاصة بالدراما إلى الشهر الفضيل، وذلك في انتظار الأيام الأخيرة. على الضفَّة المقابلة، يقومُ عددٌ من المخرجين بالانتهاء من التعاقد مع المحطات الفضائيّة العربيّة خارج لبنان، وترك الفضائيَّات المحليّة جانباً، وذلك بسبب الوضع المستجدّ في لبنان.

محطة MBC السعودية حجزت نسخها كاملة من مجموعة صادق الصباح، ومنها مسلسل "2020" الذي يعيد نادين نجيم وقصي خولي. وكذلك مسلسل "الأمير الأحمر" من بطولة تيم حسن، والذي يُحكَى بأنّه غير مخصص لرمضان، بل سيكون على قائمة مسلسلات المنصَّات التي باتت تنافسُ الشاشات الصغيرة. وكذلك اشترت MBC الجزء الرابع من مسلسل"الهيبة"، من بطولة ديمة قندلفت وتيم حسن. فيما تحاول محطة "أبو ظبي" أن تحجز مكانًا لها، إذْ دخلت في إنتاج مسلسل جديد يجمع بين عابد فهد وستيفاني صليبا، وذلك بعد نجاحِهما السنة الفائتة في مسلسل "دقيقة صمت". وحتّى الآن، لم يُعرَف ما إذا كانت المحطات اللبنانية ستشارِك في شراء وعرض هذه المسلسلات، أو سيبقى الأمر كله رهنًا بالواقع اليومي والأحداث.

دلالات

المساهمون