ياسمين حمدان: لا أبحث عن إرضاء الآخرين بموسيقاي

ياسمين حمدان: لا أبحث عن إرضاء الآخرين بموسيقاي

21 ابريل 2017
قدمت الموسيقى البديلة بقالب جديد (جردي فيدال/ Getty)
+ الخط -
"السائقون في بيروت، صريحون وسياسيون جداً، ولديهم رؤى مثيرة للاهتمام"، تقول ياسمين، التي قابلت أشخاصاً غير اعتياديين، منهم مجرمون سابقون ومنحرفون ومقاتلو حرب ومدمنو مخدرات، وتفاعلت معهم، فشكّلوا مصدر إلهام حقيقي لها.
وبما أنّ ياسمين ستحيي حفلاً في العاصمة البريطانية لندن، في 15 مايو/أيار، كان لـ "العربي الجديد"، حديث معها، تناولت فيه أهمية الإحساس بالموسيقى، وأوجه الشبه بين موسيقى الزمن الجميل والموسيقى البديلة، وأسباب رفضها الغناء بالإنكليزية.

* ما هي التحديات التي واجهتك في بداية مسيرتك، كونها تختلف عن الفن السائد في المجتمع اللبناني أو العربي؟

كل فنّان يواجه تحدّيات من نوع ما، وبدايتي لم تختلف كثيراً، باستثناء أنّ البيئة لم تكن جاهزة لهذا النوع من الموسيقى، في ظلّ غياب الأماكن المناسبة والفرق الموسيقية. لكنّني أردت التطوّر، وذلك على الرغم من صعوبة الخروج من الفقاعة التي قد ترغم الفتاة على التقيّد بها في لبنان من تقاليد وغيرها. وكان من الصعب على أهلي استيعاب ما أقوم به، لأنّه خارج عن النطاق الكلاسيكي.

* لماذا اخترت هذا النوع من الموسيقى؟ وكيف ينظر المجتمع اللبناني بشكل عام إليها؟

بدأت بموسيقى "الأندرغراوند"، لكني انتقلت بعدها لما يمكن تسميته بـ "الموسيقى البديلة"، ولا أعتقد أنّني غريبة عن الأغاني القديمة، لكني أعيش في العالم الحالي وموسيقاي متأثّرة بالأماكن المختلفة التي عشت فيها. وبما أنّني فنّانة أقوم ببحوث ولدي رغبات وأفكار للتقدّم بما أقوم به، فأنا بحاجة كأي فنّان للتعبير عن نفسي على طريقتي. أمّا عن اختياري لنوع الموسيقى، وبرأيي هي مسألة إحساس، إن أحسّ الناس بموسيقاي فهذا يكفي ولا يمكن أن أفسّر نمط أو نوع الموسيقى لأنّها بالنسبة لي مسألة إحساس، قد يتواجد منذ البداية لدى الناس أو قد يأتي في وقت لاحق وربما ينعدم بالكامل. ويبقى الأهم في الموسيقى هو ذلك الإحساس، الذي لا يحتاج إلى تفسير. أمّا عن نظرة المجتمع اللبناني للموسيقى، فلا أدري كيف ينظر إليها الناس، لكنّي أعلم أنّ الكثير منهم يتابع أعمالي، في لبنان والشرق الأوسط.




* رفضت الغناء باللغة الإنكليزية، في الماضي؟ لماذا؟ وهل لا تزالين متمسكة بقرارك؟

لا يهمني الغناء بالإنكليزية. والمسألة ليست إجادة اللغة بل هي قضية ثقافة، وبالنسبة لي أشعر أنّ هناك أموراً أهمّ للغناء باللغة العربية. فالموسيقى العربية عالمية، وأشعر بعاطفة أكبر وجدّية، حين أغنّي بالعربية وأستطيع التعبير عن مشاعري أكثر. وهذا لا يعني أنّي لا أستمع إلى أغان بلغات مختلفة، حتى تلك التي أعجز عن فهمها، فأنا أحب الموسيقى الباكستانية والهندية والإنكليزية وغيرها، ولكنّي أجيد التعبير بالعربية على طريقتي وبصدق من دون محاولة إرضاء الآخرين. وألفت، إلى أنّني غنّيت مؤخراً بالإنكليزية، لكن لا رغبة لي في الوقت الحالي في القيام بذلك.

* قلت إنّك تريدين التحرّر عبر الموسيقى؟ هل من الممكن أن توضحي ذلك؟

التحرّر على جميع المستويات، أن اختار حياتي وأتّخذ قراراتي وأخلق فرصاً لي في البيئة التي أعيش فيها. وجب عليّ النضال أو بذل الجهود والصراع، للعيش والتحرّر من وصمة المحافظين، خصوصاً أولئك المتمسكين بنمط محدّد من الموسيقى، ووضعنا في صناديق. واجهت تحدّيات للخروج من ذلك النطاق، والعمل في مجال لا حدود له. حاولت الحفاظ على حريتي مع الانفتاح على الآخر.

* من هو جمهور ياسمين حمدان؟

جمهوري متنوّع منهم العربي ومنهم الأجنبي، وهناك أشخاص بينهم لا يتحدّثون العربية ولا يفهمونها، لكنهم ربما يبحثون عن نافذة للتعرّف على العالم العربي من خلالها، وقد يجدون في الموسيقى تلك الثغرة. وكما ذكرت سابقاً يبقى الإحساس بالموسيقى أهم من فهمها، فأنا أستمع أحياناً إلى موسيقى صينية.

* ما هي الرسالة الأهم التي تريدين إيصالها إلى الجمهور، في ظل التغيّرات التي تحدث في العالم العربي حالياً؟

أرى أنه لا ينبغي الاستسلام، إنها معركة وهناك أمور كثيرة تتغير، في ظلّ وجود الحركات النسائية والإنسانية وناشطين في مجال حقوق الإنسان، قد تسير المسائل في الاتّجاه الصحيح. والأهم أن تتوفّر ثقافة المواطنة في العالم العربي وأن تعي الشعوب أهميّتها، وألاّ ينسى الناس جذورهم ويبقوا على تواصل مع الماضي بشكل أقوى.




* قلت إنّك تاثّرت بموسيقى الفنان محمد عبد الوهاب، وأسمهان، وغيرهما، لأنّهم لم يتقيدوا بقوانين بعينها. ما هي أوجه الشبه بين موسيقى "الأندرغراوند" أو الموسيقى "البديلة" التي اخترتها وموسيقى هؤلاء الفنّانين؟

ليس فقط لأنّهم لم يتقيّدوا بقوانين، بل أحبّهم، وأشعر حين أستمع لأسمهان، بالعراقة والصدق. كذلك، أرى أنّ الفنّان عبد الوهاب شخص حرّ بشكل كبير في طريقة عمله. أدخل إيقاعات غريبة في الموسيقى. وأحترمه كثيراً وأحب شعوره بالغناء. فضلاً عن فنّانين آخرين، جرّبوا أموراً كثيرة، لأنّ الموسيقى لم تكن يوماً مجالاً مغلقاً بل كانت على الدوام فضاء مفتوحاً.

* ما الإضافة التي يقدّمها هذا النوع من الموسيقى إلى الفن العربي؟

الإضافة هي أنها جزء منها. لا أرى الأمور بهذه الطريقة، والفن العربي لا وصف له. فالموسيقى الأجنبية مرت بمراحل كثيرة، وجرب الناس مساحات فيها، وبرأيي الفن أو الموسيقى مساحة للتواصل قد يجد بعض الأشخاص أنفسهم فيها وقد يعجز آخرون عن ذلك.

* ما هي البلاد التي تحظى بها أغاني ياسمين بالشعبية الأكبر؟

أعتقد انّ حفلاتي تحظى بالشعبية الأكبر في فرنسا وألمانيا، ولدي جمهور في اليابان وأميركا، ربّما يأتي بعض الناس إلى حفلاتي للاكتشاف والتعرّف على الموسيقى العربية، أو لأنّهم حضروا لي حفلات سابقة أو شاهدوا دوري في فيلم "Only Lovers Left Alive"، أو أرادوا حضور حفلي بعد أن رأوا أعمالي، ومنها ألبومي "يا ناس".

* ما هي مشاريعك القادمة؟ ألبومات؟ حفلات؟

صدر أحدث ألبوم لي "الجميلات"، في أوروبا واليابان وأميركا، وسيصدر في الشرق الأوسط بعد شهر تقريباً. وأنا متحمّسة جداً، وأرى أنّها مغامرة جديدة، وأقوم بجولة حالياً أزور فيها العديد من البلاد والمدن. البارحة كنت في بودابست، ثمّ كييف، وأنتقل بعدها إلى بيروت لتصوير فيديو كليب، ثمّ إلى باريس وألمانيا وسلوفانيا والمغرب، وأحيي حفلاً في لندن في 15 مايو/أيار.



المساهمون