حملة توثيق حي وادي الصليب في حيفا قبل اندثاره

حملة توثيق حي وادي الصليب في حيفا قبل اندثاره

01 نوفمبر 2015
الحملة تهدف لتوثيق ما تبقى من آثار الحي(العربي الجديد)
+ الخط -
شارك عشرات المصورين بجولة تصوير وتوثيق لأرشفة ما تبقى من حي وادي الصليب بمدينة حيفا قبل أن تُمحى معالمه بالكامل، فالجرافات بدأت تعمل على بناء مخطط جديد مكانه، يشمل قرية فنانين وحيا سياحيا. ونظّم الجولة المركز العربي لتطوير الإعلام الاجتماعي تحت عنوان "قبل أن يرحل وادي الصليب نصور نوثق نتحرك" يوم السبت 31 أكتوبر/تشرين الأول.

وكان حي وادي الصليب القلب النابض لحيفا قبل النكبة وسكنه غالبية من العمال كونه يقع على مقربة من ميناء حيفا وسكة الحديد والمناطق الصناعية، ووصل عدد سكانه إلى أكثر من  15 ألف نسمة. وعرف حركة غنية بالجمعيات ألأهلية. وفي عام النكبة كان جزءا من عملية تفريغ حيفا وترحيل سكانها ضمن إطار مشروع التطهير العرقي الذي تبنته الحركة الصهيونية.



وبقي الحي مهجوراً وبيوته وبناياته شاهدة على الحكاية، على الرغم من أن قسما من بناياته هدم بالكامل، واستعملت حجارة البيوت اليوم ضمن مخططها الجديد في إنشاء أبنية جديدة في الحي. وانطلقت الجولة بقيادة المرشد المصور محمد بدارنة، من مسرح "خشبة" بشارع خطيب في حي وادي الصليب باتجاه مسجد الاستقلال.

وجاءت هذه الجولة في سياق محاولات بلدية حيفا المتكررة في الفترة الأخيرة محو الملامح الفلسطينية لوادي الصليب، من خلال هدم البيوت وتغيير تفاصيل المكان. وتهدف الجولة إلى تصوير وتوثيق كل المعلومات والتفاصيل ضمن حملة لحماية ما تبقى من وادي الصليب حيث يتم تصوير كل بيت وشارع وزاوية في الحي.



 وقال محمد بدارنة لـ"العربي الجديد": "نحن نعمل على توثيق ما تبقى من فلسطين 48 حتى نحاول قدر الإمكان منع إخفاء هذه المعالم. اليوم نعمل من أجل توثيق حي وادي الصليب الذي هجره غالبية سكانه في عام 48، وتحاول بلدية حيفا محو وطمس معالم الحي".

أما عن المشروع والتخطيط الحديث للحي من بلدية حيفا، فقال عروة سويطات (مخطط مدن) لـ"العربي الجديد": "حي وادي الصليب كان القلب النابض لتاريخ مدينة حيفا قبل النكبة، ويقع اليوم تحت التهديد، ونرى أن بلدية حيفا تنفذ مخططات الهدف منها محو ذاكرة المعالم العربية الفلسطينية، وتحويل دمار النكبة إلى مشروعات اقتصادية، فأغلب المشاريع سياحية ومكاتب وسكن للأغنياء".

وأشار إلى أن عرب حيفا يعانون من التمييز على عدة مستويات، منها ممارسات بلدية حيفا التي تهدف إلى تهميش المجتمع العربي وتهميش الحيز التاريخي الفلسطيني، وأن وادي الصليب هو أكبر نموذج لهذا، أما التغيير الجذري كان سنة 2011، حيث سُنّ قانون بالكنيست لخصخصة أملاك الدولة.




من جهتها قالت أنجليك عبود المشاركة في جولة التصوير وهي من حيفا: "المشاركة مهمة، فأنا أزور حي وادي الصلب بشكل دائم، والحي يتغير بشكل مستمر، عندي صور قديمة للحي، وأعتقد أنه يوجد نقص في الصور لأحياء حيفا المختلفة ووادي الصليب من أهم هذه الأماكن. خلال هذه الجولة يمكننا التعبير عن استيائنا من الوضع الموجود، وأن ننطلق بحملة ضدّ ما يجري هنا الآن".

اقرأ أيضاً: وطني حبيبي.. وطني يا قلعة للحرية

المساهمون