المغرب يطلق اليوم كبسولة فضائية من أجواء المكسيك

المغرب يطلق اليوم كبسولة فضائية من أجواء المكسيك

28 فبراير 2018
المغرب أطلق قمراً صناعياً في نوفمبر الماضي (تعبيرية/Getty)
+ الخط -


يستعد طلبة مغاربة، في سابقة عربية من نوعها، لإطلاق كبسولة فضائية مغربية من المكسيك، اليوم الأربعاء، تهدف إلى دراسة طبقة الأوزون والغلاف الجوي من حافة الفضاء، بدعم لوجستي من القوات الجوية المكسيكية.

وكان من المقرر إطلاق الكبسولة الفضائية المغربية يوم الخميس الماضي، لكن اضطرابات الطقس حالت دون تحقيق ذلك، ما دفع القائمين على المشروع العلمي الجديد إلى تأجيله إلى اليوم، قصد استكمال الترتيبات المطلوبة كافة، ولتحسن أجواء الطقس أيضاً.

وكشفت "المدرسة الوطنية العليا للمعلومات" التي ينتمي إليها الطلبة المغاربة أصحاب المشروع العلمي المذكور، بالتنسيق مع مؤسسة الفضاء البريطانية KSF SPACE، عن بعض تفاصيل الكبسولة المغربية، إذ سيُستخدم منطاد فضائي يصل إلى حافة الفضاء بأربعين كيلومتراً من سطح الأرض لدراسة طبقة الأوزون والغلاف الجوي.


ووفق مؤسسة الفضاء البريطانية، تحمل الكبسولة الفضائية المغربية جزءاً تجريبياً لقمر صناعي صغير يحمل مجسات صغيرة صُممت في "المدرسة الوطنية العليا للمعلومات"، وذلك في خضم مرور شهر على أول اتصال فضائي على مستوى الوطن العربي تم من الرباط مع رواد الفضاء في محطة الفضاء الدولية.

وأوضح الخبير المغربي، الدكتور إبراهيم اسعيدي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن الغرض من هذه الكبسولة المغربية هو البحث والاكتشاف الجيولوجي، لافتاً إلى أن هذا "إنجاز مهم يبين القدرات البحثية للباحثين والطلبة في المدرسة العليا للمعلومات".

وتابع اسعيدي: "في الزمن المعاصر، إطلاق الأقمار الصناعية لم يعد يطرح بصيغة (هل نحن؟) فيما يتعلق بالأسبقية في القيام بذلك، بل أصبح يطرح بصيغة (لماذا لا يجب علينا القيام بذلك؟)"، معتبراً أن القول إن المغرب يعتبر السباق عربياً فيه نوع من المبالغة، لأن هناك تجارب عربية ناجحة في إطلاق الأقمار الصناعية قامت بها قطر والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر.


وأفاد الخبير في السياسات الدفاعية أن المغرب يمتلك كل المقومات ليصبح رائدًا في مجال الفضاء، لأنه يحوز على رأسمال بشري مهم في الداخل والخارج من قبيل الكفاءات الموجودة في الوكالة الأميركية للفضاء "ناسا".

وذكر أن "التجارب التي راكمها المغرب في هذا المجال يجب أن تدفعه إلى البحث عن امتلاك مقومات ما يسمى في العلاقات الدولية بـ (القوة الفضائية)، خاصة أن هناك منافسة قوية وشرسة من طرف الدول المتقدمة في السيطرة على الفضاء".

وأكد اسعيدي أن "هذا الأمر لا يمكنه أن يتحقق إلا بامتلاك التكنولوجيا واستنباتها داخلياً، والاهتمام بالبحث العلمي كي لا يبقى السؤال فقط مجرد القدرة على إطلاق قمر صناعي"، ورأى أن الاستثمار في هذا المجال هو استثمار في المستقبل وفي آليات إنتاج المعلومات وتنظيم الاتصالات.

وكان المغرب قد أطلق، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قمراً صناعياً هو الثاني من نوعه اسمه "محمد السادس- أ"، يهدف إلى مسح الأراضي والبحار والرصد الزراعي والوقاية من كوارث طبيعية وإدارتها، وأيضاً مراقبة تطورات البيئة والتصحر ومراقبة الحدود.

المساهمون