سوق الإنتاج الغنائي العربي: سيطرة المواقع البديلة

سوق الإنتاج الغنائي العربي: سيطرة المواقع البديلة

02 سبتمبر 2019
مبيعات سوق الالبومات في حالة ترقب (Getty)
+ الخط -
تتراجع شركات الإنتاج الفني العربيّة بشكل كبير. والسبب هو سيطرة المنصات الإلكترونية، والمواقع البديلة الخاصّة بتحميل الأغاني. قبل سنوات، أعلن المنتج المصري، محسن جابر، توقفه عن إصدار الألبومات الغنائيَّة. وصبّ جابر جلّ طاقته على الترويج واستغلال المواقع البديلة، وذلك لعرض الإنتاجات التي يملكها. نجحت شركة "عالم الفن" في رسم خطة من أجل تحصيل حقوقها المالية، وذلك بعد قرار بث أعمالها على المحمّلات الإلكترونية. واستطاعت الشركة حصر حقوقها في الإنتاج عبر موقعها وموقع يوتيوب. باقي شركات الإنتاج لم يكتب لها الاستمرار، إلا بوجود بعض المغنين الذين يساهمون في تكاليف إنتاج ألبوماتهم الغنائية. لكن دون شك، لا عائدات مالية تعوض هؤلاء الفنانين. وأرباح الإعلانات ليست كافية لتغطية كل النفقات. في المقابل، ثمة منقذ آخر، وهو نشر الفنانين لأعمالهم على الصفحات الخاصة بهم على مواقع التواصل الاجتماعي. 

مع إعلان إليسا نيتها في الاعتزال قبل أسابيع، عادت لتؤكّد بأن مشكلتها مع شركة "روتانا" ليست إنتاجية بالدرجة الأولى. قالت إليسا في تغريدة نشرت أول من أمس: "يومًا لم تبخل الشركة على الإنتاج"، وهذا صحيح. في الواقع، ثمّة تعاون بين شركة "روتانا" وإليسا من أجل سد العجز المالي والنفقات، وذلك عن طريق الإعلانات، أو ما يعرف بالراعي التجاري "سبونسر"، خصوصاً من ناحية إنتاج الفيديو كليب الذي يعتمد تمويله منذ سنوات على المنتج التجاري من هواتف خلوية إلى مستحضرات التجميل وحتى شركات السيارات، وغيرها من المصادر التي تساهم في تقاسم كلفة التصوير. وهذه حقيقة حصل مع إليسا التي أدرجت الكثير من إعلانات المنتجات في معظم كليباتها، إذْ تحوّل هذا الأمر إلى تقليدٍ وحالة عادية عند غالبيّة الفنانين.

حقيقةً، وبعد موقف إليسا مما سمته بـ"المافيات"، يتَّجه عدد من المغنين إلى ضرورة حماية إنتاجهم الغنائي بطريقة أو بأخرى. والخطة المقبلة التي ستُعْتمَد من قبل الفنانين، هي محاولة الإنتاج الخاص. مثلاً، انتشرت ظاهرة إصدار الأغاني المنفردة، لأنّ تكاليف إنتاج أغنية منفردة هي رخيصة، ولا تقارن بتكاليف إصدار ألبوم غنائي يحتوي على الأقل ثماني أغان. ليبقى أمام الفنان فقط معضلة التسويق، إذ يستخدم في سبيل ذلك شهرته ومواقعه على وسائل التواصل الاجتماعي.

اتجاه بعض الناس إلى "الستيرمينغ"، من أجل مشاهدة الفيديو كليبات، هي حقيقة تشْغلُ بال الفنانين العرب اليوم، خصوصاً بعد بدء المنصّات الرسمية بدفع العائدات المالية الخاصة بالأغاني. لكن الأمر الذي يأخذ مزيدًا من الوقت حتّى يتوضّح، هو مسار الإنتاج الغنائي العربي وكيفية التسويق له. إذْ يعمل الفنانون عبر مستويين الآن: الاسواق التقليدية والمنصّات الرقمية.

وفي ذات السياق، بدأت تنكشف ملامح المرحلة المقبلة لعصر الإنتاج الغنائي في العالم العربي. ثمَّة اتجاه إلى حصر الملكية الخاصة، وهذا الاتجاه سيرسم طريق المستقبل لأي إصدار موسيقي غنائي. وسيقع كل الجهد على عاتق المغنين، خصوصاً من خلال العمل والتسويق واستغلال المواقع البديلة بشكل أكبر، وذلك لإيصال الإنتاجات إلى كل الناس، ما يُسهم في بقائهم حاضرين.

دلالات

المساهمون