"تياترو فلسطين"... محاولة مسرحية لتجسيد الآمال والآلام

"تياترو فلسطين"... محاولة مسرحية لتجسيد الآمال والآلام

28 فبراير 2020
البحث عن أكاديمية لفنون الدراما والمسرح(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

 

تجاور الفنانة الفلسطينية أمل المصري زميلها جاسر العوضي خلال العروض المسرحية التي ينظمها فريق "تياترو فلسطين" الشبابي على مسارح مدينة غزة، في محاولة لتجسيد الآمال والآلام الفلسطينية.

يجمع شغف الفن وحُب التمثيل فريق "تياترو فلسطين" الذي يضم نحو 70 شخصاً من الموهوبين من الجنسين، بينهم سبعة من الأشخاص ذوي الإعاقة، كأول أكاديمية لتعليم الدراما والتمثيل في قطاع غزة.

يحاول الفريق من خلال التدريبات المتواصلة، والعروض الفنية، سد عجز وجود مسارح وطنية تعنى بمختلف القضايا الفلسطينية، السياسية والاجتماعية، كذلك القضايا المتعلقة بحياة المواطنين اليومية.

وبملامح ملؤها التأثُر والتركيز، يسعى أعضاء الفريق إلى تجسيد القضايا المطروحة بمختلف تفاصيلها أمام الجمهور، معتبرين أن المسرح لغتهم في إيصال رسائلهم المتنوعة للعالم، التي تناقش القضايا الفلسطينية الأساسية، مثل قضية الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وجدار الفصل العنصري، إلى جانب الانقسام الفلسطيني الداخلي، وقضايا الوطن وهموم المواطن الفلسطيني بشكل كوميدي ساخر.

اشتركت الفنانة أمل المصري التي انضمت إلى الفريق قبل عام في عدد من العروض التي تم تقديمها، من بينها مسرحية "تياترو فلسطين" التي ناقشت القضايا الوطنية والسياسية، العربية والفلسطينية.

وتقول لـ "العربي الجديد" إنها انجذبت إلى تعلم فن المسرح، بغرض تجسيد الواقع الفلسطيني أمام الجمهور وبشكل مباشر، وترى أنه الأقدر على الإقناع، وإيصال الرسالة بشكل أسرع، وتوضح كذلك أنه "من الممكن إيصال الرسالة في الصميم عبر سكيتش مسرحي سريع".

الفنان جاسر العوضي يوافقها الرأي، ويضيف لـ"العربي الجديد": "لعبت في أحد العروض المسرحية دور عريس يعاني مع زوجته بسبب الفروق في التعليم، والحالة الاجتماعية بين الزوج والزوجة، ما أدى إلى الطلاق"، معتبراً أن الفن المسرحي، مرآة الواقع.

لا تضم الجامعات والمعاهد الفلسطينية في قطاع غزة أي كلية أو قسم متخصص في تعليم الفنون التمثيلية والمسرحية، ما أوجد فجوة بين الهُواة وآمالهم في تحقيق ذاتهم، ودفع القائمين على "تياترو فلسطين" إلى محاولة سدها.

عن ذلك، يقول مدير فريق "تياترو فلسطين"، عصام شاهين، إن فكرة الفريق وُلدت قبل خمس سنوات، وتمثلت في إيجاد أكاديمية تتناول فنون الدراما والمسرح بشكل عام، وتحاول طرح القضية الفلسطينية، بلسان فلسطيني، ومخرج فلسطيني، وممثل ورؤية فلسطينية.

القضية والهوية برواية فلسطينية"، شعار الفريق الذي بدأ نواته الأولى بإعداد دورة تدريبية لإعداد الممثل المبتدئ، والمتقدم، ومن ثم المحترف، وفق توضيح الكاتب والمخرج المسرحي شاهين، الذي يوضح لـ"العربي الجديد" أن الفريق قدم مجموعة من المسرحيات، ويتجهز لمسرحية جديدة بعنوان اعرف حدودك تتحدث عن هموم المواطن الفلسطيني اليومية.

يسعى "تياترو فلسطين" إلى التميز عبر ضم عدد من الأشخاص ذوي الإعاقة، وقد ظهرت قدراتهم الخاصة في التمثيل، الإخراج، الديكور، الإضاءة، الصوت، في محاولة إلى خروج هذه الفئة من زاوية الحديث عن ذاتها، وعن مشاكلها، والحديث بلسان المواطن، ومناقشة القضايا العامة.

ويواجه الفريق عدداً من المعيقات والتي تتمثل في عدم وجود مقر رئيسي للتدريبات، إلى جانب غياب الاحتضان الرسمي للفكرة، باستثناء التعاون مع عدد من الفرق والمؤسسات الربحية وغير الربحية، ويتطلع إلى تمثيل فلسطين خارجياً عبر المشاركة في المحافل الدولية.

دلالات

المساهمون