نقابة الفنانين السوريين تحاصر قطاع الدوبلاج

نقابة الفنانين السوريين تحاصر قطاع الدوبلاج: ضرائب على العاملين

23 يوليو 2017
يحاول رمضان فرض ضرائب على العاملين في الدوبلاج (فيسبوك)
+ الخط -
بات من الصعب فهم الطريقة التي تسير عليها الأمور في نقابة الفنانين في سورية، فعلى الرغم من أن النقابة منذ أن تسلم رئاستها الممثل السوري زهير رمضان، المعروف بولائه المطلق للنظام، أصدرت العديد من القرارات التعسفية، التي من شأنها أن تضيق الخناق على الفنانين المعارضين، كفصل البعض منهم من النقابة، مثل جمال سليمان ومكسيم خليل، وفرض عقوبات تعسفية على آخرين. ولم تمنح النقابة إذناً لدخول الممثل قيس الشيخ نجيب دمشق، والمشاركة في مسلسل "قناديل العشاق". حتى لاحت في الافق قبل أسبوع سلسلة من القرارات التي أصدرها رمضان، تجاوزت حدود المنطق والمعقول، وكان آخر إبداعات رمضان على مستوى القرارات الإدارية، هو قرار، فرض ضرائب على العاملين في قطاع "الدوبلاج" في سورية، من ممثلين ومهندسي صوت وإداريين ومخرجين، حيث يتوجب عليهم دفع 3% من أجورهم لنقابة الفنانين، بالإضافة إلى إتاوة سنوية فرضها رمضان على العاملين في نفس القطاع من غير المنتسبين للنقابة، وتقدر بخمسين ألف ليرة سورية، أي ما يعادل مئة دولار أميركي.

قد تبدو لوهلة هذه الأرقام بسيطة، وأن القرار الذي أصدره رمضان مقبولاً، ولكن إذا ما عرفنا بأن الممثلين الذين يعملون في قطاع الدوبلاج يتقاضون 800 ليرة سورية على كل مشهد، أي ما يعادل دولارا ونصف فقط، سندرك حجم المصيبة التي حلت على الفنانين الذين لجؤوا إلى قطاع الدوبلاج كحل أخير، في ظل المحسوبيات التي تعاني منها الدراما السورية. بل إن الشروط الجديدة التي وضعتها النقابة على العاملين في قطاع الدوبلاج لا تبدو منطقية أيضاً، خصوصاً، وأن النقابة لم تقدم شيئا لهؤلاء، لأن تسعيرة مشهد الدوبلاج كانت تتراوح بين 200 و300 ليرة سورية، منذ أن أنشئت شركات الدوبلاج في سورية مطلع القرن الحالي، ورغم أن قيمة العملة السورية انخفضت بشكل كبير بعد أن اندلعت نيران الثورة السورية سنة 2011، إلا أن النقابة لم تتدخل لزيادة أجور العاملين في هذا القطاع، بل إنها بقيت لوقت طويل، لا تعتبر العمل في مجال الدوبلاج يدخل في إطار الأعمال الفنية. وكل من تكفل بأمر حماية العاملين في قطاع الدوبلاج، ووضع حداً أدنى لأجورهم هو تجمع "صوتنا فن"، الذي أنشأته مجموعة من الممثلين العاملين بقطاع الدوبلاج بهدف منع استغلال الممثلين من قبل شركات الإنتاج، والذي يديره الممثل السوري إياس أبو غزالة.

بعد القرار الأخير، من قبل النقابة، قام العديد من الفنانين المعنيين بالأمر بالاعتراض على قرار النقابة، الذي اعتبروه تعسفياً، وشنّوا حملة ضد النقابة من خلال صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي. وما كان من النقيب زهير رمضان، الا الخروج للدفاع عن نفسه، والإدلاء، بتصريحات وصفت بالمستغربة، ردّ بها من خلال وسائل الإعلام الرسمية، مفادها أن النقابة لن تتوانى عن معاقبة المحتجين، ابتداءً من قرارات الفصل التي باتت فعلا روتينيا تقوم به النقابة، وانتهاءً بالسجن. وذلك ما دفع أبو غزالة للردّ على رمضان من خلال بيان نشره على صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، استنكر فيه قرارات النقابة وتهديدات رمضان، ودعا النقابة للبحث عن مصادر أخرى لتملأ بها خزائنها بدلاً من جيوب صغار الكسبة.


المساهمون