حكاية حلوى "أم علي"

حكاية حلوى "أم علي"

24 أكتوبر 2015
اسم الحلوى التقليديّة مُثير للجدل (ويكيميديا)
+ الخط -
كلّنا أحببنا هذه الحلوى التي يطلق عليها اسم "أم علي"، وإن كانت بعض البلاد العربية تقوم بإعدادها في مواسم البرد حصراً، ولا تعرف أنها تحمل هذا الاسم. سمع كُثر النكتة المتداولة عن الزبون الذي دخل أحد المطاعم الأردنية، فتقدم منه النادل، وسأله عن طلبه، فقال له الزبون "أريد أمك"، فانهال عليه النادل ضرباً؛ وهو لم يكن يعلم قصد الزبون الذي أراد ممازحته؛ لأنه لمح شارة المطعم على صدره، وقد كُتب عليها اسمه "علي"، وكان يقصد أنه يريد طبقا من حلوى "أم علي".

حلوى "أم علي" التي تعد برقائق الخبز المغمسة بالحليب، ويزين وجهها بالزبيب أو المكسرات، ويقبل عليها الصغار والكبار، وتقدم في المناسبات وللنفساء، خصوصاً لما تحمله من قيمة غذائية، لها أصلها التاريخي، ولكن أصلها ليس مبهجاً مثل طبقها المزين بشتى أنواع المكسرات؛ والتي قد يتم إدخالها الفرن لتحمير وجهها، وزيادة جاذبيتها وإغرائها. "أم علي" شخصية تاريخية لامرأة انتقمت من شخصية نسائية تاريخية شهيرة أيضاً؛ وهي "شجرة الدر" التي حكمت مصر لمدة من الزمن، وحققت في أيامها الكثير من الانتصارات الإسلامية.

غيرة النساء وحبهن للاستئثار برجل واحد كانت السبب في النهاية المحزنة للملكة شجرة الدر، حيث تزوجت من الأمير عز الدين أيبك، وطلبت منه أن يطلّق زوجته الأولى وأن يتخلى عن طفله الصغير.

وانصاع عز الدين لرغبة الملكة، ولكن زوجته الأولى أضمرت الشر لشجرة الدر، خاصة بعد أن سرت شائعات أن شجرة الدر قد تسببت بمقتل عز الدين أيبك الذي حاول سحب بساط الحكم، والسيطرة من تحت قدميها فتآمرت "أم علي" مع الجواري في قصرها، حتى استطاعت أن تصل إلى مخدعها وانهالت عليها ضرباً بالقباقيب مع الجواري، وطلبت من طباخ القصر أن يعد الحلوى الشهيرة التي كان المصريون يحرصون على تناولها، بعد تناول اللحوم المشوية. وقامت بقطع حلمتي ثديي الملكة شجرة الدر، ووضعتهما فوق الطبق كوسيلة لإذلال الملكة والإمعان في تعذيبها حتى فارقت الحياة.

وانتقلت طريقة تزيين طبق أم علي بين عامة الشعب، وأصبح يزين بحبات الزبيب السوداء ثم تطور الأمر إلى المكسرات.

لم يكن طبق "أم علي" اسم صانعة هذا الطبق الشهير، ولكنه اسم امرأة أحبت زوجها وسرقته منها امرأة أخرى فانتقمت منها شر انتقام. لا بد أن يُغيّر كثر رأيهم بولعهم بطبق "أم علي" المنتشر جداً في مصر التي شهدت نهاية شجرة الدر، بعد سماع أصل تسمية هذا الطبق الشهير.


اقرأ أيضاًيأتي الخريف... خريف اللجوء

دلالات

المساهمون