أخطاء متكرّرة في دراما رمضان

أخطاء متكرّرة في دراما رمضان

27 مايو 2018
أمير كرارة بطل مسلسل "كلبش" (فيسبوك)
+ الخط -
في مشهد من مسلسل "لأعلى سعر" الذي عرض العام الماضي، ينظر الدكتور، هشام أحمد فهمي، للشهادات الطبية التي حصل عليها بفخر شديد، قبل أن تتوقف الكاميرا أمام شهادة منها لمدة أقل من نصف الدقيقة، كانت كافية ليلتقطها الجمهور ويكتشف أن تلك الشهادة المعروضة لم تكن سوى ورقة يانصيب في بريطانيا، وتبدأ السخرية من الاستخفاف بالتفاصيل.

كان ذلك خطأ واحدًا من أخطاء كثيرة وساذجة رصدها المشاهدون لتلحق بهم الصحف والمواقع الإلكترونية مقدمة مواد تجمع أبرز هذه الأخطاء طوال الموسم الماضي، والتي كان معظمها نتاج استسهال أو تعجل أو عدم إدراك اختلاف الوسيط الذي يشاهد عبره الجمهور هذه الأعمال، والذي بات أكثر قدرة على جعلهم يلتقطون التفاصيل والأخطاء بشكل أوضح.

لم ينقض النصف الأول من شهر رمضان، وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بأخطاء جديدة. إكسسوار مضحك يبرز أمام بطن الممثلة التي تؤدي دور زوجة سليم الأنصاري (أمير كرارة) في الحلقة الأولى من مسلسل "كلبش". ومارَّةٌ يحجزهم تصوير مشهد من "نسر الصعيد" يقفز فيه محمد رمضان إلى النيل، بينما المارة يظهرون في الركن البعيد من الشاشة. وفي مشهد آخر، من نفس المسلسل، نرى أجهزة تسجيل الصوت واضحة في ظهر إحدى الممثلات. بينما تتنقل الشامات في وجه محمد رمضان من مكان لآخر جديد في كل حلقة.


أما في مسلسل "رحيم" فيقفز بطل العمل، ياسر جلال، في مشهد كانت النية أن يكون حركة ومطاردة، لكنه جاء كوميديا تلقفته صفحات "الساركزم" واستهلكته على مدار يومين كاملين. لكن الجديد، أن صناع العمل اشتبكوا مع هذه السخرية وأخرجوا مشاهد وصورا من الكواليس ليقولوا لنا كم كان تنفيذ الأمر صعباً، وأن علينا أن نتجاوز الخطأ ونقبل بتلك النتيجة.

مخرج "نسر الصعيد"، ياسر سامي، هو الآخر قرر أن يرد على الأخطاء الكثيرة التي تظهر يومياً في مسلسله، مبرراً ذلك بضغط التصوير والرغبة في اللحاق بموعد تسليم الحلقات، لكنه يعود ويضيف أن الأعمال الناجحة تتعرض لمؤامرات وخطط هجوم للنيل منها.

تكرار هذه الأخطاء كل عام، يتجاهل أن الجمهور لم يعد يكتفي فقط بالنقد والمشاهدة، بل إنه يعيد اكتشاف أعمال كلاسيكية أحبها وتعليق بها، لكنه لا يرى مانعاً من السخرية من مبالغة أبطالها حينا، أو عدم منطقية بعض أحداثها أو سذاجة الحوار بين أبطاله في حين آخر، وكلها أشياء تتكرر الآن دون مراعاة لهذا التغير والاختلاف، ولا تتناسب مع التطور الذي شهدته الصناعة هي الآخرى، وهي أشياء تفسر إلى حد كبير العزوف التدريجي عن الأعمال المحلية، والاحتفاء بالإتقان النادر واحترام الجمهور.


المساهمون