السياسة تهيمن على كرنفال ريو في عهد بولسونارو

السياسة تهيمن على كرنفال ريو في عهد بولسونارو

24 فبراير 2020
انطلق الكرنفال يوم الأحد الماضي (بودا مينديس/Getty)
+ الخط -

انطلقت عروض مدارس السامبا في مهرجان ريو دي جانيرو على جادة "سامبودرومو" الشهيرة، يوم الأحد، في مشهد زاخر بالألوان البراقة والرسائل السياسية والاجتماعية المتمردة على واقع البلاد.

تشارك أفضل 13 مدرسة سامبا في المدينة في المنافسة على لقب أبطال الكرنفال، ولدى كل منها ساعة واحدة تقريباً لإبهار المتفرجين والحكام، بعروض يقدّمها راقصون وراقصات بملابس خارجة عن المألوف على وقع أصوات الطبول.

واتخذ هذا الحدث منحى سياسياً كبيراً، بعد عام من حكم الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو الذي قسّم البرازيل بهجماته العلنية على القضايا المرتبطة بأوساط الكرنفال، وهي التنوع والمثلية الجنسية والبيئة والفنون.

وقالت كاميلا روشا أثناء تحضيرها لدخول الجادة الشهيرة التي تحتضن الفرق المشاركة: "يشمل هذا الكرنفال احتجاجات كثيرة، لأننا نريد أن يرى العالم ماذا يجري هنا. هناك الكثير من الأشخاص الذين يعارضون هذه الحكومة المتطرفة".

(كارل دي سوزا/فرانس برس) 
واجه بولسونارو إدانات من المدافعين عن البيئة والمجتمع الدولي، بسبب سياساته بشأن أكبر الغابات المطيرة في العالم، إذ ازدادت نسبة إزالة الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية 85.3 في المائة خلال العام الأول لتوليه منصبه.

إضافة إلى السياسة، تخللت الكرنفال الشهير مواضيع دينية واجتماعية وثورية. فعرضت بطلة العام الماضي، وهي مدرسة "مانغييرا" المسيح مولوداً في مدينة صفيح، "وبوجه أسود ويحمل دماء الشعوب الأصلية وبجسم امرأة"، لينشر رسالته حول التسامح. وحملت أغنيتها عنوان "الحق سيحرّركم"، المقتبس من آية في الإنجيل غالبا ما يستشهد فيها بولسونارو الذي استفاد من دعم كبير قدّمته له الكنيسة الإنجيلية، خلال انتخابه في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018.

(بودا مينديس/Getty) 

وأثار هذا العرض حتى قبل إقامته انتقادات من مؤيدين لبولسونارو، وجّهوا عريضة إلى المدرسة يصفونه فيها بأنه "يجدف بالدين". وللمرة الأولى، حضرت مدارس السامبا التي تعطي للكرنفال البرازيلي رونقه عروضها من دون الإفادة من أي مساعدة من البلدية.

فمنذ انتخابه في 2016، لطالما انتقد رئيس البلدية مارسيلو كريفيلا، وهو قس إنجيلي، هذا الاحتفال الشعبي الأبرز في البرازيل. وقاربت قيمة المساعدات مليوني ريال برازيلي عام 2017 (نحو 680 ألف دولار أميركي مع احتساب متوسط سعر الصرف للعام المذكور)، لكنها تراجعت تدريجياً حتى غابت تماماً هذا العام.

(بودا مينديس/Getty) 
واضطرت مدارس السامبا إلى التكيف مع المعطى الحالي، عبر تصميم رقصات شبابية يطغى عليها الحس الابتكاري لمواجهة مشكلات الميزانية، والاستعانة تحديداً بأزياء أو قطع استُخدمت في السنوات السابقة.

يجذب هذا الكرنفال جمهوراً كبيراً، يقدر عدده بنحو 70 ألف شخص، إضافة إلى ملايين المشاهدين عبر شاشات التلفزة.

(ماورو بيمنتل/فرانس برس) 

(فرانس برس)

دلالات

المساهمون