رحيل حسن حسني: مشوار فني طويل لـ"قشاش" السينما المصرية

رحيل حسن حسني: مشوار فني طويل لـ"قشاش" السينما المصرية

30 مايو 2020
حقق شهرة واسعة في عمر كبير (عمرو مراغي/فرانس برس)
+ الخط -
مشوار فني طويل قضاه الفنان المصري حسن حسني ما بين السينما والتلفزيون والمسرح، مقدماً عشرات الأعمال التي كان لها صدى لدى الجمهور على الرغم من عدم تقلده البطولة المطلقة ولو لمرة واحدة، إلا أنه كان دائماً بطلاً في العمل الذي يقدمه.
أطلق عليه الكاتب الصحافي موسى صبري لقب "القشاش" بسبب كثرة الأعمال التي يقدمها، وكان كثيراً ما يمتدح حسني هذا اللقب. بينما سماه المخرج خيري بشارة بـ"المنشار". اعتبر عدد كبير من الفنانين المتواجدين على الساحة الفنية حالياً أن حسني هو تميمة حظهم؛ حيث كانت تحقق الأعمال التي يشارك فيها إيرادات ضخمة للغاية مثلما حصل مع الفنان محمد سعد في فيلمه "اللمبي" (2002) الذي حقق وقتها إيرادات تعد الأعلى حينذاك في تاريخ السينما المصرية. وبعد ذلك استعان به سعد في الكثير من أفلامه الأخرى مثل "اللي بالي بالك" (2003)، و"عوكل" (2004)، و"بوحة" (2005) وغيرها. كما قدم مع الفنان أحمد حلمي عدداً من الأفلام وهي "ميدو مشاكل" (2003)، و"زكي شان" (2005) و"على جثتي" (2013).

ورغم أن حسني حقق شهرة واسعة في عمر كبير إلا أنه شارك منذ السبعينيات في أعمال مهمة للغاية مثل "ليه يا بنفسج" (1193) مع المخرج رضوان الكاشف، وأفلام "دماء على الأسفلت" (1992)، و"البدرون" (1987)، و"البريء" (1986)، و"سواق الأتوبيس" (1982) مع المخرج عاطف الطيب، و"سارق الفرح" (1995) للمخرج داود عبد السيد. وقدم في كل منها أدواراً بعيدة عن الكوميديا إلى حد كبير، وكانت آخر مشاركاته السينمائية عام 2019 من خلال فيلم "خيال مآتة" الذي شارك في بطولته مع الفنان أحمد حلمي. وكانت بداية حسن حسني سينمائياً من خلال دور صغير للغاية في فيلم "الكرنك" الذي قدمه نور الشريف وسعاد حسني وإخراج علي بدرخان، عام 1975.
على النطاق التلفزيوني من أشهر أعماله مسلسلات "ملك روحي" (2003)، و"أين قلبي" (2002)، مع الفنانة يسرا، و"أبنائي الأعزاء شكرا" (1979)، و"المال والبنون" (1992) وغيرها. وتميز حسني في معظم أدواره التلفزيونية بشخصية الرجل الشرير. وكان آخر مسلسلاته "سلطانة المعز" مع الفنانة غادة عبد الرازق والذي عرض في شهر رمضان المنقضي. ومن قبله كان قد شارك في شهر رمضان 2019 في مسلسل "أبو جبل" مع مصطفى شعبان.


أما مسرحياً فكان لوقوفه على خشبة المسرح بصمة خاصة، وقد سبق وشارك في مسرحيات "لما بابا ينام" و"جوز ولوز" و"حزمني يا" و"عفروتو" و"قشطة وعسل" وغيرها.
وتحدث في وقت سابق عن أول مرة وقف فيها على خشبة المسرح مؤكداً في تصريحات له أن أول عمل مسرحي له كان في فرنسا من خلال مسرحية "إيزيس وأوزوريس"، للمخرج سمير الأسواني، وقد حضرت العرض الملكة فريدة (ملكة مصر وقتها). كان حسني وقتها يقدم شخصية شيخ البلد، وبعد انتهاء العرض صعدت الملكة فريدة لتسلم على فريق المسرحية على خشبة المسرح، وطلبت أن تتصور معه. وبعد هذا العمل اكتشف المخرج القدير جلال الشرقاوي قدرات حسني التمثيلية فقدمه من خلال العرض المسرحي الشهير "حزمني يا" (1994) مع الفنانة فيفي عبده، وكان هذا العرض بمثابة الانطلاقة الحقيقية للفنان الراحل، حيث توالت بعد ذلك عروضه المسرحية.

ورغم قوة وموهبة الفنان الراحل إلا أنه لم يكرّم من مهرجان القاهرة السينمائي سوى عام 2018 في دورة المهرجان الأربعين، وعلّق في يوم تكريمه قائلاً: "أنا سعيد أنكم كرمتموني قبل وفاتي، لأنني سأفرح بالتكريم وأنا موجود بينكم". كما تم تكريمه عام 2019 من نقابة المهن التمثيلية برئاسة الفنان أشرف زكي، وحضر التكريم عدد كبير من الفنانين.
وقد سبق وحصل حسني على جوائز مهرجان الرواية عن فيلم "دماء على الأسفلت"، وأحسن ممثل في مهرجان الإسكندرية السينمائي عن فيلم "فارس المدينة" عام 1993، وخمس جوائز عن دوره في فيلم "سارق الفرح"، إضافة لتكريمه من المركز الكاثوليكي للسينما عام 2010 عن مجمل مشواره الفني.


تلقى الفنان الراحل صدمتين كبيرتين في حياته كانت أولاهما وفاة والدته وهو لا يزال طفلاً في السادسة من عمره، كما تلقى صدمة أخرى عام 2013، حين توفيت ابنته رشا بمرض سرطان الغدد.

دلالات

المساهمون