لوحة دافنشي... هل اشتراها بن سلمان أم اللوفر أبوظبي؟

فصل جديد من لغز لوحة دافنشي... هل اشتراها بن سلمان أم أبوظبي؟

09 ديسمبر 2017
اللوحة بيعت في مزادٍ علني (تيموثي إيه كلايري/فرانس برس)
+ الخط -
تتوالى التقارير المثيرة للجدل حول هوية المشتري الغامض للوحة الفنان ليوناردو دافنشي، "سلفاتور مُندي" (مخلّص العالم)، بـ450 مليون دولار أميركي، في مزاد علني في "دار كريستيز"، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعدما تمحورت الروايات حول الأمير السعودي، بدر بن عبدالله آل سعود، وولي العهد نفسه، محمد بن سلمان، وأخيراً "دائرة الثقافة والسياحة" في أبوظبي.

دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي

أفادت وكالة "رويترز"، مساء أمس الجمعة، أنّ دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي استحوذت على لوحة الفنان ليوناردو دافنشي، "سلفاتور مُندي" (مخلص العالم)، بـ450 مليون دولار أميركي، في المزاد العلني، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وفقاً لـ"دار كريستيز" في نيويورك.

وجاء في بيان "كريستيز" أنها "تستطيع التأكيد أن دائرة الثقافة والسياحة، في أبوظبي، اشترت لوحة (سلفاتور مُندي) لليوناردو دافنشي"، وفقاً لوكالة "رويترز".

وأظهرت وثيقة اطلعت عليها "رويترز" أن الأمير السعودي، بدر بن عبدالله آل سعود مُنح الإذن بشراء اللوحة المذكورة، نيابة عن دائرة الثقافة والسياحة.

وبعدها، أعلن متحف اللوفر في أبوظبي، مساء أمس الجمعة، عن استحواذ دائرة الثقافة والسياحة على اللوحة، واستعدادها لعرضها قريباً أمام الزوّار.

وفي اليوم نفسه، أصدرت السفارة السعودية في واشنطن بياناً صبّ في الإطار نفسه، إذ أشارت إلى أن دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي استحوذت على اللوحة لعرضها في متحف اللوفر هناك، وأضافت أن "الأمير بدر، بصفته صديقاً داعماً للمتحف وحضر افتتاحيته في 8 نوفمبر/تشرين الثاني، طُلب منه من قبل الدائرة التوسط في شراء اللوحة".


محمد بن سلمان

لكن الرواية الأخيرة أُعدّت على مراحل مختلفة قبل الوصول إلى الصيغة النهائية. إذ كشفت  صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، مساء الخميس، أن المشتري الحقيقي للوحة "سالفاتور مندي" هو ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، عبر وسيط آخر، بناءً على معلومات استخبارية ومصادر أخرى لم تحددها الصحيفة.

وأوضحت الصحيفة أن الأمير السعودي، بدر بن عبدالله بن محمد بن فرحان آل سعود، هو وسيط ولي العهد السعودي في شراء اللوحة وليس المشتري الحقيقي.

فور انتشار تقرير "وول ستريت جورنال" ضجت المملكة العربية السعودية بالخبر، وغرّد السعوديون عبر وسم  "#مبس_يشتري_لوحه_بمليار_ونصف" (مبس اختصار محمد بن سلمان) الذي وصل قائمة الأكثر تداولاً على الموقع في البلاد. ودان مغردون سعوديون وعرب إقدام ولي العهد على شراء اللوحة، ورأوا في ذلك "تبذيراً لأموال الدولة"، وطالبوا بصرف هذه الأموال على العائلات السعودية المحتاجة ودعم الاقتصاد السعودي.

وزاد من حدة الموقف داخل المملكة إقدام محمد بن سلمان أخيراً على موجة اعتقالات استهدفت أمراء ووزراء ورجال أعمال، بحجة "مكافحة الفساد"، وهو الأمر الذي تحوم حوله شكوك، بحسب مراقبين، مرجعين الأسباب الحقيقية وراء الاعتقالات إلى دوافع سياسية لإحكام قبضة بن سلمان على مقاليد الأمور قبل تتويج متوقع له على عرش المملكة.

بدر بن عبدالله

من جهتها، كانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد كشفت أن الأمير السعودي هو المشتري الغامض للوحة الأغلى تاريخياً، قبل تقرير "وول ستريت جورنال". وأشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الأمير السعودي المذكور مقرّب من ولي العهد، محمد بن سلمان، ولا توجد تفاصيل عن ثروته أو تاريخه في جمع اللوحات الفنية.

كما أشارت الصحيفة الأميركية إلى أن الأمير السعودي لديه علاقات مع الإمارات العربية المتحدة، ما يفسر إعلان متحف اللوفر في أبوظبي عن عرض اللوحة.

في المقابل، نقلت صحيفة "الاقتصادية" السعودية عن الأمير بدر بن عبدالله استغرابه من تقرير "نيويورك تايمز"، الخميس، قائلاً إن "التقرير يحتوي على الكثير من المعلومات المستغربة وغير الدقيقة، ولم أكن أنوي الرد على ذلك لمعرفتي ومعرفة كل المواطنين بمواقف الصحيفة المعادية لكل ما هو سعودي ونشرها للشائعات الغريبة"، لافتاً إلى أنه "لولا إصرار الأصدقاء والمحبين" لما قام بالتصريح عن ذلك.

(العربي الجديد)

المساهمون