غزة تغني للسلام

غزة تغني للسلام

10 سبتمبر 2015
غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تخطت مجموعة من الفنانين الفلسطينيين الشباب، الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة "فنياً"، عبر أغنية مشتركة مع فريق سويدي، تدعو إلى السلام الذي يفتقده الشعب الفلسطيني، جراء الحروب والممارسات الإسرائيلية العنصرية ضده.


"غزة تغني للسلام"، هو اسم الأغنية التي قدمتها مجموعة فنانين فلسطينيين من غزة على أنغام أعضاء الجوقة السويدية والفلسطينية، تتحدث عن الواقع الصعب لأبناء الشعب الفلسطيني، والآمال المعقودة على نهاية الحروب وعموم السلام.

الفنانة الفلسطينية هيفا فرج الله تبدأ بالغناء على وقع الموسيقى العربية المُطعمة بنغمات الساكسيفون الأجنبي، وتقول: "صوتي هناك، وكان لي بيت هناك، لم أبق، لم يبق شيء هناك"، في إشارة إلى بيتها الذي قُصف خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة صيف 2014 على غزة.
في ذات المقطع ترد الفنانة السويدية "أليس ستورهولت" قائلة: "أستمع إلى غناء الأصوات البريئة، الحرب تستمر في تمزيقنا، أستمع إلى أصوات أطفال ونساء يقتلون، أيها العالم أين ضميرك؟"، ويرافق صوتها عزف الفنان السويدي "هوكان لوين" على آلة الساكسيفون، وعازف الأورج "بوهانس لاندغرن".

الفيديو المرافق للأغنية شمل مشاهد متناقضة للواقع الفلسطيني، ضمت صور القصف والدمار والتشريد والذل على المعابر، وصوراً لواقع الأسرى الفلسطينيين داخل زنازين الاحتلال الإسرائيلي وأوضاع ذويهم، إلى جانب صور للميناء والمدن الفلسطينية العتيقة، وأخرى لضحكات الأطفال ولعب كرة القدم وزراعة شتلات الزيتون.

الموسيقى الخاصة بالأغنية المشتركة التي قام بكتابتها كل من "سارة أبو رمضان، كارين كلينجنستتيرنا، أيمن مغامس" كانت فريدة، حيث شارك في تلحينها الفنان السويدي "هوكان لوين" وأعضاء "جوقة غزة"، وأداها فريق أعضاء جوقة غزة إلى جانب أعضاء الجوقة السويدية، بقيادة كل من "قونو بالكويست"، "أيمن أبو عبدو"، "خميس أبو شعبان".


اللحن الكلاسيكي لم يكن سيد الأغنية، حيث امتزج شطرها الثاني بلحن غناء الراب، الذي قدمه الفنان الفلسطيني أيمن مغامس، وقالت كلماته باللغة الفلسطينية العامية "اللي بحاول أفهمه من إيش وإيش، بدل منقوم على رجلينا بنموت بشويش، ماكلين حقنا وحق غيرنا ولسة، مصيتوا دمنا ومتوقعين ننسى".


وتقول الفنانة الفلسطينية هيفا فرج الله إنها فخورة بإنجاز الأغنية والفيديو الخاص بها، خاصة بعد تخطي الفريق السويدي المشارك في الأغنية العراقيل والمعيقات التي فرضها الاحتلال الإسرائيلي عليه، بعد اعتراف دولة السويد بالدولة الفلسطينية.


وتوضح لـ"العربي الجديد" أنّ الأغنية أظهرت فكرة الحرب وأوصلت مشاعر الشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة، الذي عانى من تأثيراتها، مضيفة: "أنا واحدة من الذين فقدوا بيتهم خلال الحرب، ومع ذلك فنحن جميعاً نغني ونصلي كي يعم السلام ربوع وطننا".
وتشير فرج الله إلى أهمية الفن والأغاني الوطنية في إيصال رسالة الشعوب المظلومة للعالم، موضحة أنّ تلك الأغاني ليست سوى قنابل موقوتة، يصل صداها إلى الجميع وبدون أي مقدمات (..) ما زلنا دعاة سلام، على الرغم من الحالة المأساوية التي أوصلنا إليها الاحتلال الإسرائيلي والحروب.

ويقول مدير فريق "غزة تغني للسلام"، أيمن أبو عبدو، إنّ الأغنية جاءت تتويجاً لمجموعة أنشطة فنية وموسيقية تمت خلال "مشروع غزة تغني للسلام"، الذي تسانده مجموعة من الفنانين السويديين المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني بالعيش في أمن واستقرار.
وعن فريقه، يقول عبدو لـ"العربي الجديد": "هو فريق مكون من ستة عشر فناناً فلسطينياً، يسعى عبر فنه وإبداعه إلى تثبيت رسالة السلام"، مضيفاً: "نواجه الكثير من الصعوبات والتحديات، لكننا سنواصل مشوارنا الفني، حتى نوصل صوتنا إلى الجميع".

المساهمون