محمد القحوم... موسيقى "صراع العروش" بلهجة يمنية

محمد القحوم... موسيقى "صراع العروش" بلهجة يمنية

09 مايو 2019
يقود القحوم مشروع الأوركسترا اليمنية الحضرمية (فيسبوك)
+ الخط -
أعاد المؤلف والموزع الموسيقي اليمني، محمد القحوم، توزيع موسيقى شارة المسلسل الشهير "صراع العروش"، من خلال فيديو مسجل، أطلقه عبر قناته الخاصة على يوتيوب. يعرف عن القحوم وفرقته الموسيقية اشتغالهم على إعادة توزيع الأغاني والموسيقى العالمية، ودمجها بإيقاعات عربية بطريقة فريدة. تشتمل هذه الإيقاعات على موسيقى بلاد شبه الجزيرة العربية، مثل الخبيتي والينبعاوي بشكل عام، وعلى الموسيقى اليمنية بشكل خاص، كما يدرج على اللون اليمني عدة ألحان من تراث بعض المناطق اليمنية لعل أشهرها الصنعانية والحضرمية واللحجية. لكن معظم أعمال القحوم ترتكز على الفلكلور الحضرمي في إعادة توزيع الأعمال الموسيقية العالمية. وفي عمله الأخير، نرى كيف استطاع القحوم توليف شارة "صراع العروش" ومزجها مع روح الموروث التقليدي للموسيقى الحضرمية، بمشاركة كل من دنا فواخيري (عود) والعم علي باموسى (إيقاع) وطارق باكثير (مزمار)؛ فأدرج اللون الحضرمي إلى جانب استعمال عدد من آلات التخت الشرقي، مستعيناً في عملية الدمج ببعض الحركات الجسدية الراقصة، تزامناً مع استخدام اليدين (تصفيق)، من أجل منح الإيقاع تكاملاً يتناسب مع الوصلة الموسيقية المركبة، لتشكل جميعها حالة تناغم موسيقي مضافاً إليها بعض الأصوات الثانوية على الطريقة الصوفية (دندنة)، تفيد بملء الفراغ في بعض المقاطع التي لا يسعف اللحن مدّها. وتُعرف هذه الطريقة باسم "الدان الحضرمي"، يؤديها كل من العم علي وباكثير في معظم أعمال الفرقة.
قدّم القحوم عشرات من المقاطع الموسيقية العربية والعالمية الشهيرة على الطريقة الحضرمية، وحققت نسب مشاهدات عالية على مواقع التواصل الاجتماعي، فضلًا عن تداولها بين المحطات والقنوات العربية، مثل أغنيتي "ديسباسيتو" و"يا طيبة"، وموسيقى "هافانا"، وكذلك شارة المسلسل التركي الشهير "قيامة أرطغل"، إضافة إلى أغان للأطفال، مثل "دروب ريمي". أدخل القحوم في هذه الأعمال أدوات موسيقية كالقانون والسمسمية، مستخدماً البيانو كأداة رئيسية في صناعتها.
لم تتوقف أعمال القحوم عند هذا الحد، بل أخذها إلى أبعد من ذلك، إذ اتجهت موسيقاه نحو المحافل الموسيقية الدولية، مثل تركيا وماليزيا التي قاد فيها مشروع الأوركسترا اليمنية الحضرمية في العاصمة كوالالمبور منتصف إبريل/نيسان الماضي، وقد تألفت من تسعين عازفاً، ثلاثون منهم من أبناء حضرموت، والباقون من بلدان كاليابان وماليزيا، والصين، والهند وأوزباكستان.

قدّم خلال هذا الحفل ست مقطوعات استوحيت من الموروث الموسيقي الحضرمي العريق، بعد أن أعاد إنتاجها وتأليفها ووضعها في قالب أوركسترالي عالمي. هذا النوع من التوزيع الموسيقي الذي يطرحه القحوم يشكّل مرحلة انتقالية للموسيقى اليمنية قياساً على الظروف التاريخية التي مرّت بها وما تمر به حالياً أمام مجريات الحرب الدائرة فيها، إذ لم تأخذ الموسيقى اليمنية مجراها الطبيعي لتحقّق الانتشار عربياً وعالمياً مثل بعض البلدان العربية الأخرى، كمصر، لكن يمكن القول إنها أثرت بشكل مباشر وواضح على الموسيقى الخليجية في بعض النواحي، ولا سيما الإيقاع الخليجي المشتق من الموروث اليمني.

المساهمون