فنانون وناشطون يتضامنون مع إدلب ومعرة النعمان

فنانون وناشطون يتضامنون مع إدلب ومعرة النعمان

01 يناير 2020
متضامنون مع إدلب يرفعون كاريكاتيراً لبوتين (الأناضول)
+ الخط -
تضامن فنانون وناشطون وصحافيون سوريون وعرب وعالميون، مع أهالي محافظة إدلب شمالي سورية، التي يتعرض جنوبها لحملة عسكرية وحشية من قبل روسيا والنظام، ما أدى إلى نزوح أكثر من 250 ألف مدني عن مدنهم وقراهم، ثلثهم من مدينة معرة النعمان وحدها، التي تعتبر كبرى مدن الجنوب الإدلبي.

وبثت صفحة "الإنسان في سورية" مقطع فيديو، يظهر فيه عدد من الفنانين والناشطون من مختلف أنحاء العالم، يوجهون فيه رسائلهم التضامنية مع النازحين الذين لا يزال معظمهم في العراء بلا مأوى، مطالبين المجتمع الدولي والعالم بالتحرك من أجلهم.

وشارك في الفيديو الذي حمل عنوان "إلى أهلنا في إدلب" كل من: ميشيل كسرواني (الفنانة اللبنانية)، يوسف حسين (مقدم برنامج "جو شو")، زياد كلثوم (مخرج سوري)، وعد الخطيب (مخرجة سورية)، بوناصر الطفار (كاتب ومغني راب لبناني)، عبد الحكيم قطيفان (ممثل سوري)، جهاد عبدو (ممثل سوري)، محمد آل رشي (ممثل سوري)، ديالا برصلي (رسامة سورية)، ديمة نشاوي (رسامة سورية).


وضمّ الفيديو التضامني: ريمي حسون (ناشط سوري)، سارة خياط (رسامة سورية)، مرتضى فيصل (صانع أفلام عراقي)، كريم صالح (ناشط من جنوب لبنان)، مصطفى فؤاد (ناشط مصري)، علي سليم (ناشط لبناني)، عاصم ترحيني (كاتب لبناني)، فرح شما (شاعرة  فلسطينية)، مكرم أبو الحسن (فنان لبناني)، سارة هنيدي (صحافية سورية)، خطيب بدلة (كاتب سوري)، أحمد قعبور (فنان لبناني)، أنور البني (حقوقي سوري)، فرانشيسكا سكالينسي (شاعرة إيطالية)، كيلي جرابيانوسكي (فنانة أميركية)، باتريك هيلسمان (صحافي أميركي)، يوشكا ويسلر (مخرجة سويدية)، ديانا مقلد (صحافية لبنانية).

وقبل ذلك، عبّر الفنان والممثل السوري مكسيم خليل عن تضامنه مع أهالي مدينة معرة النعمان، التي تقع في الريف الجنوبي من إدلب شمالي سورية، الذين اضطروا إلى مغادرة منازلهم بسبب التصعيد عليها في الأيام الأخيرة والنزوح نحو الشمال السوري، ما جعل مدينتهم شبه فارغة من السكان، بعد إمطار طيران النظام وروسيا ومدفعيتهما أحياءها بمئات الصواريخ والقذائف التي دمرت أجزاءً كبيرة من أحياء المدنية.

ويقطن في معرة النعمان أكثر من 70 ألف نسمة، معظمهم اضطر إلى النزوح في الأيام الماضية بسبب الهجمة الوحشية، وسط ظروف جوية صعبة وقاسية، وعدم توافر المأوى في الشمال لمعظم العائلات، التي لا تزال تفترش الشوارع أو الأراضي الزراعية، ما دفع خليل وغيره من الفنانين إلى التضامن معهم.

وكتب مكسيم خليل على صفحته، مذكراً أهالي الشمال السوري بمناقب أبناء معرة النعمان في إكرام الضيف وإغاثة الملهوف وضرورة معاملتهم بالمثل من قبل مستقبليهم، حيث قال: "أهل معرة النعمان أهل نخوة وشهامة.. أهل كرم وضيافة.. (سوريون) فتحوا بيوتهم وحياتهم لكل إخوتهم السوريين من الجنوب الى الشمال.. كونوا معهم بمحنتهم لا عليهم.. بجانبهم لا ضدهم.. احضنوا أهلكم.. فهم لا يستحقون الضيم كما كل السوريين.. لا يستحقون الضيم.. لا تشاركوا الكون هذا التخلي.. الله يحميكم".

واستقبلت معرة النعمان المئات من النازحين والمهجرين قسراً من محافظات مختلفة، ولا سيما من ريف دمشق وحمص ودرعا وحلب وغيرها، الذين وجدوا حفاوة كبيرة من أبناء المدينة، لكنهم اليوم يجدون أنفسهم نازحين معهم في طريق النجاة بأنفسهم جميعاً.

كذلك أبدى الفنان والممثل السوري عبد الحكيم قطيفان موقفاً متعاطفاً مع أهالي المعرة، مشيراً إلى شاعرها أبي العلاء المعري، الذي يبكي أحفاده اليوم على مصيرهم الموجع، بحسب قطيفان، حين كتب: "يا معرة النعمان يا مدينة الطيبين والأوفياء والصادقين والكرماء والأحرار.. قلوبنا معكم ونبكيكم لعجزنا وألمنا وقهرنا.. كما تبكيكم عيون حارسكم أبو العلاء المعري... في هذه اللحظات المميتة والمريرة التي تعيشون نتمنى لكم الأمان والسلامة والحياة الحرة الكريمة.. كونوا بخير".

وتخلت سلاف الماغوط، ابنة الشاعر والكاتب المسرحي السوري الراحل محمد الماغوط، عن الوسام الذي منحه بشار الأسد رئيس النظام السوري لوالدها، بسبب الجريمة التي ترتكب بحق أهالي معرة النعمان ومدينتهم، فكتبت على صفحتها، في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): "الوسام الذي هداه بشار الأسد لوالدي لا أريده.. لا أقبل كوريثة وساماً من مجرم.. رداً على أحداث معرة النعمان".

وتُعَدّ معرة النعمان واحدةً من أعرق مدن الشمال السوري، حيث أخذت شهرتها من (أبي العلاء المعري) الذي يلقب بـ"شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء"، أو "رهين المحبسين"، وكان للمعرة دور تاريخي في الأحداث التي مرت على سورية منذ تاريخ طويل، وكانت من أولى المدن التي انتفضت على نظام الأسدين، حافظ وبشار، اللذين جعلا منها مدينة مهمشة ومنسية.

ومنذ بدأت الثورة السورية عام 2011، كانت معرة النعمان سباقة للمشاركة فيها، حيث طرد سكانها ومقاتلوها من المعارضة قوات النظام منها، وبذلك خرجت عن سيطرة النظام، الذي أمعن في قصفها طوال الأعوام التسعة الماضية، مرتكباً عشرات المجازر بحق أبنائها، وتتقدم اليوم قوات النظام بدعم روسي نحو المدينة بهدف السيطرة عليها بعد إفراغها من السكان، باستخدام سياسة الأرض المحروقة.

المساهمون