"باتل رويال"... معركة على أرض الواقع

"باتل رويال"... معركة على أرض الواقع

20 ابريل 2019
لعبة "باتل رويال" المأخوذة من فيلم ياباني (Getty)
+ الخط -

هناك أفلام سينمائية كثيرة، استلهمت قصصها من أحداث واقعية، أو من قصص "الكوميكس" التابعة لشركات عالمية مثل "مارفل" و"دي سي" و"ديزني". ولكن، هل في الإمكان تصور وجود أفلام تلهم الواقع وتجعله قيد التجربة؟

في الحقيقة، هذا الأمر قابل للتطبيق. فمنذ أيام، أعلن مليونير مجهول الهوية عبر موقع HUSH HUSH المخصص لطبقة الأثرياء حول العالم، عن تحويل فيلم الأكشن الياباني "باتل رويال" BATTLE ROYALE لمخرجه كينجي فوكاسو الصادر عام 2000، إلى نسخة واقعية حقيقية ضمن مسابقة تشبه في شروطها ومعطياتها الفيلم الأميركي المعروف HUNGER GAME ولعبة PUBG الشهيرة على أجهزة "الويندوز" و"الإكس بوكس ون"، والتي بدورها لا تختلف كثيرًا عن تفاصيل وأحداث الفيلم الياباني. سيتم اختيار 100 لاعب للتنافس فوق جزيرة جارٍ تجهيزها، ولم يعلن عن اسمها بعد. يخوض اللاعبون مباراة بمعدل 12 ساعة في اليوم، على مدار ثلاثة أيام، بعد تزويدهم بالمؤن اللازمة من مأكل وشراب وخيام نوم وغيرها، إضافة إلى المعدات القتاليّة المناسبة، والتي تشمل بدلات ودروعاً قتالية حساسة مخصصة للمس والاستشعار الحراري، من أجل احتساب النتائج وسحب المصابين من المنافسة مع تزويدهم بأسلحة تحاكي الأسلحة الحقيقية وتعرف باسم Air Soft، تطلق رصاصات بلاستيكية غير قاتلة، ولكنها مؤذية بعض الشيء.

وتُعرَف عن بعض الأفلام السينمائية قوة مؤثراتها البصرية والحركية وجنوح الخيال فيها، وتُضاف إليها جاذبية الأبطال بشخصياتهم وأدوارهم، فتعود على المشاهدين اليافعين بتأثيرات سلبية بالغة الأثر على المجتمع، ومثيرة للتخيلات الشاذة، سبق وأن وقع بها بعض أصحاب الذهنيات المهووسة وتفاعلوا معها؛ مثلما حصل مع المدعو، جيمس هولمز، والذي عمد إلى تقليد شخصية الجوكر الشهيرة من فيلم " بات مان ذا دارك نايت "، إذْ قام باقتحام قاعة سينما في ولاية كولورادو في أميركا، وأطلق النار على الموجودين بشكل عشوائي، وقتل خلال الحادثة 12 شخصًا، وأصيب حوالي 70 آخرين بجروح بليغة، ما دفع لاحقًا بكريستيان بيل، مؤدي شخصية "باتمان"، إلى تقديم اعتذار رسمي لأسر الضحايا. و

اقتباسًا عن فيلم شهير من نوع آخر، قامت مجموعات عدة في أميركا بفتح نوادٍ سرية خاصة للقتال، هدفها التخلص من إحباطاتهم وتفريغًا لانفعالاتهم، بالطبع نحن نتحدث هنا عن التأثر برائعة ديفيد فينشر في فيلمه Fight Club. من هنا يمكن القول إنّ لعبة كهذه، قد سبق وأن انتشرت في السنوات الأخيرة في العديد من دول العالم، وطرحت كفعل ترفيهي يستقطب بكثرة فئة الشباب والمراهقين، نظرًا لما تمنحه من تشويق وإثارة يناسبان عقولهم وأذواقهم النفسية، وستؤدي كأي مصدر ترفيهي آخر إلى افتعال آثار جانبية، تعود على متذوقي هذا النوع من الألعاب بالسوء والأذى، خصوصًا أمام منافسة كهذه، تحمل في ترويجها جائزة نقدية مغرية قد لا تصل بجانبها الترفيهي إلى الشكل السليم منها، بل ستتعداها لربما، لتمضي نحو نتائج وخيمة على الجانبين الجسدي والنفسي.



تجدر الإشارة إلى أن المنافسة تبدأ منذ لحظة هبوط المتبارين مظليًا من الطائرة المخصصة، لإيصالهم فوق أرض الجزيرة بشكل فردي، وعلى اللاعبين بعد وصولهم إلى ساحة المعركة البحث عن المعدات واللوازم المشار إليها بالأعلى، والموزعة بشكل عشوائي في جميع نواحي الجزيرة. وبعد انقضاء المدة المقترحة، لاعب واحد سيحظى بالجائزة النقدية، والتي تقدر بنحو 130 ألف دولار.

دلالات

المساهمون