مي سكاف... الثائرة في سورية "العظيمة"

مي سكاف... الثائرة في سورية "العظيمة"

24 يوليو 2018
+ الخط -
رحلت "أيقونة الثورة السورية"؛ الفنانة "الإنسانة" مي سكاف، في باريس، أمس الإثنين، تاركةً حزنا شديدا في قلوب السوريين والعرب، وجدلا حول السبب المباشر الذي أدّى لوفاتها.

ماتت الثائرة منذ الولادة مي سكاف، في المنفى، وهي الشاهدة على إجرام النظام السوري، وضحيته في آن. كانت بدايات مي، من مواليد دمشق 1969، الفنية من مسرح الجامعة.



كانت مي من أوائل الفنانين السوريين الذين أعلنوا مواقفهم الداعمة للثورة ضد نظام الأسد، هاتفة ضدّ الاستبداد في مسيرات الثورة. كُنيت بـ"أيقونة الثورة الصامدة"، حيث ظلت صامدة في بيتها في سفح جبل قاسيون بدمشق، وسط أجواء من الإرهاب اليومي.



كتبت سكاف بعد أشهر من الثورة رافضة تهديدات النظام السوري. 

تم اعتقالها من قبل أجهزة مخابرات النظام للمرة الأولى خلال شهر يوليو/ تموز 2011 في دمشق، على خلفية مشاركتها بـ"مظاهرة المثقفين". أفرج عنها بعد مثولها أمام النيابة العامة. عاود النظام اعتقالها ثانية على أحد حواجزه الأمنية في ضاحية دمر القريبة من دمشق في منتصف يونيو/ حزيران 2013 مع مجموعة من الفنانين والمثقفين السوريين. أجبرها ذلك على الخروج بالسر إلى الأردن ومن ثم إلى فرنسا.




عُرفت سكاف خلال سنوات الثورة بعدم انجرارها لـ"فزاعة الإسلاميين" التي استخدمها نظام الأسد. قالت إن من ساعدها ووقف بجانبها في محنتها في سورية قبل خروجها من البلد هم المسلمون الذين هتفوا باسمها في مظاهرات حماة.
تساءلت وقتذاك: "هل من يساعد امرأة وممثلة مسيحية هم إرهابيون؟ إن كانت مساعدة الناس والوقوف بجانبهم إرهاباً، فإن الإرهاب على رأسي، والله محيي الإرهاب".




بعد حياةٍ استمرت تسعة وأربعين عاماً، قضت آخر خمسة منها في المنفى، بعدما اضطرت لمغادرة سورية غداة آخر اعتقالٍ لها من قبل النظام، توفيت مي أمس الاثنين، في باريس.


وكأنّها كانت تودّع السوريين والعرب عبر مواقع التواصل أيضاً، كان آخر منشور لها بمثابة رسالةِ تأكيدٍ أخيرة على موقفها المحبّ لوطنها والثابت ضدّ النظام السوري، كتبت: "لن أفقد الأمل... لن أفقد الأمل.. إنها سورية العظيمة وليست سورية الأسد".

المساهمون