إندونيسيون في هوليوود: فنون قتالية وأدوار حركة وتشويق

إندونيسيون في هوليوود: فنون قتالية وأدوار حركة وتشويق

25 ابريل 2017
من سلسلة افلام حرب النجوم (فرنس برس)
+ الخط -
لا تزال أبواب هوليوود مفتوحة أمام الجميع، من دون قيد أو شرط، باستثناء الموهبة القابلة للتحوّل إلى احتراف، علماً بأن الفرص متاحة للراغبين في العمل هناك، شرط أن يتمكّن الوافد إلى عاصمة الفن السابع العالمي من اقتناصها، والاستفادة منها. 

بالإضافة إلى هذا، فإن كلّ "عامل" في هوليوود مُطالَبٌ بجهدٍ يومي، للعمل أولاً، وللحفاظ ـ ثانياً ـ على مكتسباتٍ يحصل عليها بفضل عمله، وهذا أساسيّ كي يستمرّ في العمل. أما الإخفاق، فيؤدّي غالباً إلى العزلة والتقوقع، بانتظار خلاصٍ غير مؤكَّد.

مؤخّراً، بدأ بعض هؤلاء يأتون من إندونيسيا، التي تمتلك صناعة سينمائية خاصّة بها، لكن نجومها غير معروفين على المستويين الهوليوودي والدولي. فالممثل جوهانس "جو" تَسْليم (1981)، مثلاً، المحترف في الفنون القتالية، لم يعثر لغاية الآن على مكانٍ له في السينما العالمية، مع أنه ـ إلى جانب ممثلين إندونيسيين آخرين ـ بدأوا يتركون بصمات لهم في هوليوود، إذْ شارك بعضهم في سلسلة أفلام تشويق وحركة وخيال علمي، كـ Fast And Furious، وStar Trek وStar Wars.


وبحسب تقارير صحافية أجنبية مختلفة، فإن ممثلين إندونيسيين عديدين "بدأوا يتقدّمون الصفوف على نحو مُطّرد"، بفضل الشهرة التي حظي بها فيلم إندونيسي، بعنوان The Raid: Redemption، أخرجه عام 2011 غاريث هوي إيفانز (1980)، ومثّل فيه تَسْليم دور البطولة.

بلغت ميزانية إنتاج هذا الفيلم مليوناً و100 ألف دولار أميركي فقط، وحقّق نحو 4 ملايين دولار أميركي إيراداتٍ داخل الولايات المتحدّة، ونحو 9 ملايين دولار أميركي إيراداتٍ إندونيسية ودولية، وهذا يُعتبر رقماً قياسياً بالنسبة إلى الإنتاج الإندونيسي، علماً بأن هناك مشروعاً لإنتاج نسخة هوليوودية منه.

يروي الفيلم قصّة 20 رجلٍاً من أفراد الـ "كوماندوس"، يداهمون شقّة في جاكرتا، بهدف إلقاء القبض على زعيم عصابة مخدّرات. كما أنه قدّم نوعاً من الفنون القتالية، يُعرَف باسم "بنشاك سيلات"، غير متداول عالمياً، وغير معروف لدى شريحة كبيرة من المشاهدين خارج إندونيسيا.

في هذا الإطار، قال جو تَسْليم: "ربما لم يسمع الأميركيون مطلقاً بسينما إندونيسية، ولم يُشاهدوا فيلماً إندونيسياً قبل The Raid. على كل حال، لقد عُرضِت علينا أدوارٌ عديدة في أفلام هوليوودية، فقط بعد النجاح التجاري والنقدي لهذا الفيلم. هذا أمر نفتخر به".



إلى ذلك، مثّل إيكو أوايس (1983) ـ الذي أدّى الدور الرئيسي في The Raid، إلى جانب يايان روهيان (1968) ـ في أحد أفلام سلسلة "حرب النجوم"، وهو بعنوان Star Wars: Episode 7 – The Force Awakens (2015) للأميركي جي. جي. أبرامز (1966).

وأدّى روهيان دور مقاتل في الشوارع، يدعى تاسو ليش، زعيم عصابة "كانجي كلوب"، يعمل سابقاً كمنسق حركات "بنشاك سيلات"، في "ميرانتاو" (2009) لإيفانز أيضاً. وقد ردّد مراراً أنه لم يكن يحلم بأن يُصبح ممثّلاً، فكيف بالمشاركة في فيلمٍ من سلسلة أفلام "ستار وورز"، علماً بأن نجاح شخصية تاسو ليش أفضت إلى صنع تماثيل مصغّرة لها: "إنه شعور سرياليّ، أن تُصنع تماثيل لي".



يُذكر أن إيكو أوايس ويايان روهيان يمثّلان معاً، إلى جانب الأميركي فرانك غريلّو (1965)، في فيلم خيال علمي هوليوودي بعنوان Beyond Skyline (2017) للأيرلندي ليام أودونيل (1970)، وهو تكملة لـ "سكاي لاين" (2010) للثنائي الأميركي غريغ ستروسي (1975) وكولن ستروسي (1976)> علماً بأن أوايس يُمثِّل، مع لاعب الفنون القتالية التايلاندي توني جا (1975)، في XXX: Reactivated (2017) للأميركي دانيال جون كاروزو (1965)، مع فن ديزل (1967) وصامويل أل. جاكسون (1948).



من جهته، قال جو تَسْليم ـ الذي شارك في "غاضب وسريع 6" (2013) للتايواني الصيني جاستن لي (1971) ـ إن حصول ممثلين إندونيسيين على أدوار سينمائية في أفلام هوليوودية "أمرٌ عظيم"، مضيفاً أن العمل مع ممثلين بارزين في هوليوود "تجربة تبعث على التواضع".


أما الكاتب والمخرج الإندونيسي سلمان آريستو (1976)، فقال إن The Raid قدّم فن "بنشاك سيلات" بطريقة مماثلة لتلك التي قدّمها الصيني الأميركي بروس لي (1940 ـ 1973)، بخصوص "كونغ فو"، في بعض أفلامه في أميركا. وأشار إلى أن إندونيسيا شهدت، منذ إطلاق العروض المحلية لهذا الفيلم، "صحوة في قطاعها السينمائيّ"، من دون تناسي مخرجين مبتدئين، لديهم موهبة أكيدة. 

كما أوضح أنه، منذ عام 2013، تُعرض الأفلام الإندونيسية في مهرجانات سينمائية بارزة، ويفوز بعضها بجوائز: "ليس سهلاً دخول دائرة المهرجانات المهيبة"، معتبراً أن انتشار الأفلام الإندونيسية "عالمياً"، له أثر إيجابي على إيرادات شباك التذاكر في إندونيسيا.

يقول آريستو أيضاً إن مبيعات التذاكر، الخاصّة بالأفلام المحلية، ارتفعت عام 2016 متجاوزةً الـ 30 مليون دولار أميركي، مقارنة بالـ 15 مليون دولار أميركي، عام 2015: "لكي يتمّ تقدير فيلمٍ ما خارج البلد، يجب أن يُحدِثَ تأثيراً داخلياً، في البداية".

وبحسب تقارير إعلامية مختلفة، فإن أفلاماً رخيصة عديدة، جنسية وأفلام رعب، هيمنت لأعوامٍ عديدة على القطاع السينمائي الإندونيسي. لكن، "يبدو أن هذه الأيام انتهت، إذْ يُطالب الجمهور بمزيدٍ من الأفلام الأكثر تعقيداً"، كما يقول سلمان آريستو، الذي كتب سيناريوهات بعض أنجح الأفلام الأندونيسية، كـ Verses Of Love (2007)، وRainbow Troops (2008). أضاف: "الآن، باتت لدينا أفلامٌ أفضل، تتناول مواضيع متنوّعة، ولها قيمة إنتاجية أحسن وأهمّ".



المساهمون