مسرحية "العب العبك" في الجزائر

مسرحية "العب العبك" في الجزائر

07 مارس 2018
انطلق العرض في مقهى "لحوش" (العربي الجديد)
+ الخط -
لا يتوفّر إلّا ثلث المحافظات الجزائرية البالغ عددها 48 محافظةً على مسارح حكومية، نصفها موروث عن الفترة الفرنسية، مثل مسرح الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة، والنصف الثّاني الذي أنجز في فترة الاستقلال الوطني احتضنته بنايات فرنسية، ما عدا مسرح مدينة مستغانم، وكل هذه المسارح موجودة في الشمال، والتي تمثّل 17 بالمئة من المساحة الإجمالية للبلاد. ما يوجد من مسارح في المدن الشّمالية والجنوبية الأخرى، تتولّاه جمعيات وتعاونيات مستقلّة، يشرف عليها شباب آمنوا بهذا الفن، "فنحن نقتطع من وقتنا وأعصابنا وجيوبنا، ونمنح للمسرح أحيانًا على حساب أسرنا ووظائفنا"، يقول الممثّل ماسينيسا قبايلي، من فرقة "اتفاق القلوب"، التي تملك مقرّاً "وهميًّا" في مدينة المسيلة، 235 كيلومتراً إلى الجنوب من الجزائر العاصمة.

إمكانيات معدومة
في مقهى "لحوش" ويسمّى مقهى الصّعاليك، تأسّست الفرقة، من طرف شباب بعضهم بطّال والبعض لا يزال على قيد الدّراسة الجامعية، مثل ماسينيسا قبايلي وعلاء الدّين بوترعة وكمال جفّال ومنذر تروني، وفيه تدرّبوا على عرضهم المسرحي الأوّل "العب لعبك"، الذي كتب نصّه الروائي وكاتب السّيناريو عيسى شريّط وأخرجه الفنّان حسين قبايلي.

يقول الممثّل، ماسينيسا قبايلي، لـ"العربي الجديد" إنّ الإمكانيات التي كانت متاحة لهم منعدمة، في مقابل طموحات لا حدود لها، "فحساب الفرقة فارغ، ومقرّها غير موجود، وكان علينا ألا نخضع لهذا الواقع، فطلبنا من صاحب مقهى "لحوش" أن يسمح لنا بأن نتدرّب فيه، باعتبارنا من "الصّعاليك" المداومين عليه، فتحمّس للأمر مباشرة، ثمّ زاد حماسه حين عاين تفاعل الزّبائن مع وجودنا".



عرض في الأسواق الشعبيَّة
كان زبائن المقهى يتعاملون مع التّدريبات، يقول قبايلي لـ "العربي الجديد"، على أنها عروض جاهزة، إذ لم يسبق لمعظمهم أن شاهدوا مسرحاً، ولعلّ عرضنا هو الوحيد الذي تابعه النّاس منذ مرحلة قراءة النّص وحفظه، فقد ولد مستباحاً منذ لحظته الأولى. يضيف: "لم يكن يزعجنا أن بعضنا لا يملك ثمن قهوته، فقد كان القائمون على المقهى وروّاده يتكفّلون بذلك، كما لم يزعجنا أننا لا نملك ما نشتري به ديكور العرض، فقد كنا نقصد الأسواق الشّعبية، ونتدبّر ما يلزمنا في حدود التقشّف".

جائزة كبرى في المهرجان الوطني
شارك العرض في التّصفيات المؤهلة لخمسينية "المهرجان الوطني لمسرح الهواة"، فحصل على تأشيرة المرور، ثمّ أحدث المفاجأة بأن حصل على الجائزة الكبرى، مع جائزة أفضل ممثّل واعد، التي عادت للممثّل رابح عمرون. يقول الممثّل، علاء الدّين بوترعة، إنهم نسوا، أثناء اللحظة التي أعلن فوز عرضهم فيها، كلّ اللحظات الصّعبة، التي تخلّلت إنجاز العرض، "وآمنّا أكثر ببركة المقهى". سيشارك عرض "العب لعبك" منتصف مارس/ آذار الجاري في مهرجان "سوسة" المسرحي في تونس. وقد حضر "العربي الجديد" جلسة لأعضاء الفرقة، كانوا يتدارسون فيها كيف يتدبّرون وسيلة تنقلهم إلى الحدود، "مشاكلنا لا تنتهي بإنجاز العرض، بل تتجدّد مع كل فرصة لتقديمه خارج المدينة، مع ذلك سننجز عروضاً جديدة ولن نتوقّف".

المساهمون