إعلام النظام السوري يعلق المشانق بدل الفوانيس

إعلام النظام السوري يعلق المشانق بدل الفوانيس

08 مايو 2019
بعض القنوات الموالية للنظام لم تتبع نهجه (لؤي بشارة/Getty)
+ الخط -
تتنافس المحطات التلفزيونية العربية، عادةً، على إنتاج تصاميم بصرية احتفالية بمناسبة شهر رمضان، فتغزو شاشاتها الفوانيس والهلالات الرمضانية، وتشكيلات الخط العربي والزينة الإسلامية؛ إلا أن المحطات التلفزيونية السورية الرسمية، التابعة للنظام السوري، اختارت هذه السنة ألا تخوض هذه المنافسة، فتدلت على شاشاتها المشانق بدلاً من الفوانيس والهلالات في اليوم الأول من رمضان! لماذا؟ لأن رمضان بدأ هذه السنة في اليوم السادس من شهر مايو/أيار، أي في ذكرى عيد الشهداء، ويبدو أن إعلام النظام السوري قد ارتأى بأنه من الأجدى التركيز على هذه المناسبة. في اليوم الأول من شهر رمضان، تبث المحطات التلفزيونية السورية عادةً أناشيد وأحاديث دينية، إلى جانب المسلسلات والبرامج المعدة خصيصاً للموسم الرمضاني، إلا أن البرامج ذات الصبغة الدينية غابت عن شاشات التلفزيون الرسمي هذه السنة في فترة ما قبل الإفطار، وتمت الاستعاضة عنها بأغان "وطنية" تهلّل للجيش السوري والجنود والشهداء، واحتلت صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد المشهد، بدلاً من الجوامع ودور العبادة الإسلامية، وبدا الحديث عن "النضال في سبيل الوطن" الموضوع الأوحد الذي تبناه إعلام النظام الرسمي، ولم تُتل أي آية قرآنية على شاشاته باستثناء آية واحدة فقط، تكررت مراراً وتكراراً، وهي: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون"، وهي الآية التي سخرتها الماكينة الإعلامية للنظام السوري في خدمة منظومتها الساعية لتجنيد السوريين.

لكن قنوات سورية خاصة، معروفة بولائها للنظام السوري، مثل قناتي "سما" و"لنا"، لم تلتزم بالنهج الذي وضعه النظام لإعلامه الرسمي في هذا اليوم، إذ احتفلت الفضائيتان بشهر رمضان، من دون أي التفات إلى مناسبة عيد الشهداء. يبدو هذا الأمر غريباً رغم انسجامه مع الأجواء العامة في سورية.

قد يبدو إعلام النظام السوري أنه يسعى إلى تكريم جنوده وإعطاء قتلاه الأولوية، وإكرامهم بهذه المناسبة، ولكن برامج المسابقات الرمضانية التي بدأ عرضها، في اليوم نفسه، تؤكد أن هذا التكريم شكلي ولا قيمة له على الإطلاق؛ ففي برنامج "هديتك بإيدك"، الذي يعرض على القناة الفضائية السورية، نادى مقدمه، محمد ذو الغنى، في نهاية أولى حلقاته، على أبناء الشهداء وذويهم، وقدم لهم هدايا عينية، من دون أن يجيبوا عن أسئلته. الهدية كانت كيس مسحوق غسيل فقط. مع ذلك، تهافت أهالي القتلى على ذو الغنى للحصول على نصيبهم من الهدايا، ليفضح المشهد حالة الفقر والحرمان التي يعيشها أهالي قتلى الأسد في سورية اليوم. لعلّ المشهد بقدر ما يبعث على السخرية، يبعث على سلسلة من الأسئلة حول تعامل النظام مع مؤيديه.

المساهمون