20 عاماً على رحيل الأميرة ديانا... أيقونة تثير الجدل

20 عاماً على رحيل الأميرة ديانا... أيقونة لا تزال تثير الجدل

31 اغسطس 2017
+ الخط -
مرّ 20 عاماً على وفاة الليدي ديانا، أميرة ويلز، في حادث سيارة مأساوي في باريس، لكنّها لا تزال أيقونة يتذكّرها العالم.

وتأتي الذكرى هذا العام وسط جدلٍ كبير أُعيد فتحه مع نشر وثائقيّات عدّة تروي حياة الأميرة ووفاتها وعلاقتها بالأمير تشارلز، وبحارسها الشخصيّ. عادت ديانا بذلك لتحتلّ الصدارة في الصحف ووسائل الإعلام. 

ونُشرت أسرار جديدة عن حياتها، وانتشرت مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية التلفزيونية بحلول الذكرى.


الوثائقي الأول كان لتلفزيون "ITV" وشركة HBO، شارك فيه الأميران وليام وهاري تحت عنوان "ديانا: أمّنا". واسترجع الوثائقي أجمل محطّات حياة الأميرين مع والدتهما، ولحظات ذكريات حميمة، عبر مشاهدة صورهما معها وابتسامتها المشرقة التي لم تكن لتفارق محيّاها معظم الأوقات. 

وعبّر الأميران عن علاقتهما المتينة التي ربطتهما بها، وأي نوع من الأمّهات كانت بالنسبة إليهما، ما أدّى إلى تجاوب سريع من قبل المشاهير على الوثائقي المؤثّر الذي لامس أحاسيسهم.

كما عبّرا عن ندمهما على آخر محادثة أجرياها مع والدتهما الأميرة ديانا، وقالا إن تلك المكالمة الهاتفية كانت "سريعة للغاية".

وقال الأمير هاري "كانت هي المتصلة من باريس.. لا يمكنني بالضرورة أن أتذكر ما قلت، لكن ما أتذكره تماماً هو ندمي لما تبقى من حياتي بشأن مدى قصر تلك المكالمة".

كما يتذكر الأميران الألم الذي شعرا به بعد طلاق ديانا من والدهما الأمير تشارلز، وكيفية تعاملهما مع وفاة أمهما وما حدث بعدها.

وقال الأمير هاري إنه ووليام كانا مشتتين بين والديهما بعد الطلاق، "لم نر أمّنا بما فيه الكفاية، ولم نر والدنا بما فيه الكفاية". وأشار الأمير وليام إلى أن الأميرة ديانا كانت رائعة في إظهار الحب لهما، وما يعنيانه بالنسبة لها، وكم كان ذلك الشعور مهمّاً.


وأنتجت "ناشونال جيوغرافيك" وثائقياً بعنوان "ديانا: بكلماتها الخاصة"، عُرض منتصف الشهر، وظهرت فيه تسجيلات الصحافي أندرو مورتن الذي كتب "ديانا، قصتها الحقيقية".

كما أحدث وثائقي آخر، بالعنوان نفسه، على القناة الرابعة البريطانية، الكثير من الجدل. "ديانا بكلماتها الخاصة"، عرض تسجيلات فيديو خاصة تصف فيها الأميرة ديانا زفافها بأنه أسوأ يوم في حياتها.

وعرضت لأول مرة مقاطع فيديو تظهر الأميرة تتحدث إلى صديقها وأستاذ الصوتيات، بيتر سيتيلين، وتم تسجيلها خلال العديد من الجلسات في قصر كينسينغتون بين عامي 1992 و1993.

وفي تلك الأشرطة، تقول الأميرة ديانا إنها التقت الأمير تشارلز 13 مرة فقط قبل الزواج، بحسب صحيفة "ذا تلغراف"، وتصف زفافها بأنه "أسوأ يوم في حياتها".

كما تقول في هذه التسجيلات "لقد اتصل بي يومياً على مدار أسبوع، ثم لم يرغب بالتحدث معي لثلاثة أسابيع، غريب جداً". وأضافت أنه عندما كان يتصل بها، فإن شوقه كان هائلاً ومكثفاً جداً.

 وهذه التفاصيل الخاصة جداً بين الزوجين، شغلت البريطانيين كثيراً، خصوصاً بعد النهاية المأساوية للأميرة التي أسرت قلوبهم.

واختلفت آراء النقّاد والمشاهدين حول فيلم وثائقي عن حياة أميرة ويلز الراحلة ديانا، بعد عرضه على "القناة الرابعة"، علماً بأنه عدّ أداء القناة الأفضل في 2017، وسجل أعلى نسبة مشاهدة لوثائقي في المملكة المتحدة منذ عام 2014.

واعتبره عديدون عرضاً "استغلالياً" و"مؤذياً"، ويندرج في إطار أعمال "الإثارة" وجذب المشاهدين. ووصفت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية الفيلم بـ"المتلاعب" الذي "يملي على الجمهور مشاعرهم"، واعتبرته "تايمز" البريطانية "مصطنعاً" و"رخيصاً"، كما رأت "ذا دايلي تيليغراف" أن الفيلم "مؤذٍ" و"استغلالي".

في المقابل، دافع آخرون عن الفيلم، معتبرين أنه يوفر رؤية عفوية وصادقة لحياة أميرة ويلز الراحلة، وأثنت "دايلي ميل" البريطانية عليه، مشيرة إلى أنه أظهر ديانا "في ضوء ذهبي... حزينة ومستمتعة ومرحة وجميلة بدرجة ينفطر لها القلب ونبيلة في وحدتها الواضحة".


كما عرضت قناة "بي بي سي 1" وثائقياً بعنوان "ديانا، 7 أيام"، قبل يومين، وازن بين حزن المقرّبين للأميرة والشعور الشعبي العام ليُعيد إحياء أغرب وأكثر أسبوعٍ تذكّراً.

وظهر في الفيلم الأميران ويليام وهاري واستعادا التجربّة التي مرّا بها بعد وفاة والدتهما وكيف تعاملا مع الأمر بسنّيهما الصغيرين. 

وحلّل الوثائقي أسباب شهرة ديانا العالمية وكيف تعامل الشعب مع وفاتها، وكيف أثّرت الحادثة على العائلة الملكية والحكومة حينها بالإضافة إلى الإعلام البريطاني.


وقبل أيام، كشفت صحيفة "صنداي تايمز" بالاستناد إلى أقوال أندرو مورتون، مؤلّف كتاب "قصة ديانا الحقيقية"، الزيارات السرّية التي كانت تقوم بها الأميرة كل عام إلى المكان الذي أُحرق فيه جثمان باري ماناكي حارسها الشخصي، الذي وقعت في غرامه.

وقال مورتون إنّ ديانا اعترفت له بأنّ ماناكي كان يعني الكثير لها وأنّه كان يعتني بها، وهو أشبه بشخصية والدها.

ونفت الأميرة آنذاك أي علاقة جنسية مع ماناكي، وقالت "لقد تمّ اكتشاف كل شيء، ثمّ قتل في حادث درّاجة نارية. كانت صدمة كبرى لي". وتوفّي ماناكي في مايو/ أيار 1987، بعد وقت قصير من نقله بعيداً عن خدمة ديانا التي اعتقدت أنّه تعرّض للقتل، بسبب علاقتهما الوثيقة.

كان مورتون على تواصل مع ديانا قبل مباشرته تأليف كتابه عنها، وطلبت منه التقصي حول أسباب وفاة ماناكي.

وأكد مورتون أنّ الأميرة اشتبهت في أنّ وفاة ماناكي جاءت نتيجة حادث قتل، لذلك طلبت منه التحقّق من صحة ظنونها. ولكنه أبلغها بأن وفاته كانت مجرد حادث. إلا أنّ الأميرة لم تكن مقتنعة بذلك، ما دفعها إلى زيارة أحد العرّافين لمعرفة الحقيقة. وأخبرته بأنّها طرحت أسئلة على العرّاف، عن وفاة باري، التي لطالما انتابتها شكوك حول أسبابها الحقيقية.

وفي كل عام من مايو/ أيار كانت ديانا تزور محرقة مدينة لندن في ريدبريدج، حيث أُحرق جثمان ماناكي.


كذلك نشرت "دايلي ميل" تسجيلات سرية لحوارات تدور بين الأميرة الرّاحلة مع المغني الأميركي الشهير جورج مايكل، وجرى تسجيل المكالمة الهاتفية أثناء فترة طلاقها من الأمير تشارلز في يوليو/ تموز 1996، ونسمع خلالها كيف تنتقد ديانا العائلة المالكة، وقد تحدثت مع المغني الشهير عن أسباب طلاقها من تشارلز، وعبّرت أيضاً عن ألمها من خوض معركة الطلاق المريرة.

جرت المحادثة بعد أن اتصل بها المغنّي جورج بمناسبة عيد ميلادها. وتمّ تسجيل المكالمة من قبل جهاز الرد على المكالمات في منزل جورج في هامبستيد، شمال لندن. وقد أعطى المغني الشريط المسجّل إلى صديق طفولته، بال أندروس جورجيو، والذي كان معه في المنزل أثناء الحديث مع الأميرة. ويقول أندروس (55 عاماً)، إنّه ترك له الشريط مع ملاحظة: "هذه هدية تقاعدك".

التقت الأميرة جورج مايكل للمرّة الأولى في حفلة موسيقية عام 1989، وتعمقت علاقتهما أكثر مع انهيار زواجها، وتحدّثت إليه عن مكنونات قلبها في سلسلة من الاجتماعات الخاصّة والمكالمات الهاتفية.

وقال أندروس إنّه حين أعلن عن التسجيلات التي بحوزته، اتّصل به محمد الفايد (88 عاماً)، صاحب محلّات هارودز سابقاً، معرباً عن أمله في أن يجد فيها ما يلقي الضوء على حادث وفاة ديانا وابنه دودي، لكنّ ما تضمنته تلك التسجيلات لم يكن أكثر من أحاديث تظهر عمق الصداقة التي جمعت الأميرة بجورج مايكل، أحد ملوك البوب.

المساهمون