هيفا وهبي تبتعد أخيراً عن الإغراء

هيفا وهبي في مسلسل "حرباية": تبتعد أخيراً عن الإغراء

03 يونيو 2017
تؤدّي هيفا وهبي في المسلسل دور "عسليّة" (فيسبوك)
+ الخط -
اختارت الفنانة اللبنانيّة، هيفا وهبي، القاهرة، هذه السنة، لتقديم مسلسل تلفزيوني يدخل السباق الرمضاني. وهبي تعبر هذه السنة بأمان في عمل درامي، يقومُ على الخير والشر، الفقر والغناء والمخدرات والنفس الإنسانية.
أسئلةٌ كثيرةٌ يطرحها مسلسل "الحرباية"، حول اختيار الدور الذي أدَّته "عسلية" هيفا وهبي بطريقة مُتقنةٍ جداً. واستطاعت أن تحقّق تقدُّماً جيداً بعد عامين من تجسيدها دور البطولة في مسلسل "مريم" إنتاج 2015. وشاركها البطولة الفنان خالد النبوي.
في حي "بولاق" الشعبي في القاهرة، واقع مرير، بين الفقر والعوز، وتجارة وتعاطي المخدرات، "البلطجة" والتشبيح. صورة حقيقيّة، لا تقتصر في مفهومها على هذا الحي المعروف، بل أصبحت متلازمة، في كثير من المجتمعات العربية. ربما هذا ما حاولت المخرجة، مريم أحمدي، تمريره كرسالة تصلح أن توظف درامياً لكشف ملابسات الحارات الشعبية، والواقع الأسود الذي تعيشه، والظروف المعيشية الكارثية التي يمرّ بها الناس في هذه الأحياء المهمشة.
تدخُلُ المخرجة، مريم أحمدي، إلى عمق الحارات الفقيرة، دون تجميل، وتطرَح قصّة "عسلية" وشقيقتها "فتون" الراقصة دينا في قالب حقيقي، هذه المرة، بعيداً عن التكلف، او استغلال صورة هيفا وهبي المرأة الجميلة لصالح التسويق التجاري. تقاطعٌ جيّد في تحويل هيفا إلى ممثلة شعبية، واختزال جمهورها المعجب هذه المرة بعين "بنت بولاق" وما يمثله الشارع أو الحي من صور بسيطة عند الجمهور المصري تحديداً، في رؤية بسيطة جداً، كتبها أكرم مصطفى، ومثّلتها وهبي، والراقصة دينا، إلى جانب الأردني منذر رياحنة ومحمود عبد الغني ورحاب الجمل.



تقفزُ وهبي، هذه المرَّة، بعيداً عن أدوار الإغراء التي وظفها المنتج، محمد السُبكي، في فيلم "حلاوة روح 2015"، وتعود إلى عباءتها بصورة إنسانية واقعية، تظهر حقيقة الدور. الأخْت الصغرى التي فقدت والديها، تعيش إلى جانب شقيقتها، في الحي نفسه، وهما على تماس يومي مع تُجّار و"بلطجية" المخدرات، والذين لا يوفّرون جهداً في التعرض للشقيقتين، والتحرش بهما، بينما تقع فتون فريسة هذا الحي أو المجتمع، وتتعاطى الحشيش، وتحاول عسليّة الهروب إلى الأمام، فتعملُ خادمةً في منزل سيدة ميسورة، تشعرها بالعطف، لكنها تفقد خطيبها، قبل أيام من زواجها، في جريمة قتلٍ ينفّذها أحد شبان حي بولاق النافذين، رفضت هيفا الزواج منه بداية، لتكتشف بسرعة أن الشاب القاتل الذي تزوجته هو قاتل خطيبها بالاتفاق مع شقيقتها فتون، وذلك كله سيفتح أمامها الباب على حرب من قبل شقيقتها وزوجها، بداية من البحث عليها، بعد هروبها، وخوفهما من افتضاح جريمة القتل التي خسرت بها عسلية حبيبها الأول.
في أداء هيفا، تقدم واضح لجهة الانفعال والخوف والحزن الذي يسكنها حرفياً، على الرغم من الماكياج الواضح. وصورة ابنة الحي الشعبي المصري، هي أقرب إلى الحقيقة. والواضح، أنّ المخرجة قد تنبّهت لكافة التفاصيل، وسرعة الأحداث من الحلقات الأولى كانت حافزاً إضافيّاً لمتابعة المسلسل، وتحقيقه موقعاً متقدماً في القاهرة، أمام منافسة درامية قوية.

المساهمون