السيارة الطائرة: هل تبصر النور خلال أشهر؟

السيارة الطائرة: هل تبصر النور خلال أشهر؟

03 سبتمبر 2019
زاباتا طائراً فوق بحر المانش (أوريليان مونييه/Getty)
+ الخط -
بعدما تمكن الفرنسي فرانكي زاباتا المعروف باسم "الرجل الطائر" من عبور بحر المانش، قبل شهر تقريباً، على متن لوح طائر (فلايبورد) صممه بنفسه، وعد في مؤتمر صحافي بتحقيق حلم السيارة الطائرة التي لطالما شاهدها الناس في أفلام الخيال العلمي. وذكّر أن تلك السيارة ستكون جاهزة قبل نهاية العام الحالي، باستخدام التقنيات نفسها التي اعتمد عليها في لوحه الطائر.
ونجح زاباتا في التحليق لمسافة 35 كيلومتراً، باستخدام خمسة توربينات صغيرة، تسمح له بالطيران بسرعة 190 كيلومتراً في الساعة. وبحسب ما نقلته صحيفة "لوموند"، انطلق الرجل البالغ من العمر 40 عامًا في الساعة 8:15 صباحًا بالقرب من شاطئ سانغات (با دو كاليه) للوصول إلى الجانب الآخر في خليج سانت مارغريت باي في غضون حوالي 20 دقيقة. وكان زاباتا قد طار فوق البحر بارتفاع حوالي 15 متراً وتوقف في منتصف الطريق على متن قارب، للتزوّد بالوقود، بعدما نفد الكيروزين الذي يخزنه في حقيبة ظهره.

وينوي المخترع والرياضي الفرنسي أن يستخدم 10 توربينات في السيارة الطائرة، التي يفترض أن تحلق بسرعة تراوح بين 300 كيلومتر في الساعة إلى 400 كيلومتر في الساعة. ووعد أن تكون هذه السيارة قادرة على الطيران من مارسيليا إلى مونبلييه اللتين تبعدان عن بعضهما 120 كيلومتراً، وذكر أنه يريد أن تتاح هذه التقنيات لعامة الناس. وقال الرياضي الفرنسي في حديث تلفزيوني: "اليوم، نحن نركز فعليًا على موضوع السيارة الطائرة، والترويج لها والبحث عن التمويل... هذه السيارة لا تحتاج إلى سائق، وستبصر النور خلال بضعة أسابيع أو بضعة أشهر". وقال لـ"فرانس أنفو": "إن هذه السيارة ستكون الأسرع والأخف وزنًا بين كل السيارات في التاريخ".

وبدأت شهرة اللوح الطائر الخاص بزاباتا في العام 2011 عندم كشف عنه، لتبدأ في العام التالي عملية بيعه في الأسواق. وقد نجح في بيع أكثر من 10 آلاف لوح، ومحققاً أرباحاً وصلت إلى حدود المليون يورو.

وكانت أول محاولة لزاباتا في عبور المانش في 25 يونيو/ حزيران، وهو اليوم الذي يوافق الذكرى السنوية الـ110 لنجاح الطيار لويس بليروا في اجتياز المنطقة ذاتها لأول مرة. لكن النجاح لم يحالف زاباتا الذي سقط في المياه الإنكليزية بعد بضع دقائق، إذ لم ينجح في الهبوط على المنصة التي تحمل قارباً للتزود بالوقود. وأقر وقتها بأن ذلك كان الجزء الأكثر تعقيداً في العملية، وأنه لم يقدر بشكل جيد مدى صعوبة الهبوط، وتم إنقاذه من قبل الغواصين الذين كانوا على المركب، وكان في كامل وعيه، وقد طمأن زوجته في اتصال هاتفي، قبل أن تتم إعادته إلى الشاطئ، بحسب ما صرح به رئيس بلدية سانغات وقتها.

وقام بطل العالم وأوروبا في رياضة التزلج على الماء (جت سكي) بتجارب على الساحل، منتصف الأسبوع الماضي، وصرح أثناءها لوسائل الإعلام بأن عبور المانش هو تحد جسدي وتقني يستعد له منذ ستة أشهر، واحتاج إلى تحسين استهلاك الوقود بشكل خاص، وقد أعرب عن اعتزازه بابتكار طريقة جديدة للطيران.

وفي محاولته، الشهر الماضي اختار الرجل الطائر قارباً أكبر للهبوط عليه في المياه الفرنسية، حيث قام باستبدال حقيبة الظهر التي فرغت من الوقود بأخرى جديدة، وكان قد أمضى الأسبوع الماضي في إصلاح معداته من إلكترونيات ومحركات التي تضررت بسبب سقوطه في ورشته بالقرب من مدينة مارسيليا.

وكانت شركة Z-AIR التي يملكها زاباتا قد حصلت على منحة قدرها 1.3 مليون يورو من وزارة القوات المسلحة لتطوير ابتكاره. وتم بالفعل عرض ابتكاره في نهاية عام 2018 في منتدى الابتكار الدفاعي في باريس، إذ إن القوات الخاصة الفرنسية مهتمة بتطوير هذا اللوح الطائر الذي من شأنه أن يساعد في تنفيذ عمليات خاصة في المناطق الحضرية.

من جهة ثانية، يبدو أن تجربة زاباتا ألهمت مغامراً بريطانياً هو عضو في سلاح البحرية الإنكليزية. إذ قام البريطاني ريتشارد برونينغ بتجربة للطيران على لوح هوائي أيضاً، فوق مضيق سولنت. ولم يكشف برونينغ عن تفاصيل كثيرة متعلقة بلوحه الطائر أو بمشاريعه المستقبلية، لكن يبدو أن المنافسة في مجال الطيران على اللوحات قد بدأ فعلياً.

المساهمون