متحف ياسر عرفات: أبو عمار حاضراً بالصور والمقتنيات

متحف ياسر عرفات: أبو عمار حاضراً بالصور والمقتنيات

17 نوفمبر 2016
في متحف أبو عمار (عابد كاتب/Getty)
+ الخط -
قطع الأربعيني ضامن علان الضامن مسافات طويلة من عمان إلى رام الله، بغرض استعادة الذكريات المشرفة للفلسطينيين، إبان حصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عام 2002 في مقر المقاطعة وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة. 

يشعر الضامن كما يقول لـ"العربي الجديد" أن عرفات ما زال حياً، وحصاره ما زال قائماً حتى اليوم، في الوقت الذي يقف فيه صامتاً أمام جملة من المقتنيات والذكريات المتناثرة هنا وهناك على مساحة 2600 متر مربع، في أربعة طوابق متتالية.
لم يتوقع الضامن الذي تعود أصوله إلى قرية "الجفتلك" في الأغوار الفلسطينية شرقي الضفة، أن يجد متحفاً يوازي بين الحداثة والقدامة في آن واحد، التكنولوجيا تُحيي كل شيء قديم يضمه المتحف كما شاهد، إضافة إلى الترتيب، وطريقة العرض وسلاسته، ناهيك عن لطافة العاملين فيه وإلمامهم بكل صغيرة وكبيرة يضمها المتحف إذ يقدمون عنها شرحا مفصلاً.

زوار كثر، فلسطينيون وعرب وأجانب، يأتون إلى مقر الرئاسة الفلسطينية "المقاطعة" ليستعيدوا ذكريات الراحل ياسر عرفات، والكثير من الذاكرة الفلسطينية التي يحويها المتحف بين جدرانه بما فيه من تضحيات وصمود ونكسات ونكبات.

على الجدران ثمة صور من هنا وهناك، لأبو عمار، والقادة الفلسطينيين، ومن قدموا تضحيات لفلسطين، إضافة إلى خزائن تضم مقتنيات ووثائق وأغراض الرئيس ياسر عرفات الشخصية، كمسدسه، وبزته العسكرية، وكوفيته وغيرها. كذلك توجد أكثر من أربعين شاشة عرض مختلفة، فيها الكثير من الفيديوهات التي تعرض سيرة أبو عمار، والتاريخ الفلسطيني، وغيرها من الأحداث المتوالية منذ الحقبة الزمنية عام 1920 وحتى يومنا هذا.

الشاب طلال سويدان من نابلس، وقف مذهولاً أمام مقتنيات عرفات، ويقول إنه شعر بالقشعريرة حينما دخل إلى غرفة نومه، واجتماعاته، وغرفة الحرس الخاص به، في الوقت الذي استعاد فيه ذكريات الحصار وشعر به وكأنه لم ينتهِ.
الزوار عندما يتقدمون شيئا فشيئا نحو مقتنيات أبو عمار، وغرفة نومه، والغرفة التي كان يتعالج فيها، أيام الحصار، إضافة إلى غرفة الاجتماعات يشعرون برهبة بحسب ما يقولون لأنهم يفتقدون لأبو عمار الذي كان حاضرا ومشرفا لحظة حصاره.

غرفة نومه على حالها، واجتماعاته، ومقتنياته، وكل ما كان يستخدمه، هذا ما يجعل الحزن والشوق يطرق قلب كل زائر حضر ليستعيد الذكريات، التي عاشها حين كان شاباً أو طفلا أو حتى كهلاً.

مازن الكوني جاء من نابلس أيضاً، بعد أن قرر كما قال لـ"العربي الجديد" أن تكون أول زيارة له إلى رام الله، باتجاه المتحف، توجه مسرعاً إلى غرفة الحصار وأماكن تواجده إبان حصاره، شعر بتواضع كبير للرئيس أبو عمار. ويضيف أن البساطة والتواضع، والعفوية، والإخلاص كان واضحا من تلك الأماكن فهي تشبه حياة الناس العاديين، وتدل على مشاركته لمن كان معه، لم يتبع أي بروتوكول للرؤساء في العالم، بل كان يحب الناس والناس تحبه.

الزوار يواصلون على مدار اليوم٬ التجول في المتحف يشاهدون طاولة ذكية تظهر التجمعات السكانية في فلسطين عند العام 1922 يمكن استخدامها بشكل جماعي يبحث فيها الناس قراهم وبلداتهم ويحصلون على معلومات تاريخية عنها من الموقع وعدد السكان، وتاريخ احتلالها.
كذلك يضم المتحف في ذات القاعة جدارية تضم خمسة وستين شخصية، إلى جانب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، وخمس شخصيات عربية والبقية عالمية لها تأثير في المجالات السياسية والاجتماعية والعسكرية والأدبية والفنية وغيرها.

وفي المتحف أيضا، متجر للتذكارات، ومركز للمصادر، وقاعة المنتدى للأنشطة، وأخرى للمعارض، بينما يضم مساحة لمقتنيات وأرشيف الرئيس ياسر عرفات إضافة إلى غرفة نومه، والمطبخ، وقاعة الاجتماعات، وغرفة العلاج، وغيرها من الأماكن التي كان يستخدمها عرفات لحظة حصاره.

كل من حضروا إلى المتحف، ذهلوا مما شاهدوه، استعادوا عرفات، وفلسطين التاريخية، وتحسروا على الأيام التي ضاعت، والحال الذي وصلت إليه فلسطين، عدا عن الأسى الذي يشعرون به، وهم يتجولون بين الذكريات التي لم يعد منها شيء في هذا الحاضر.



دلالات

المساهمون