اتحاد الفنانين السودانيين: هل يلتحق بروح الثورة؟

اتحاد الفنانين السودانيين: هل يلتحق بروح الثورة؟

01 سبتمبر 2019
أفرزت الثورة عددًا كبيرًا من الفنانين الشباب (Getty)
+ الخط -
عاد الرهان في السودان هذه الأيام على نقابة "اتحاد المهن الموسيقية"، وذلك لتطوير الأغنية السودانية، واستيعاب أغاني الثورة التي ألهبت حماسة المتظاهرين للمشاركة والاستمرار في الحراك الثوري. وهو الحراك الذي انتهى في إبريل/نيسان الماضي بإسقاط نظام الرئيس المعزول عمر البشير. هذا النظام الذي يحمّله كثيرون مسؤولية هبوط مستوى الأغنية السودانية وتسييسها وتوجيهها لصالح أجندة بقاء البشير في السلطة لثلاثين عاماً.

تأسَّس اتحاد الفنانين السودانيين في العام 1951 باسم "رابطة الفنانين السودانيين"، وذلك بمشاركة عمالقة ورواد الفن السوداني، مثل: حسن عطية، وأحمد المصطفى، وإبراهيم الكاشف. وشاركهم التأسيس عدد من الشعراء الذين يكتبون الأغاني، مثل: محمد بشير عتيق، وعوض جبريل. 

تعرَّض الاتحاد إلى نقد حادّ، خصوصاً من الفنانين الشباب، بسبب تسييس أجندة الاتحاد، ووضعه تحت خدمة الدفاع عن الدكتاتور عمر البشير، وتقييد تطور الأغنية السودانية الحديثة. يقول الفنان الشاب، شهاب الدناقلة، لـ "العربي الجديد"، بأنَّ الفن طوال 30 سنة من عمر النظام السابق، ظلّ مسيّساً، "إذْ إنّ المطرب الذي يوالي النظام، تنفتح أمامه كل أجهزة الإعلام، بغض النظر عن قيمة منتوجه الفني". ودعا الدناقلة إلى ثورة شاملة لتغيير كل قيادات اتحاد المهن الموسيقيَّة، حتى يؤدّي الفن رسالته، ولتتطور الأغنية السودانيَّة، بما ينسجم مع قيم الحريّة والسلام والعدالة، التي رفعتها الثورة كشعارات في الأشهر الماضية.

وفي ذات السياق، يرى الشاعر، الصادق الرضي، أنّ اتَّحاد الفنانين طيلة العهود السابقة، ظل مُجرَّد ناد لتعاقدات الأفراح، ومتعهدي الحفلات التجارية، والمناسبات الاجتماعية والأسرية. وأكثر من ذلك، ظلَّ الاتّحاد باستمرار مجرَّد أداة بيد الإعلام الرسمي السلطوي.
وأضاف الرضي، أنَّ الاتحاد يجب أن يفكر في كيفية الخروج من سجن أغاني الإذاعة والتلفزيون. وأشارَ إلى أنّ الثورة قد أفرزت عددًا كبيرًا من الفنانين القادرين على إنتاج قوالب فنيّة مختلفة، قائلاً: "نرى مجموعة من الفنانين الذين يقدّمون فناً متقدماً على وسائل التواصل الاجتماعي. كما توجد تجارب مميزة من خريجي معهد الموسيقى والمسرح. ولم يستطع اتّحاد الفنانين أنّ يستوعبهم". وطالب الرضي الاتّحاد بضرورة الاهتمام بالإمكانات الموسيقية والفنية الموجودة والمواهب الجديدة. إذْ ينبغي أن يكون للاتحاد دورٌ في التوعية الموسيقية والنقد الموسيقي والدورات والندوات، وذلك لوضع تصوّر جديد لماهية الأغنية السودانية المعاصرة.
أما الصحافي المتخصص في الشؤون الفنية، أحمد دندش، فقال إنَّ الكل كان يعول عل اتحاد الفنانين أو اتحاد المهن الموسيقية في مسماه الجديد، ليصير واحداً من المنصات الرئيسية ضد عاصفة الابتذال التي اجتاحت الساحة الفنية. مبدياً أسفه لانشغال الاتحاد بالصراعات الداخلية، الأمر الذي أسهم لحد كبير في ضعف الاتحاد، وفقدان الثقة فيه من الفنانين والجمهور.

المساهمون