ديناصور المنصورة... أحدث الاكتشافات الأحفورية في مصر

ديناصور المنصورة... أحدث الاكتشافات الأحفورية في مصر

31 يناير 2018
أول ديناصور في أفريقيا يوثِّق تلك الحقبة الجيولوجية (Getty)
+ الخط -
نجح فريق بحثي مصري، تابع لمركز المنصورة للحفريات الفقارية، في اكتشاف أحفوريات لديناصور سيكون لها الأثر في إعادة كتابة تاريخ مصر وأفريقيا وتوثيق فترة جيولوجية غامضة تعود إلى ما بين (66 و94 مليون سنة). كان موقع الاكتشاف في الصحراء الغربية المصرية وتحديداً في منطقة تدعى "تنيدة"، وجرى تسمية الديناصور باسم " تيتانوسوريان منصوراصورس شاهيناي" (Mansourasaurus) ويحمل الرقم العلمي (MUVP-200)، وتُعَدُّ الأحرف (MUVP) هي الاختصار الإنكليزي لاسم مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية.
نشر البحث، الذي أجري تحت قيادة الدكتور هشام سلام، في دورية "نيتشر إيكولوجي آند إيفولوشن" العلمية، الإثنين الماضي، وتلقفته العديد من وسائل الإعلام العالمية في حين تجاهلته وسائل الإعلام المصرية بصورة كبيرة لا تناسب الحدث. وكانت صفحة الدكتور سلام على فيسبوك قد قامت بعرض متواضع الإخراج لهذا الاكتشاف ومدى الصعوبات، التي واجهت فريق الباحثين المشاركين وجميعهم من الشباب.
وذكر سلام أن هذا الديناصور هو السادس المكتشَف في مصر، لكنه الأول في مصر وأفريقيا الذي يوثِّق تلك الحقبة الجيولوجية. أما عن مواصفات الديناصور المكتشف فإنه ضخم يقارب حجمه الحافلة المدرسية، ويسير على أربع أرجل، ويرجع تاريخ وجوده إلى حوالى 80 مليون سنة. وكانت الديناصورات في تلك الفترة تجوب أفريقيا القديمة، وتسير في جماعات تهاجر وتتنقل بحثاً عن الماء والغذاء، كما هو الحال الآن مع الحيوانات البرية العشبية التي تهاجر في جنبات أفريقيا طوال العام لنفس السبب.
وديناصور المنصورة، المكتشف حديثاً، يعود إلى العصر الطباشيري النباتي الذي بدأ منذ 135 مليون سنة، وانتهى منذ 65 مليون سنة، وظهرت فيه أنواع كثيرة من الثدييات مثل الكنغارو وبعض النباتات الزهرية والأشجار مثل البلوط والدردار، وفي نهايته انقرضت الديناصورات بعد أن جابت الأرض لنحو 200 مليون سنة.
خلص الباحثون إلى أن منصوراسوروس يرتبط ارتباطاً وثيقاً مع تيتانوصورات أوروبية وآسيوية، أكثر من تلك الموجودة في أماكن أخرى في أفريقيا، وغيرها من كتل الكرة الأرضية في نصف الكرة الجنوبي، بما في ذلك أميركا الجنوبية، وهذه القارات كانت سابقاً جزءاً من قارةٍ عُظمى تُدعى غوندوانا. ويظهر الاكتشاف للمرة الأولى أن بعض الديناصورات على الأقل كانت تتحرك بين شمال أفريقيا وجنوب أوروبا في نهاية العصر الوسيط.
الديناصور البالغ طوله عشرة أمتار ووزنه حوالى 5.5 أطنان، كان ضمن فئة التيتانوصورات التي ضمت أضخم حيوانات الأرض قاطبة. وكانت مجلة نيتشر (NATURE) قد ذكرت أن الهيكل العظمي المكتشف أخيرا هو الأكثر اكتمالا من عينة الفقاريات الأرضية المعروفة من مخلوقات الزمن السحيق، في القارة الأفريقية بأكملها. وعلى الرغم من اكتشاف العديد من الحفريات الأخرى عبر أفريقيا؛ فإن منصوراسوروس هو الأكمل بينها، بينما الأخريات مجرد عظام ضعيفة معزولة عن بعضها بعضاً، بينما تتكون الأجزاء المكتشفة من الديناصور من الهيكل العظمي للجمجمة وعظام ما بعد الجمجمة، والفك السفلي والرقبة والظهر الفقري والأضلاع والكتف، ومعظم الجسم والأقدام.

واعتبر العلماء أن اكتشاف الديناصور هذا وتحليلات بقاياه، تؤكد الصلات البيوغرافية للفقاريات الأرضية التي سكنت أفريقيا والجزيرة العربية في فترات بعيدة. كما تؤكد على اتصال شبه الجزيرة بالبر الرئيسي لأفريقيا في تلك العصور، بينما قُربه من واحة الداخلة يدل على وجود الماء والغذاء في تلك المنطقة بوفرة. 
ويرجح العلماء تواجد الكثير من تلك الحفريات والآثار القديمة تحت المراعي والسافانا والغابات المطيرة، التي تحجب الصخور داخل أفريقيا، حيث يمكن العثور على مزيد من الحفريات، أما في مصر فإن الرمال التي تغطي معظم مساحتها، وخاصة الصحراء الغربية التي تبلغ مساحتها 700 ألف كيلومتر مربع، فإنها بكل تأكيد تضم في باطنها الكثير من الحفريات التي تنتظر اكتشافها.

المساهمون