أمراض الدماغ تعكس اللغة الأصلية للمرضى

أمراض الدماغ تعكس اللغة الأصلية للمرضى

12 يناير 2020
أخذ الاختلافات الثقافية بالاعتبار عند دراسة أمراض الدماغ (Getty)
+ الخط -

بينت دراسة علمية نشرت أول أمس السبت اختلافات بين الناطقين بالإنكليزية والإيطالية في تأثر قدراتهم اللغوية نتيجة إصابتهم بداء الخرف.

وكشفت الاختبارات وعمليات مسح الدماغ بالرنين المغناطيسي عن الوظيفة المعرفية المتشابهة ومستويات مماثلة من تنكس الدماغ في المجموعتين. ولكن عندما قارن الباحثون أداءهم في مجموعة من الاختبارات اللغوية، لاحظوا وجود اختلاف رئيسي.

أجرى الدراسة علماء في مركز سان فرانسيسكو للذاكرة والشيخوخة، وزملاؤهم في وحدة أبحاث الأعصاب والتصوير العصبي في معهد سان رافاييل العلمي في ميلانو، وفق ما نقله موقع Science Daily.

وشملت الدراسة 20 من الناطقين باللغة الإنكليزية و18 من الناطقين باللغة الإيطالية، مصابين بما يعرف بـ"الحبسة التقدمية الأولية".

ويعرف موقع مايو كلينيك هذه الحبسة بالمتلازمة النادرة التي تُصيب الجهاز العصبي، وتُؤثر في القدرة على التواصل، ويجد المصابون بها صعوبة في التعبير عن أفكارهم وفهمهم، أو العثور على الكلمات. وتبدأ الأعراض تدريجياً، غالباً قبل عمر 65 عاماً وتَزيد سوءاً بمرور الوقت.

وواجه متحدثون بالإنكليزية والإيطالية يعانون من ضعف اللغة المرتبط بالخرف أنواعاً مختلفة من صعوبات النطق والقراءة استناداً إلى ميزات لغاتهم الأصلية.

"فالإيطالية أسهل في النطق، ولكن قواعدها النحوية أكثر تعقيداً، لذلك يجد الناطقون بالإيطالية المصابون بالحبسة التقدمية الأولية صعوبة في صياغة جمل مركبة".

والنتيجة أن الناطقين بالإنكليزية يميلون إلى قلة الكلام. أما الإيطاليون فيجدون صعوبة أقل في نطق الكلمات، ولكن يتكلمون بجمل بسيطة.

وتقول الدراسة إن علماء الأعصاب منذ فترة طويلة افترضوا أن أمراض الدماغ التي تؤثر على القدرات اللغوية ستظهر بنفس الطريقة لدى المرضى حول العالم. لكن الاكتشافات الحديثة بدأت في التشكيك في هذا الافتراض.

ويقول البروفيسور غورنو تمبيني "نأمل أن تساعد مثل هذه الدراسات في فهم الدماغ واضطرابات اللغة، والتنبيه إلى الفوارق في معاجلة الخرف وتحسين رعاية المرضى".

وتفيد الدراسة بأن المعايير السريرية لتشخيص الاضطرابات التي تؤثر على السلوك واللغة لا تزال تعتمد بشكل أساسي على دراسات للمتحدثين باللغة الإنكليزية والثقافات الغربية، ما قد يؤدي إلى تشخيص خطأ إذا كان الأشخاص الذين يتحدثون بلغات مختلفة أو ينتمون إلى خلفية ثقافية أخرى يعبرون عن أعراض مختلفة.

وعليه، تضيف الدراسة أن من الأهمية بمكان أن تأخذ الدراسات في الاعتبار الاختلافات اللغوية والثقافية عند دراسة اضطرابات الدماغ التي تؤثر على الوظائف الإدراكية العليا "التي نعرف أنها تتأثر بشكل كبير بالثقافة والبيئة والتجربة".

وقالت المؤلفة الرئيسية للدراسة إليسا كانو "لقد أردنا دراسة المرضى الذين يعانون من الحبسة التقدمية الأولية لفهم ما إذا كان الأشخاص من خلفيات لغوية مختلفة قد عانوا بالفعل من المرض بشكل مختلف، وما الذي قد يعنيه ذلك بالنسبة لكيفية محاولة مساعدة المرضى على الاستمرار في مواجهة المرض".

المساهمون