قصر الأمير طاز

قصر الأمير طاز

08 ابريل 2016
تحول القصر في نهاية القرن 19 إلى مدرسة للبنات(فيسبوك)
+ الخط -
كان الأمير سيف الدين عبد الله طاز بن قطغاج، أحد الأمراء المماليك أصحاب الرأي والنفوذ في عصر السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، وقد حظي بوظيفة "داودار"، أي كاتب السلطان، قبل أن يمنحه ولاية حلب. غير أنه خرج على السلطان هناك؛ فثار عليه الناس حتى عُزل، وألقي القبض عليه، وعوقب بكحل عينيه حتى عمي، ثم سيق إلى الإسكندرية ليُسْجَن فيها زمناً. وقد خرج من السجن في أواخر حياته ليعود إلى الشام ويموت في دمشق (763هـ/1361م).
ترك الأمير طاز في القاهرة قصراً عظيماً وإسطبلاً كبيراً. كان طاز يعي تماماً أهمية اختيار موقع قصره، ودوره المهم في أحداث سياسية عظيمة ستندلع لاحقاً، لذلك، اختار موقع قصره بعنايةٍ في منطقة من أهمّ مناطق نفوذ السلطة المملوكيّة؛ وقد بناه على أنقاض بعض البيوت القديمة التي اشترى بعضها، واغتصب بعضها الآخر من أهلها. وبعد الفراغ من تشييده؛ نزل السلطان بنفسه من مقر حكمه لافتتاح القصر ومباركته. غير أنَّ الأمير طاز نفسه، لم يستمتع بهذا القصر إلا مدَّةً يسيرة لا تتجاوز الثلاث سنوات، فسرعان ما ترك القاهرة، وأصبح القصر سكناً لغيره من المماليك. يقعُ القصر في القاهرة القديمة بمنطقة الخليفة في القلعة بشارع السيوفيّة المتفرع من شارع الصليبة. وتزيد مساحة القصر عن 8000 متر مربع، وهو عبارة عن فناء واسع يمثِّل حديقة كبيرة، تتوزَّع حولها عناصر القصر المتعددة، وأهمُّها الإيوان البحري والإيوان القبلي وجناح الحرملك والمقعد واللواحق والتوابع والإسطبل. مرّ القصر بتاريخ طويل من الإهمال، حتى فَقد الكثير من معالمه الأصلية الأولى، لدرجة أنه لم يتبق من بقايا البناء الأول غير الواجهتين والمقعد، وبقايا قاعات الحرملك التي تهدَّم أغلبها أيضاً، هذا بالإضافة إلى القاعات المستحدثة التي استخدمت مخازن أو قاعات دراسية، حين حولت الحكومة الخديويَّة القصر، في نهاية القرن التاسع عشر، إلى مدرسة للبنات.

المساهمون