بريتني سبيرز... هل هذه هي النهاية؟

بريتني سبيرز... هل هذه هي النهاية؟

07 أكتوبر 2019
بدأت طريقها نحو النجومية في عمر مبكر (جايسن لافيريس/FilmMagic)
+ الخط -
قبل أيام، أعلنت نجمة البوب، المغنية الأميركية، بريتني سبيرز، أنها ستبتعد عن الفن، بسبب حاجتها للراحة بعد سلسلة الأحداث الدرامية التي عايشتها في السنوات الأخيرة. أو بالأحرى، خلال أغلب سنوات عملها، إذ من الممكن وصف مسيرة بريتني سبيرز الفنية بأنها المسيرة الأكثر درامية وكآبة، رغم كل النجاحات التي تمكنت من تحقيقها. 

ولدت بريتني عام 1981، وبدأت طريقها نحو النجومية في عمر مبكر جداً. فألزمها والداها بدروس الرقص عندما بلغت الثالثة من عمرها، وبدأت برحلتها الشائكة في الثامنة من عمرها، عندما حاولت الانضمام إلى نادي ديزني "ميكي ماوس"، وشاركت في مسرحية "راثليس"، لتمضي طفولتها في المسارح والاستوديوهات الفنية. كانت سبيرز تتوسط ثلاثة أطفال، وأبدت اهتماماً بالاستعراض في عمر مبكر. وجاء في مقابلة لها لـ Hollywood Reporter: "منذ أن كنت في السابعة أو الثامنة، كنت بالنسبة إلى والدتي رفيقة استثنائية، وكنت دوماً أقدم عروضاً لكل شخص أمام التلفزيون، حتى عندما ذهبت إلى المدرسة، كنت دوماً الطفلة الغريبة، فكنت أخرج، وبدلاً من اللعب، أردت دوماً أن أشارك في منافسات للبحث عن نجمة". وعندما بلغت السادسة عشرة من عمرها، بدأت تركز أكثر على الغناء، وتمكنت من خلال تجارب الأداء من لفت الأنظار إليها، لتحصل على عقد مع شركة "جايف" لتسجيل ألبوم منفرد، وكان ألبوم "Baby One More Time" عام 1999، هو الذي حلّق بها نحو النجاح العالمي سريعاً، ولتسجّل بريتني اسمها في تاريخ الموسيقى، باعتبار ألبومها هو الأكثر مبيعاً بتاريخ ألبومات المراهقين.

ما أدى إلى نجاح الألبوم الأول بهذا الشكل الغريب، هو الصورة التي ظهرت بها بريتني سبيرز وصوتها الاستثنائي. فالصورة التي ظهرت بها كانت مزيجاً بين البراءة والإغراء، والتي من الممكن اختزالها بكليب "Baby One More Time" الذي تقوم فيه بريتني بالرقص والإغراء بثياب طالبات المدارس، وبالصورة التي ظهرت بها على غلاف مجلة "رولينغ ستونز" بذات العام، إذ كانت في الصورة مستلقيةً على ظهرها، ولا ترتدي سوى "صدرية"، وبيدها دمية، لتجسد البراءة والإغراء بالوقت ذاته. وأما صوت بريتني وأسلوبها في الأداء، فكان لهما الفضل برسم هويتها الفنية الخاصة المقاومة للزمن. فهي كانت أول مغنية بوب تعتمد على طبقات الصوت المنخفضة الذكورية، بأداء هذا النوع من الأغاني، وتمكَّنت بصوتها من أن تغير معايير الصوت المثير حينها.

إلا أن أسباب النجاح ذاتها، كانت وراء الانتقادات الأولى التي تعرضت لها بريتني، إذ اعتبرها البعض أنَّها تشوّه الطفولة والبراءة من خلال "الثيمات" الجنسية بأغانيها. وردّت بريتني على الانتقادات بحزم حينها، بقولها: "سأكرر ذلك". وهو التصريح الذي تحول إلى عنوان ألبومها الثاني Oops!... I Did It Again عام 2000، والذي تجاوز بنجاحه ما حققه الألبوم الأول، ليرسّخ بريتني كظاهرة عالمية. واستمرت بالنمو في الألبوم الثالث Britney" عام 2001. ورغم أنها حينذاك لم تكن قد تجاوزت العشرين من عمرها، لكن بعض الأغاني التي أدتها كانت عميقة وناضجة، مثل أغنية "Overprotected" التي طالبت بها ببعض الحرية من الحماية المفروضة عليها، والتي بدت كتنبؤ لحياة بريتني في السنوات التالية.

وفي عام 2003، وصلت بريتني إلى ذروة نتاجها الفني مع ألبوم "In The Zone"، لكن حياتها كانت قد بدأت تتأزم بالفترة ذاتها. فالألبوم جاء بعد انفصالها عن المغني جاستن تيمبرلك، نجم فرقة "إن سينك" حينها، وتلته تخبطات عديدة بحياتها العاطفية، تلتها علاقتا زواج وانفصالان بأقل من سنة واحدة، وأنجبت طفلين لتزداد الأمور تعقيداً، وتعيش بعدها أعواماً من الخلافات حول حق الحضانة. وبعدها بدأ صراع بريتني مع الإدمان الذي أبعدها لعامين عن العمل الفني، لكنها تمكنت في نهاية المطاف من الخروج من محنتها بألبوم "Blackout" عام 2007، الذي بدا مختلفاً عن كل ما قدمته في الأعوام الماضية، وحصل على تقييم نقدي هو الأعلى.

وفي عام 2008، أصدرت بريتني ألبوم Circus، الذي شكل أبرز محطات هبوطها فنياً، وتزامن مع تضخم أزماتها الشخصية، لتُفَرض عليها وصاية من المحكمة الأميركية، وتضع حياتها بيد والدها، جيمي، الذي استغل الوصاية لممارسة الضغط على بريتني، وتحكّم بمعظم قراراتها، وحوّل بريتني إلى آلة ضخ أموال، لم يجعلها تتوقف عن العمل خلال 11 سنة، كانت ملزمة فيها بالخضوع لجلسات علاجية دورية في المصحة النفسية، وأنتجت خلالها 4 ألبومات، بالإضافة إلى عدد كبير من الجولات الفنية والحفلات الدورية المرهقة، دون طائل منها.

وفي بداية هذه السنة، ازدادت معاناة بريتني، نتيجةً لوفاة طبيبها النفسي، الذي كان من المفترض أن يقيّم حالة بريتني لإزالة حالة الوصاية، ليفرض هذا الشرط المزيد من التعقيدات القضائية، ولتصرخ بريتني مناديةً بالحرية لنفسها، وتليها حملة كبيرة لمناصرها، ترأسها عدد من الفنانات الأميركيَّات، أبرزهن مايلي سايرس التي نادت لإطلاق وسم #freeBritney في حفلاتها.

المساهمون