في الخليج: الدراما تدقّ أبواب "الإخوان المسلمين"

في الخليج: الدراما تدقّ أبواب "الإخوان المسلمين"

06 يونيو 2016
من مسلسل "سيلفي" (mbc)
+ الخط -
بين الإرهاب والكوميديا، تتأرجح كفة الأعمال الدرامية الخليجية لهذا العام، مع اتجاه واضح لتداول الواقع الأمني الذي تعيشه المنطقة من منظار ورؤية مخرجين وكتّاب خليجيين. وذلك لم يقتصر فقط على الأعمال الجديّة، بل طاول أيضاً بعض الأعمال الكوميدية الخفيفة مثل "سيلفي" في جزئه الثاني الذي يرخي بظله على القضايا والمشاكل الاجتماعية المُلحّة المُستوحاة من يوميات المجتمع السعودي والمواطن الخليجي، وذلك بأسلوب ساخر، وفق ما سبق أن أوضح الممثل السعودي ناصر القصبي.
النجاح الذي لقيَه الجزء الأول من العمل وضع فريق "سيلفي" أمام مسؤولية كبيرة لكي يكون الموسم الثاني بالمستوى نفسه، بل أفضل. ويُشير الكاتب خلف الحربي، المُشرف العام على العمل، إلى وجود عدد من القصص التي ستُشكّل مفاجأة للمشاهدين بالمعنى الإيجابي هذا الموسم. ويقول: "لن يتخلّى "سيلفي" عن بعض العناوين الرئيسية التي تناولها من قبل، مثل مواجهة حمّى الإرهاب التي اجتاحت عالمنا، وكذلك الدخول بشكل أعمق الى مشكلة الطائفية لأننا نعتقد أن التصدي لمثل هذه القضايا جزء أساسي من رسالتنا الفنية".
كما تدخل الدراما الإماراتية، للمرة الأولى إلى واقع سياسي مباشر في مسلسل "خيانة وطن" إنتاج "ابو ظبي الإعلامية"، للروائي حمد الحمادي. وفق بيان المؤسسة المنتجة فإن المسلسل سيحاول، "كشف خفايا وتاريخ تنظيم الاخوان، كما يغوص عميقاً في واقع الأفراد المنتسبين إلى "التنظيم"" من رؤية خليجية، قد تتقاطع قليلاً مع مسلسل "الجماعة" الذي طرح الموضوع نفسه، كتبه وحيد حامد للتلفزيون العام 2010 ونقل الواقع ونشأة التنظيم، في رؤية شاملة. فهل ينجح العمل الخليجي في تقديم رؤية موضوعية للتنظيم ومسيرته أم أنه سيتماهى تماماً مع الرؤية السياسية الإماراتية، وسط توقعات بأن يكون جزءاً من منظومة "أبلسة الإخوان" في ظل استحالة عرض عمل إماراتي يتعارض مع سياسة الدولة.




وإلى البادية، مجدداً تقدم الدراما الخليجية مسلسل "الدمعة الحمراء"، الذي نفذ في الثمانينيات وعرض على بعض المحطات وقتها في إطار معاصر، حكايات " نجدية" تجمع بين الحب العذري والفروسية والشجاعة والتضحية، كتابة الأمير الراحل محمد بن أحمد السديري، ومن إنتاج مشترك"O3 للإنتاج وعصام حجّاوي سيناريو وفاء بكر، وإخراج حسام حجّاوي ويتقاسم البطولة، تركي اليوسف، وعبد المحسن النمر، وعبير عيسى، وداوود جلاجل، وهو عبارة عن قصة حب شهيرة تشكل عودة للدراما السعودية البدوية بعد غياب طويل، صُوّر في وادي رام في الأردن.
وعلى خط مواز، تسير الدراما الخليجية هذا العام في عمل يُعتبر الأول في المضمون الشعبي، والتطرق لهذا النمط من المسلسلات، "حارة الشيخ"، بحسب بيان صادر عن MBC عمل آخر، تقع أحداثه، في قالب البيئة الحجازية القديمة، من إنتاج شركة "O3" للإنتاج والتوزيع، وإخراج المثنى صبح، وكتابة بندر باجبع، ويجمع أكثر من 60 ممثلاً وممثلة، من السعودية والخليج. تم التصوير في أبو ظبي... بفضل التعاون مع "هيئة المنطقة الإعلامية" أبو ظبي.
وبدا واضحاً، ان المنتج الخليجي، يحاول كسب نجاح مسلسل "باب الحارة" برؤية إخراجية لـ المثنى صبح. يتطرّق "حارة الشيخ" إلى مواقف درامية تدور في إحدى حارات مدينة جدة القديمة، أواخر العهد العثماني (1876- 1918)... وتدور الحبكة حول حكاية شعبية عن أخوين في منطقة "الرباية" وليسا شقيقيْن. فقد اتخذ اسماعيل (عبد الرحمن اليماني) طريق الضلال واتّبع جماعة المشاكل (البلطجية)، بينما اتخذ رضوان (علي الشريف) الأخ اللقيط، طريق التقوى والعمل الصالح كما ربّاه الشيخ الضرير سالم (خالد الحربي)... فتدرّج الأول في العنف والمؤامرات والخداع والقوة سعياً للوصول إلى زعامة المشاكل، فطغى وتجبَّر وظلم أهل حارته، فيما سار الثاني على خُطى مؤسس الحارة المعلم درويش (محمد بخش).
ومن الاعمال الدرامية الاجتماعية، تعبر الممثلة الكويتية المخضرمة حياة الفهد إلى عمل جديد بعنوان "بائعة النخي"،
الفهد (67 عاماً) لم تتخلَ عن التمثيل كما أنّها لم تفقد مهاراتها في التأليف، فكتبت هي بنفهسا سيناريو المسلسل.
العمل تراثي بامتياز يهدف إلى تعريف الجيل الجديد على العادات والتقاليد التي كانت سائدة قديماً في الكويت، كما وينقل العديد من المواضيع الإنسانية الهادفة التي من شأنها نشر التوعية في المجتمع.
وستجسّد حياة الفهد الشخصية الرئيسية التي تنحدر من عائلة غنية جداً إلى حين تنقلب حياتها رأساً على عقب بشكلٍ مفاجئ وتبدأ بمواجهة مشاكل الإفلاس فتجد نفسها إذاً مضطرةً إلى العمل لتأمين لقمة عيشها.
هكذا سيكون الوضع بالنسبة للدراما الخليجية، التي تتقاسمها هذا العام محطة MBC إضافة إلى قناتي "أبو ظبي" و"دبي" إلى جانب "روتانا" التي استغلت النشاط الدرامي واشترت مجموعة من الأعمال لتواكب الموسم.

دلالات

المساهمون