مشهد الاغتصاب بـ"التانغو الأخير في باريس" يعود إلى الواجهة

مشهد الاغتصاب بـ"التانغو الأخير في باريس" يعود إلى الواجهة

06 ديسمبر 2016
كانت شنايدر في الـ19 من عمرها (تويتر)
+ الخط -
أعلنت الممثلة الفرنسية، ماريا شنايدر، أنها "شعرت كأنها تُغتصب"، خلال تصوير مشهد الاغتصاب الشهير في فيلم "لاست تانغو إن باريس" (1972)، مع الممثل الأميركي، مارلون براندو. وأضافت أن "الدموع التي ذرفتها على الشاشة كانت حقيقية"، خلال مقابلة لها مع صحيفة "دايلي مايل"، في عام 2007.

وتابعت إن "المشهد لم يكن موجوداً في النصّ الأصلي للفيلم، وبراندو هو صاحب الفكرة"، وأضافت "كان عليّ الاتصال بوكيل أعمالي أو المحامي حينها، لأنه لا يمكنك إجبار شخص على تنفيذ أمر غير موجود في السيناريو، لكنني لم أكن أعلم بذلك حينها".

لاحقاً، قال المخرج الإيطالي، برناردو برتولوتشي، إن "شنايدر لم تعرف مسبقاً عن استعمال براندو للزبدة في تنفيذ مشهد الاغتصاب"، وأضاف "لم أخبرها، لأنني أردت الحصول على ردة فعلها كفتاة، وليس كممثلة". وأشار إلى أن شنايدر "كرهته حتى مماتها"، لافتاً إلى أنه "يشعر بالذنب، ولكنه لا يندم على الأمر"، وذلك في عام 2013.

اللافت أن تصريحات شنايدر وبرتولوتشي لم تحصل على هذا الانتشار الواسع في حينها، لكنها عادت إلى دائرة الاهتمام، في نهاية الأسبوع الفائت، بعد أن نشرت المنظمة الإسبانية غير الربحية، El Mundo de Alycia، فيديو مقابلة برتولوتشي على موقع "يوتيوب"، كجزء من حملتها لمناهضة العنف ضدّ النساء في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وبدأت القصة تحتل صفحات مجلات أجنبية شهيرة مثل "Elle"، وانتقل النقاش إلى مواقع التواصل الاجتماعي، بمشاركة شخصيات بارزة في هوليوود.

وكتبت المخرجة الأميركية، آفا دوفيرني، أن "الأمر لا يغتفر. كمخرجة أنا بالكاد أستطيع فهم ذلك، وكامرأة أنا مرعوبة وأشعر بالقرف والغضب حيال الأمر" على موقع "تويتر". وغرّد الممثل الأميركي، كريس إيفانز، "لن أشاهد هذا الفيلم، أو برتولوتشي أو براندو بالطريقة نفسها أبداً. تخطى الأمر حدود القرف. أنا أشعر بالغضب".

بدوره، علّق برتولوتشي على الجدل القائم، وقال إن الأمر "سوء فهم سخيف"، في تصريح له، يوم أمس الإثنين. وأضاف: "هناك أشخاص اعتقدوا، وآخرون يعتقدون أن شنايدر لم تكن على علم بالعنف الممارس عليها. هذا خطأ".

وتابع "ماريا كانت على علم بكل شيء، لأنها قرأت السيناريو، حيث وُصفت المشاهد كلها. وكانت الفكرة الوحيدة الجديدة هي فكرة استعمال الزبدة، وعرفت بعد سنوات عدة أن ذلك أهان ماريا، وليس العنف الممارس عليها في المشهد، والذي كان موجوداً ضمن السيناريو".

يذكر أن برتولوتشي رُشّح لأوسكار أفضل مخرج عن فيلمه "لاست تانغو إن باريس" حينها، كما رُشح براندو لأوسكار أفضل ممثل. أما شنايدر التي كانت في التاسعة عشرة من عمرها حينها، فنالت أربعة آلاف دولار أميركي عن دورها، ولم تترشح لأي جائزة، لكنها برزت كـ"رمز جنسي".

لعبت أدواراً رئيسة عدة في السبعينات، لكن مسيرتها المهنية كممثلة تراجعت لاحقاً، بسبب تعاطيها المخدرات، ومحاولتها الانتحار مرة على الأقل. وتوفيت شنايدر في عام 2011، بعد صراع مع مرض السرطان، عن عمر 58 عاماً.



(العربي الجديد)

المساهمون